تتخذ إيطاليا خطوات سريعة لاستئناف الحياة واحتواء فيروس كورونا، حيث وضعت الحكومة الإيطالية خططا لتحديد أسعار الكمامات وزيادة احتبارات الأجسام المضادة مع اقترابها من نهاية أطول فترة إغلاق وطنية بسبب وباء كورونا.
وأشارت صحيفة "كورييرى ديلا سيرا" الإيطالية إلى أن ايطاليا اتخذت قرارات مصيرية بشأن القيود التى سيتم رفعها عندما ينتهى العمل بفترة الإغلاق الحالية فى 3 مايو، وسيحدد ذلك على حد سواء السرعة التي سيشق بها ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو طريقه للخروج من الركود الاقتصادي وكذلك الحريات التي سيتمتع بها 60 مليون إيطالي في خلال أشهر الصيف.
وأوضحت الصحيفة أنه يسمح للإيطاليين فى بداية مايو، بمغادرة منازلهم بحرية لأول مرة منذ 9 مارس، كما يعاد فتح الحدائق والمتنزهات وأن تبدأ بشق طريقها للخروج من تجربتها الأكثر إيلاما منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال دومينيكو أركورى، مفوض الاستجابة للحالات الطارئة، أمس السبت "لقد تم إضعاف الفيروس ولكن ليس هزيمته.. هذا الأمر واضح للجميع"، وورد أن على طاولة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي تم اقتراح يوصي بتوخي الحذر وينطوي على تخفيف تدريجي للتدابير الصارمة على مدى أربعة أسابيع، لكن التقارير تقول إن الرؤية المطروحة أمام كونتي لا تشبه الحياة كما اعتادها الإيطاليون.
وأوضحت الصحيفة أن المطاعم ستستأنف عملها على أن تؤمن خدمة الطلبات الخارجية فقط وسيبقى كل شيء آخر مغلقاً في 4 مايو، ولكن حتى هذه الخطوات الأولى سيتم التراجع عنها عند أول مؤشر على ارتفاع معدل الإصابة اليومي بعدما بدأ انحسار تفشي الوباء في إيطاليا منذ بضعة أسابيع.
وقال معهد الصحة العامة الوطني إن معدل نشر العدوى حالياً هو ما بين 0,2 و0,7 لكل شخص مصاب بالمرض على المستوى الوطني وهو نطاق منخفض بما يكفي للبدء بالخروج الآمن من الإغلاق، وتضمن المرحلة الثانية فى إيطاليا الاستخدام الإلزامى للكمامات فى الأماكن العامة واختبار الأجسام المضادة فى الدم على المستوى الوطنى، وقال أركورى أنه سيتم تحديد السعر لبيع الكمامات، فى الأيام المقبلة.
أما عن الاختبارات فقد تم إعداد الاختبارات المصلية للمساعدة فى تحديد عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس بالفعل، ومن المحتمل أنهم صاروا محصنين تجاهه، ولقد بدأ للتو إنتاج اختبارات الأجسام المضادة الموثوقة في مختلف أنحاء العالم. وبدأت منطقة لومبارديا شمال ميلانو، التي كانت بؤرة تفشي المرض منذ فبراير على الأقل، باستخدامها على نطاق واسع الخميس.
وقال أركوري إنه سيبدأ توزيع حوالي 150 ألف اختبار للأجسام المضادة في مناطق إيطاليا العشرين يوم 4 مايو، لكنه حرص على القول إنه "لا يوجد اختبار في العالم دقيق بنسبة 100%". وأضاف أن الحكومة الإيطالية تهدف إلى تحقيق معدل دقة "من 95% على الأقل".
تحتذي إيطاليا كذلك ببلدان أخرى بإطلاق تطبيق مصمم لتنبيه الأفراد إذا اختلطوا بشخص يمكن أن يسبب لهم العدوى، لكن بعض الأطباء الإيطاليين ينبهون إلى عدم وجود عدد كافٍ من الإيطاليين لديهم هواتف محمولة لإجراء عمليات تتبع حالات الاتصال على نطاق وطني.
وسمحت وكالة الأدوية الإيطالية (AIFA) ببدء دراسة متعددة المراكز مع الهيبارين ، والتي تعمل بشكل أساسي كمضاد للجلطات ، ذات الوزن الجزيئي المنخفض (بيوسيلار من صوديوم الإينوكسابارين) لعلاج المرضى الذين يعانون من صورة سريرية معتدلة أو شديدة لفيروس كورونا، وسيتم تقييم سلامة وفعالية هذا الدواء من خلال الاختبار وإعطاؤه بجرعات مختلفة ، لتحسين مسار المصابين، وفقا لصحيفة "لاستامبا" الإيطالية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه سيتم توفير الدواء مجانا لـ 14 مركزا إيطاليا مشاركا فى الدراسة Techdow Pharma، الفرع الإيطالي لمجموعة Shenzen Hepalink Pharmaceutical Group ،وسيشارك مجموعة 300 مريض فى اختبار الدواء.
وأوضحت الصحيفة أن الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي مع تأثير مضاد للجلطات والذى يجعله اليوم أحد أكثر مضادات الجلطات، المستخدمة للوقاية والعلاج من الجلطات الدموية الوريدية والشريانية (VTE) والشرايين في الأشخاص الذين يخضعون لعملية جراحية أو طريح الفراش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة