خيم الحزن على أسرة الممرض السيد محمد المحسناوى والذى يعمل بالحجر الصحى بالنجيلة، شهيد الجيش الأبيض إثر وفاته متأثرا بكورونا، والذى توفى بعد صراع استمر 21 يوما مع المرض، بعد إصابته بكورونا أثناء عمله بالمستشفى، وينتظر أبناء عائلته وصول الجثمان مساء اليوم لتشييعه لمثواه الأخير بمقابر العائلة.
شهيد الجيش الأبيض ظل يحارب مع زملائه وباء فيروس كورونا، ومواصلة الليل بالنهار، من أجل الحفاظ على سلامة المرضى المصابين بالكورونا داخل الحجر الصحي، ولم يخش "المحسناوى" وزملاؤه الفيروس بل وقفوا وقفة رجل واحد، من أجل العبور بالمرضى إلى بر الأمان، إلى أن يصاب بالفيروس ويوضع بالعزل.
واستقبل "المحسناوى" صدمة إصابته بالفيروس بهدوء شديد وطمأن زوجته وأولاده والشد من أزرهم وكان دائما يؤكد لهم أنه بخير وسوف يتخطى المحنه ويعود سالما لهم، ولكن إرادة الله وقدره حالت دون ذلك وانضم لكتيبة شهداء الجيش الأبيض.
ويقول أحمد المحسناوى ابن شقيق الشهيد، أن عمه كان يعمل بمستشفى النجيلة قبل تحويلها لحجر صحي، فكان يقضى 15يوما بالمستشفى و15يوما بالمحلة، ولكن بعد أن صدر قرارا بتحويل المستشفى لحجر صحي، لم يحضر للمدينة المحلة منذ شهرين.
وأضاف أن الشهيد كان يتواصل مع العائلة عبر التليفون والفيديو كول، وكان طبيعى ويمارس حياته بشكل طبيعي، إلى أن أصيب بفيروس كورونا منذ 21 يوما، وأبلغنا جميعا بإصابته بالفيروس، ووقع علينا الخبر كالصاعقة وأصيب الجميع بصدمة شديدة، وفى نفس الوقت الجميع يؤمن بقضاء الله وقدره، وكنا نأمل أن يشفيه الله ويأخذ بيده، إلا أن الله قدر له أن يموت شهيدا فى شهر رمضان المبارك.
وأشار إلى أن عمه الشهيد لديه 3 أولاد اكبرهم طالبة بالجامعة، والابن الأوسط فى الصف الثالث الثانوي، وأصغرهم طفل فى الصف الأول الابتدائى، مضيفا أن عمه قضى الـ21 يوما بالعزل، تارة حالته الصحية جيدة، وتارة أخرى تتدهور، مبينا أن عمه سبق وأجرى عملية تركيب دعامه بالقلب، ويعانى من مرض الضغط، مؤكدا أن الحالة الصحية لعمه تدهورت فى أخر أيامه داخل الحجر الصحي، وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي، وفى اليوم الـ18له قبل وفاته، تم رفعه من على جهاز التنفس الصناعى بعد تحسن حالته الصحية، وتواصلنا مع المستشفى وطمأنونا بتحسن حالته الصحية، وأنه سيتم نقله لأحد مراكز الشباب 14يوما كفترة نقاهه، ولكن انقلبت الأمور رأسا على عقب وتدهورت حالته الصحية، بعد حدوث اضطراب فى ضربات القلب، وعدم قدرة القلب على ضخ الدم بسبب قلة الاكسجين، وتم وضعه مرة أخرى على جهاز التنفس الصناعى.
وأكد أن أخر مكالمة لعمه الشهيد كانت أمس الأول واتصل بوالده" شقيقه" وزوجته وقال لهما" خلاص دى النهاية.. وحمل والدى أولاده أمانة فى رقبته، وطالبه بالحفاظ عليهم وأن يرعاهم بعد وفاته".
وأوضح نجل شقيق الشهيد، أن الجثمان تحرك فى سيارة اسعاف من محافظة مطروح وينتظرون وصوله مساء اليوم لدفنه بمقابر العائلة بالمقابر الجديدة بالطريق الدائرى بالمحلة.
فى الوقت الذى امتلئت فيه صفحة شهيد الجيش الأبيض على فيس بوك بنعى زملائه وأقاربه وأصدقائه له، داعين الله أن يتقبله من الشهداء.
وكانت مديرية الصحة بمطروح، ومستشفى العزل بالنجيلة، قد أعلنوا عبر صفحتيهما الرسميتين على فيس بوك، عن وفاة ممرض يعمل بالمستشفى، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا قبل أسبوعين، وخضوعه للعلاج ضمن عدد من طاقم المستشفى بعد تفشى الإصابة بينهم، وتعد هذه ثانى حالة وفاة تحدث من بين العاملين بالمستشفى، بعد 3 أيام من وفاة الحالة الأولى، وهير لأمين مخازن المستشفى.
وتم الإعلان عن وفاة الممرض محمد عبد الله المحسناوي- من محافظة الغربية- أحد العاملين بالمستشفى ضمن الفريق الطبي، الذى توفى اليوم الاثنين، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا المستجد .
وكان الفريق الطبى والإدارى بمستشفى النجيلة للعزل، قد أدى يوم السبت الماضي، صلاة الجنازة على زميلهم أمين المخازن بالمستشفى، الذى توفى خلال الساعات الأولى من صباح نفس اليوم عقب إصابته بفيروس كورونا المستجد، قبل 10 أيام، أثناء عمله فى المستشفى، وتم عزله وخضوعه للعلاج على مدار الأيام الماضية، قبل تراجع حالته الصحية ووفاته.