لا أحد يمكنه حسم الحالة الصحية لكيم جونج أون رئيس كوريا الشمالية، بالرغم من عشرات التقارير والقصص التى انتشرت فى صحف ومحطات كبرى فضلا عن وكالة رويترز للأنباء، بعضها عن تدهور صحة أون وأخرى عن وفاته وثالثة عن عودته من المرض أو الموت، والموت مرة بفيروس كورونا وأخرى على أثر جراحة بالقلب، وثالثة بالأوعية الدموية. الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عندما تلقى سؤالا عما تردد حول صحة أون رد بأنه ليس لديه أى تقارير أو معلومات حول صحة رئيس كوريا، وهو ما يبدو نفيا لتقارير نسبت لأطراف استخبارية.
وليست المرة الأولى التى تنشر وكالات ومحطات تقارير يتضح أنها بلا مصدر، عن تنفيذ إعدامات لمساعدين وأعضاء بالحكومة بصواريخ عابرة للقارات وأغلبها صادرة من الجارة الجنوبية أو صحف ومواقع مشمومة، تنشر تسريب تتلقفه الصحف والقنوات الأمريكية لتعيد نشره منسوبا للمواقع التابعة. وبجانب تقارير مرض جونج أون ووفاته، تقارير تتحدث عن تولى شقيقته الحكم وأنها أشد دموية وربما من «مصاصى الدماء».
المعلومة الوحيدة أن جونج أون لم يظهر فى الأخبار منذ 12 إبريل، ما أدى بالصحف والقنوات الأمريكية نقل تقارير عن تدهور صحته أو وفاته فى خبر منسوب لتليفزيون هونج كونج. ونشرت وكالة رويترز أن فريقا طبيا صينيا فى بيونج يانج لعلاج جونج أون. ومع غياب أى مواقف أو رد رسمى تنتشر التقارير على مواقع التواصل، وعند تتبع بدايتة أى من هذه الأخبار تصل الى مواقع مجهولة مثل موقع «كى إن ديلى، أو كور انج كاند، أو كورى برينتر بابليش» أسماء رنانة أغلبها بلا معنى، تنقل منها مواقع ووكالات يفترض أنها محترمة يبدو أنها تكتشف خطأ ما نشرته فتبدأ حملة للتراجع بنشر تصريحات مجهلة ايضا عن مصادر داخل كوريا الشمالية تقول إن كيم يتعافى فى مقاطعة هيانجسان على الساحل الشرقى للبلاد بعد جراحة بالقلب.مجلة مجهولة قالت أن الطبيب الذى اجرى الجراحة لكيم كان متوترا أخر الجراحة مما ادى بجونج اون لغيبوبة.
اللافت أن الصين نفت تقارير رويترز عن وفد صينى لبيونج يانج، والواقع أن إعلام كوريا الجنوبية وأمريكا يتناول اخبار عن جونج اون يعرف أنها لن يتم نفيها وسوف يكون لها صدى، مثل تقارير عن إعدامات لمعاونين وأقارب، مثل انباء عن اعدام كيم هيوك تشول، مسئول الاستخبارات السابق ومبعوث كيم جونج أون للولايات المتحدة لكن شبكة «سى إن إن»، قالت إن الدبلوماسى الكورى الشمالى الذى ذكرت أكبر الصحف فى كوريا الجنوبية ووكالة رويترز أنه تم إعدامه رميا بالرصاص لايزال حيا، ومحتجز لدى الدولة، وبعد أيام من شائعة الإعدام ظهر كيم يونج تشول بجوار كيم جونج أون فى حفل فنى، وأيضا عم الزعيم الكورى كيم جونج أون جانج سونج ثايك و نشر إعلام أمريكا أنه تم إعدامه بتهمة الخيانة، ليعود الرجل للظهور فى تكريم من ابن أخيه. وأيضا الجنرال رى يونج جيل، الذى تحدثت صحافة كوريا الجنوبية عن إعدامه و ظهر فى وسائل إعلام حكومية بعد بضعة أشهر خلال مراسم ترقيته، وقبلها تم نشر قصة عن إعدام مهندس صمم مطارا بصاروخ ارض جو، واتضح أن القصة كلها مختلقة، وحتى قصص عنف جونج أو سياسات أو إعدام مرضى فيروس كورونا كلها من بنات أفكار محررى الصحف الكورية الجنوبية والأمريكية.
والمفارقة أنه عندما حدث تقارب أمريكى كورى شمالى، اعترف الإعلام الأمريكى بفبركة تقارير حول جونج أون، وهدأ من انتقاداته وأعاد الحديث عنه أنه ليس مجنونا، ولكنه منغلق. ثم إن عددا كبيرا من الأفلام الوثائقية يخلو من أى معلومات عن جونج أون أو غيره داخل كوريا الشمالية، وبصرف النظر عن الموقف منه، فإن تجربة التكرار والإصرار من الإعلام الأمريكى تشير إلى إمكانية بناء صورة كاملة بناء على معلومات غير حقيقية، وأحيانا مفبركة.