"اصحى يانايم وحد الدايم ..رمضان كريم" العبارة المميزة التى ينطلق صداها فى الشوارع والميادين بعد منتصف الليل من رجل حاملاً معه طبلة وعصى، ليوقظ النائمين من نومهم لتحضير السحور استعداداً لصوم شهر رمضان، وحتى بعد اختراع المنبه وهواتف المحمول، التى يمكن من خلالها ضبط الوقت للاستيقاظ لتناول وجبة السحور، إلا إن المسحراتى رفض اعتزال مهنته وظل يمارسها كل ليلة من ليالى الشهر الكريم.
عملت بعض النساء خلال الفترة الأخيرة بمهنة المسحراتى، مثل الحاجة سيدة، التى لجأت للعمل بمهنة زوجها المسحراتى، بعد استغناء المصنع الذى كانت تعمل به عنها لمرضها، ودلال عبد القادر، التى اعتادت على اصطحاب طبلة معها لتجوب بها الشوارع لتنادى على أسماء الأطفال لإيقاظهم من النوم، وغيرها من النساء التى عملت بهذه المهنة القديمة، المهددة بالإنقراض .
دلال عبد القادر
الحاجة سيدة
ودائمًا ما يذكرنا رمضان بالسؤال عن تاريخ مهنة المسحراتى، متى بدأت وكيف جاء ابتكارها؟ أرجعت بعض الراويات التاريخية، أن البداية كانت عند بلال بن رباح أول مؤذّن في الإسلام وابن أم مكتوم، اللذان كان يقومان بمهمة إيقاظ الناس للسحور، فالأول يؤذن فيتناول الناس السحور، والثاني يمتنع بعد ندائه الناس عن تناول الطعام.
ويعتبر أول من نادى بالتسحير، هو عنبسة ابن اسحاق الذى كان يمشى من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص لينادي الناس للسحور.
ويعتبر أول من استخدم الطبلة لإيقاظ الناس، لتناول السحور، هم المصريون، وأما فى اليمن والمغرب كانوا يوقظون الناس من خلال الدق على الأبواب بالنبابيت، ولكن الأمر أختلف عند أهل الشام، الذين اعتادوا على إيقاط الناس بالعزف على العيدان والطنابير، وإنشاد بعض الأناشيد الرمضانية.
مسحراتى
يعتبر إسحق بن عقبة والى مصر، أول من طاف على الديار لإيقاذ أهلها للسحور، ولكن اختلف الأمر فى عهد الدولة الفاطمية، حيث تولى الجنود أمر إيقاظ النائمين، ثم تعين رجلاً يدق على الأبواب بالعصا لإيقاظ النائمين مردداً عبارة "يا أهل الله قوموا تسحروا"، ثم تطورت العبارات بعد ذلك ولعل أشهرها" أصحى يانايم وحد الدايم ..رمضان كريم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة