قلق خلف ثكنات الجيوش، وارتباك في قطاعات عدة خلفه وباء كورونا القاتل داخل الجيش الأمريكي، فمنذ الأنباء الصادمة حول تفشي الوباء على متن حاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت، بات الجميع يدرس سيناريوهات أكثر تشاؤما، والإجابة على أسئلة ربما تكون أكثر صعوبة: ماذا لو خرج انتشار الوباء عن السيطرة بين الجنود.
وفى تقرير لها، استطلعت شبكة سى بي اس الأمريكية آراء عدد من قادة وجنرالات الجيش الأمريكي حول خطورة كورونا وكيفية مواجهته، وكيف يستعد البنتاجون الأمريكي لتلك الأزمة.
وقال رئيس أركان الجيش الأمريكي جيمس ماكونفيل إن مهمته كرئيس أركان هي تجهيز الجيش للقتال لكنه يقضي 75% من وقته في محاولة التصدي لتفشي كورونا بين صفوف الجنود، والبحث عن طرق لزيادة الاختبارات في اليوم الواحد التي وصلت الى 750 اختبار يوميا.
وأوضح ماكونفل: لقد بدأنا للتو في ألعاب الحرب والاحتمالات فماذا سيحدث لو كان لدينا 15000 أو 20000 جندي في بيئة قريبة جدًا، وكما تعلم ، اندلع الفيروس؟ كيف سنعتني بهم؟ وهل أردنا أن نضع جنودنا على هذا القدر خطر لممارسة التدريب؟ واخترنا عدم القيام بذلك.
وتابع ماكونفيل إنه لم يتم استقبال أي جنود جدد لمدة أسبوعين وهو ما لم يحدث منذ 39 عاما.
بدوره، قال الرقيب ديفيد كاستيلو إنه إذا أصيبت المؤسسة بكورونا فيجب إعطاء الأولوية لحماية الجنود، مشيراً إلى أنه خلال الشهر الماضي كان هناك 63 مجندًا في الصف من 940 في فورت جاكسون ، كارولينا الجنوبية مصابين بعدوى كورونا وتوقفوا عن التدريبات الأساسية.
لا يزال التدريب مستمرًا في فورت جاكسون للمجندين القدامى، لكن الجميع يرتدي قناع وجه ، ويحمل مطهرًا قبل أن ينتقل إلى وضع إطلاق النار ويتم الحفاظ على مسافة ستة أقدام بين الافراد الذي قال عنه المقدم باتريك كزلينز ان مصطلح "المسافة الاجتماعية" في الجيش تعني "التشتت التكتيكي"
تم بناء جبل شايان ـ أحد أقوى منشأت التدريب العسكري في الولايات المتحدة ـ ليتحمل تجارب الانفجارات النووية ولكن في كل مرة يقوم فيها فريق بعمل تدريب هناك فإنهم يخاطرون بإحضار الفيروس معهم ولهذا يقضي كل منهم 14 يومًا في الحجر الصحي قبل الذهاب إلى الخدمة.
وقال الجنرال جون هيتين هو نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة :كان لدينا الكثير من الافتراضات حول ما سيفعله الفيروس ، وما ستفعله الأنفلونزا الوبائية. ثم عندما ترى تاثير COVID-19 ، فإنه مختلف تمامًا.
ووفقا للتقرير كانت المفاجأة الأكثر شراسة هي حاملة الطائرات روزفلت، فلم يقتصر الأمر على أن الفيروس كان على أحد أهم السفن في البحرية فحسب ، بل إن غالبية أفراد الطاقم الذين يزيد عددهم عن 800 شخص الذين ثبتت إصابتهم ، لم تظهر عليهم أعراض.
وعلق الجنرال هيتين على الامر قائلا انه حينما بدء يفهم الخبراء الفيروس وانتشاره فوجئوا ببيانات روزفلت مما ارجعهم لنقطة الصفر.
اعتمدت العديد من الإجابات على الاختبار واضطر البنتاجون إلى استخدام طائرات النقل الخاصة به لنقل ملايين مسحات الاختبار جواً إلى الولايات المتحدة من أوروبا.
وأنشأ سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي مستشفيات مثل تلك التي في مركز شيكاغو في جميع أنحاء البلاد مما ادي لتوفير حوالى 15000 سرير في حالة ازدحام المستشفيات المحلية.
وقال الجنرال جون هيتين ان الجيش كان ينظر للمستشفيات على انها خط دفاع أخير حيث أثيرت تساؤلات حول ما اذا كان هناك اعداد كافية من الأطباء لهذا العدد الضخم من الاسرة، كما كان هناك قلقا بشأن ما اذا كانت ستنفذ طاقة الجيش في وقت مبكر.
ووفقا للتقرير يعتقد الكثير من قادة الجيش الأمريكي ان "العادي" لن يعود مرة أخرى وانه يجب على الجيش التعامل والتكييف مع الاوضاع الجديدة ووضع خطط تدريبية تتناسب مع توصيات مراكز السيطرة على الامراض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة