والد الشهيد فتحى: كان يعشق مساعدة زملائه ووداعه كانت أصعب لحظة بحياتى

قال فتحى محمد أحمد عثمان والد الشهيد النقيب هيثم الذى جسد بطولته الفنان محمد عادل إمام فى مسلسل الاختيار، إن الشهيد هو الابن الأكبر لأشقائه، محمد كلية التربية، وأحمد كلية الهندسة، وشقيقتهما الصغرى بالثانوية العامة، مضيفًا أنه التحق بالخدمة العسكرية كضابط احتياط فى اللواء 209 وحاصل على بكالوريوس تجارة، ووالدته تعمل مدرسة بمدرسه فى قريتنا صفط الخمار التابعة لمركز المنيا.

وأضاف والد الشهيد لـ"اليوم السابع"، أن هيثم كان شخصية لابد أن تموت لأنه كان أشبه بالملاك الذى يسير على الأرض، فقد كان فى غاية الأدب والاحترام، لم يكن ليرفع صوته، مضيفًا أننا قضينا أغلب حياتنا فى السعودية فقد كان عمر هيثم فى ذلك الوقت 5 سنوات، ودخل الصف الأول الابتدائى وهو عنده 5 سنوات ونصف ، وحصل على الثانوية العامة من هناك بمجموع 99.74٪، وكنت أتمنى أن يلتحق نجلى بكلية الشرطة لكنه كان عاشق الهندسة.

وأضاف أن الشهيد كان يعشق مساعدة زملاءه حتى ليلة استشهاده كان يحب مساعدة كل من حوله، دخل كلية الهندسة جامعة المنيا ، وبسبب عشقه لكرة القدم ضاع عليه تيرم فى الكلية وبسببه عاد السنة فى الجامعة ، مشيرا إلى أن هيثم كان يحب الكرة ومن نجوم كرة القدم الذين كان يعشقهم وكان هيثم أهلاوى ويعشق الأهلى .

وتابع: فى السنة الأخيرة فى الجامعة طلب من والدته أن يتزوج ، ولكنى رفضت فى البداية لكن بعدها وافقت على ذلك ورضيت ان يتزوج، وبالفعل تزوج قبل دخوله القوات المسلحة وأنجب نجله الوحيد آسر هيثم، والذى يبلغ من العمر الآن 4 سنوات ونصف .

وأضاف: فى آخر إجازة له كان هو معتاد أن يسلم علينا لكن فى هذه المرة سافر دون أن نراه ولم نكن نعلم أنه تم نقله الى شمال سيناء، وعرفنا ذلك عن طريق الصدفة لكنه لم يخبرنا بذلك .

وأضاف أن خبر وفاته نزل عليه كالصاعقة ، كنت فى السوق اشترى ما يحب هيثم أن يأكله لأنى أعلم أن إجازته باقى عليها يومين، وفى طريق عودتى إلى المنزل اتصل بى أحد زملائه واخبرنى بخبر استشهاده، واحتسبته عند الله شهيدًا.

وأضاف أن تفاعل المواطنين مع مسلسل الاختيار ظهر جليا فى مشهد استشهاد هيثم، يؤكد أن الأعمال الفنية تستطيع أن تقدم كل البطولات لهذا الشعب العظيم .

يذكر أن الشهيد البطل هيثم فتحى أحد شهداء كمين البرث بسيناء والتى كان قائدها الشهيد العقيد أحمد المنسى، والذين استشهدوا وهم يدافعون عن الوطن.

وكانت والدة الشهيد النقيب هيثم فتحي محمد عثمان، الذى جسد بطولته الفنان محمد عادل إمام فى مسلسل الاختيار، قالت إن المسلسل جسد بطولات ابنها وجعلها تعيش لحظة استشهاده وهذا العمل هادف ومليء بالبطولات، مؤكدة عندما شاهدنا لقطة الاستشهاد وجدت أن قلبى بيتخلع من مكانه وكأن هيثم استشهد بالأمس وانفجرت فى البكاء بشده، وأنا أرى محمد أمام والذي يجسد نجلى وهو يستشهد، وربنا لا يكتبها على أحد.

وكشفت والدة الشهيد تفاصيل لأول مرة عن الشهيد البطل هيثم فتحى، قائلة إن نجلها استشهد على يد التكفيريين مع أفراد الكتيبة 103، وأنه كان طفلاً مثاليًا جميل الشكل والجوهر، مضيفة أنه كان هادئ الطبع لم يرفع صوته أبدًا على أحد من المنزل وكان بمثابة الأب لأشقائه الصغار، قائلة: "هيثم كان ابن موت".

وأشارت والدة الشهيد والتى رفضت ذكر اسمها وطالبت بأن تكتب والدة الشهيد، إلى أن آخر أجازه لهيثم كانت فى رمضان قبل استشهاده بيومين، وأخفى على أنه عاد إلى العريش مكان أحد زملاءه الذي انتهت خدمتهم العسكرية، لافتة إلى أنه في هذه الإجازة احضر معه مجموعة من كتب الإنجليزي وقال لى هذه هدية منى لكى.

وأوضحت والدة الشهيد أن هيثم تزوج قبل أن يدخل القوات المسلحة ليؤدى واجبه الوطنى وفى هذه الاجازة، أصر أن نذهب إلى أسرة زوجته حتى نسلم عليهم وبالفعل ذهبنا إليهم بالزيارة، وهذه هى المرة الأولى التي نفعل فيها هذا.

وأضافت: "عندما عاد كان يبدو عليه التغيير، وعندما سألته قال لى الإرهاق والسفر ولا تقلقي على، وفى آخر الإجازة والتى لم يعد بعدها إلا محمولاً على الأعناق لم أودعه كما كنت أفعل فى كل سفر له فقد كنت أذهب معه حتى نهاية الشارع، لكن هذه المرة هو وكما كان معتادًا يسافر بالليل، دخل على حجرة شقيقته وسلم عليها ثم سافر ولم أودعه وكنت اشعر أنه لن يعود مرة.

وعن مسلسل الاختيار قالت والدة النقيب الشهيد هيثم، أننا منذ استشهاد هيثم ونحن لا نشاهد التليفزيون سوى بالأمس عندما فوجئنا بالاتصالات من هنا وهناك أن مسلسل الاختيار يعرض لحظة استشهاد هيثم، وفى تلك اللحظة قلبى قبض وشعرت أننى اسمع الخبر لأول مرة، وعندما شاهدنا لقطة الاستشهاد وجدت أن قلبى بيتخلع من مكانه وكأن هيثم استشهد بالأمس وانفجرت فى البكاء بشده، وأنا أرى محمد إمام والذي يجسد نجلى وهو يستشهد، وربنا لا يكتبها على أحد.

وأشادت بالدور الذى قدمه محمد إمام قائلة: ياريت كل الأعمال تكون هادفة مليئة بالبطولات.

يذكر أن الشهيد البطل هيثم فتحى أو كما كان يطلق عليه داخل كتيبته "فتحى" من قرية صفط الخمار التابعة لمركز المنيا، وله اثنين من الاشقاء وكان متزوج ولديه ابن واحد اسمه آسر يبلغ من العمر 4 سنوات، والشهيد أحد أفراد الكتيبه 103 التى كان قائدها الشهيد البطل العقيد أحمد منسى والذين استشهدوا جميعا فى مربع البرث على يد التكفيريين فى سيناء .