تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر العربى الكبير محمد الماغوط، الذى رحل فى الثالث من شهر أبريل عام 2006، وقد رثاه العديد من الشعراء، وقال عنه الشاعر جوزيف حرب فى رثائه:
ومحمد يضحك
ومحمد يبكى
ومحمد يجد النبيذَ وسيلةً فى الأرضِ كى يمر اليوم.
فالأيام باتت لا تطاق، فإنها العكاز.
والشيخوخة الملأى اقترابا من مجىء الموت.
لا امرأة.
ولا جسد.
ووهم كل شىء.
ليت حين أموت أحرق
لا أوارى.
لم أفكر مرة بالقبر إلا أننى حى به.
كفن،
تراب في سواد، واهتراء.
أيها الدود الذى سأصيره
يا ليتني في الأرض لم أولد.
وإني خائف. فلأعترف
بالخوف.
إني خائف.
بالله ساعدني قليلا يا نبيذ.
يا لفافاتي أراني في رمادك حين تنطفئين.
إني خائف.
يا ليتني لما أزل ولدا أعد الحور.
أغرق قامتي في الريح.
أستف الطحين.
أرى الصحارى موغلاتٍ موغلاتٍ في المدى
الرملي.
أكتب بالعصا مثل الرعاة قصيدة تدعى القطيع.
أسوق في الصبح الطيور إلى حقول التين.
كنت أظن أن
لرحلتي في الأرض قصة ذلك العنقود، من كرم العريش
إلى النبيذ.
فإذا بوجهي رايةٌ للدمع.
كفي خيمةٌ للجوع.
قلبي غابةٌ ملأى بسرو للمرارات الطويلة.
.......
ولدت عند مداخلِ الصحراء،
آلمني امتداد الرمل،
قلت: لو أنني نخلٌ وواحاتٌ وماء.
غير أني يا دمشق رحلت ملتجئا إليك،
فلم أجد فيك سوى
الصحراء.
قلت: لأرتحل نحو العواصم.
لم أجد فيها سوى الصحراءِ
والصحراءِ، والصحراءِ،
قلت: احمل نخيلكَ للصحارى.
طاردت جسدي الرمالُ.
جُلدتُ مثل الخائن الوطني.
لاحقني الخراب.
ولم أجد عطشا يعادل منتهى عطشي سوى عطش المسيحِ على الصليب، وغير ما في كربلاء مع الحسين.
ورفعت معترضا يدىًّ، فعدت مقطوع اليدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة