قال المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، إن حديث شبكة "سى إن إن" الأمريكية بإن أسعار النفط ربما تواصل الهبوط لتصل إلى صفر فى ظل نفاد أماكن تخزين البترول، أمر غير وارد الحدوث علي الإطلاق، لافتا إلى أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب يريد أن يحدث نوع من انواع الرعب في العالم بهذا الأمر حيث إنه من المتوقع ان ترتفع اسعار النفط وتصل إلي الستين دولار للبرميل قبل نهاية العالم الجارى.
وأشار المهندس أسامة كمال لـ" اليوم السابع " إلى أن الأسعار الحالية للنفط أعلى من تكاليف الإنتاج التشغيلية ولكنها تصل إلي مرحلة حرجة عندما تتم المقارنة بالتكاليف الإجمالية شاملة التكاليف الرأسمالية وهو الأمر الذي سيؤدي إلى قيام العديد من الشركات العالمية بتخفيض إنفاقها الرأسمالي بنسبة لا تقل عن 25% خلال العام الحالي وذلك عبر تخفيض ميزانيات الحفر والتنقيب وإيقاف بعض المشاريع التي أصبحت غير مجدية وهو ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض الإنتاج العالمي، ومن ثم التخلص من تخمة المعروض الحالية لافته أن هذا الإجراء يؤدى بالطبع إلي استقرار الأسواق وارتفاع أسعار النفط تدريجيا طبقا لما رأيناه في العامين الأخيرين، موضحا أنه من المتوقع صعوده قبل نهاية العام الحالي مرة اخري إلي 60 دولار مع ثبات الأسعار عند هذا الحد الذي يعتبر سعرا عادلا لبرميل النفط.
وأوضح المهندس أسامة كمال، أن اسعار النفط بدأت في الانهيار مع شهر فبراير 2020، لافتا إلى أن تكلفة الإنتاج من أهم العوامل التي تحدد القاع الذي يمكن أن تصل إليه أسعار النفط في العالم، حيث لا يمكن للأسعار أن تبقي أقل من هذه التكلفة لفترات طويلة نظرا للتبعات التي ستطرأ علي هذه الصناعة وخروج العديد من من منتجي النفط مرتفع الكلفة من الحلبة.
وعلق الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، علي أن حديث شبكة "سى إن إن" الأمريكية بأن أسعار النفط ربما تواصل الهبوط لتصل إلى صفر فى ظل نفاذ أماكن تخزين البترول، حديث غير منطقي بالمرة، قائلا: "أن الاستهلاك مستمر ولا يمكن أن تغلق الدول علي نفسها بهذا الشكل".
وأضاف الدكتور جمال القليوبي، لـ"اليوم السابع" أنه لا يمكن للعجلة الصناعية أو الزراعية أن تتوقف فالمواد الغذائية حياة البشر والتى تعتمد بشكل أساسي علي الطاقة، موضحا أن سعر النفط اليوم سجل 25.8 دولار للبرميل وأن انخفاض أسعار النفط لفترة ستكون متوقفة علي إيجاد مصل لقاح الكورونا وستتراوح أسعار النفط خلال الفترة الحالية ما بين 20 لـ 25 دولار للبرميل.
وأشار أستاذ هندسة البترول والطاقة، أنه في حال تم إيجاد لقاح لفيروس كورونا المستجد سترتفع أسعار النفط بشكل مباشر بعودة الطلب لإمتصاص التخمة الحالية من النفط، حيث من المتوقع في هذه الحالة أن تصل أسعار النفط لـ60 دولار للبرميل، موضحا أن معظم الدول حول العالم لديها خطط تنموية عالية والتي ستلجأ إلى الشراء المباشر للنفط.
اما المهندس عمر الكومى، خبير البترول والغاز، فقال حديث إن شبكة "سى إن إن" الأمريكية بإن أسعار النفط ربما تواصل الهبوط لتصل إلى صفر فى ظل نفاذ أماكن تخزين البترول، أمر غير منطقي ولن يحدث فالاستهلاك مازال مستمر لقطاع الكبير ولكن الطلب على النفط سينخفض خلال الفترة المقبلة.
وأضاف المهندس عمر الكومى لـ"اليوم السابع" أن معدلات استهلاك النفط عالميا خلال أواخر يناير الماضي سجل ما بين 105 لـ 106 ملايين برميل يوميا وذلك قبل تفاقم ازمة انتشار فيروس كورونا المستجد موضحا أن هناك توقعات باستمرار انخفاض الطلب على النفط بمقدار 10 ملايين برميل خلال الفترة المقبل وبالتالي لابد من خفض الانتاج لـ 90 مليون برميل وهو ما سيؤثر علي الأسعار كنتيجة لانخفاض الطلب على النفط .
وأشار المهندس عمر الكومي ، أن المنافسة بين الدول المنتجة ستكون على خفض السعر من أجل البيع، حيث سيكون البيع بالحد الادنى لسعر إنتاج النفط بقدر بسيط على تكلفة الإنتاج .
وكانت شبكة "سى إن إن" الأمريكية قد أوضحت من خلال تقرير نشر على موقعها الإلكترونى إن أسعار النفط ربما تواصل الهبوط لتصل إلى صفر فى ظل نفاد أماكن تخزين البترول وأضافت ، أن تعطش العالم للنفط قد تبخر، فالطرق السريعة خاوية، والطائرات لا تحلق، والمصانع مظلمة، والانهيار غير المسبوق فى الطلب على النفط قد هوى بأسعار الخام لأسعار منخفضة لم نشهدها منذ 18 عاما، فى حين أن الإمداد لا يزال مرنا إلى حد كبير وسط حرب أسعار بين السعودية وروسيا، ولا يريد المنتجون الأمريكيون أن يكونوا أول من يبدأ بوقف الإنتاج، وهذا ما قد يعنى وفرة هائلة فى الإمداد، حتى أن العالم سينفذ قريبا من مساحات تخزين جميع براميل النفط غير الضرورية.
وقال جيف ويل، كبير محللى الطاقة فى نيوبيرجرير بيرمان، إن السوق بدأ يشير ليس فقط إلى عدم وجود طلب على الخام، بل ربما لن يكون هناك مكان له فى النهاية. بمعنى آخر، فإن النقص فى المنشآت ومصافى التكرير، يعنى أن السفن وخطوط الأنابيب قد تصل فى النهاية إلى سعتها الكاملة، وهو أمر لم يحدث منذ عام 1998، وفقا لجولدمان ساكس.
وتقول "سى إن إن" إن التسعير المتعثر فى بعض جوانب سوق النفط يظهر أن المستثمرين بدأوا فى تقدير المخاطر التى ربما تحدث قريبا. وعلى الرغم من أن أسعار النفط الرئيسية مثل غرب تكساس وخام برنت تتداول حول 20 برميل، فإن بعض الأسعار الإقليمية تراجعت لأقل من 10 دولارات للبرميل، وهذا ينطبق بشكل خاص على درجات النفط الخام غير الساحلية حيث يكون الوصول إلى التخزين أكثر صعوبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة