أصبح بلازما دم المتعافين من مرض كوفيد 19 أملا جديدا لعلاج المصابين بفيروس كورونا فى ظل تفشى الوباء فى أغلب مناطق العالم، وذلك فى الوقت الذى يزداد فيه السباق من أجل الوصول إلى حل لمواجهة الفيروس القاتل.
حيث قالت قناة NBC News إن مراكز الدم ستجمع البلازما من الناجين من المرض فى محاولة لإيجاد علاج. وبدلآت مراكز البترع بالدم عبر الولايات المتحدة فى تكثيف جهودها لجمع البلازما من أشخاص تعافوا أملا فى إمكانية استخدامه فى إنفاذ آرواح الآخرين المصابين بالمرض الوبائى.
وبموجب التوجيهات الصادرة من وكالة AABB الدولية غير ربحية، والتى تركز على طب نقل الدم والعلاج الخلوى، فإن العشرات من مراكز الدم المجتمعية فى جميع أنحاء الولايات المتحدة يمكن أن تصبح مصدرا رئيسيا لعلاج قائم منذ قرن معرفو باسم علاج بلازما النقاهة.
ويستخدم العلاج منتجات دم مأخوذة من أشخاص تعافوا مع عدوى فيروسية منتشرة وحقنها فيمن يعانون. وتم استخدام هذا الإجراء خلال تفشى الأنفلونزا القاتلة فى عام 1918، وأيضا كعلاج للحصبة فى ثلاثينات القرن الماضى. وفى السنوات الأخيرة، تم استخدام العلاج بالبلازما لضحايا الإيبولا وسارس وH1N1.
وتشير بعض الدراسات إلى أن البلازما حققت بعض النجاح فى الحد من الأعراض والوفيات فى الأوبئة السابقة، إلا أن كفاءتها الفعلية لم يتم إثباتها فى عدد من التجارب السريرية. وفى تفشى وباء كورونا الحالى، أظهرت مؤشرات غير مؤكدة أن العلاج بالأجسام المضادة السلبية يساعد المرضى على محاربة كوفيد 19 حتى يتمكنوا من تطوير أجسام مضادة بمفردهم. ونظرا لعدم وجود علاج أو لقاح لكوفيد 19، يقول الخبراء إنه خيار يستحق المحاولة.
وفى ولاية نيويورك أصبحت ديانا بيرنت، المصورة البالغة من العمر 45 عام، أول متعافية من كورونا فى الولاية يتم فحصها بحثا عن أجسام مضادة، للمساهمة فى الاختبارات الأولية التى تسعى لإيجاد علاج. وتقول بيرنت إنها تريد أن تفتح بنك الدم الخاص بها، مشيرة إلى أن المتعافين يمكن أن يصبح أبطالا خارقين.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر صحية إيطالية، تسجيل أول حالة شفاء لمرضى كوفيد-19 عن طريق استخدام بلازما دم محملة بالأجسام المضادة لأشخاص تعافوا من وباء كورونا، وهذه التجربة تمت فى مستشفى سان ماتيو التعليمى بمدينة بافيا، جنوب ميلانو بإقليم لومبارديا، بؤرة انتشار الفيروس فى إيطاليا، وفقا لوكالة "آكى" الإيطالية.
وأشارت الوكالة إلى أن أول المتبرعين بالدم المتعافين كانا اثنين من الأطباء، زوج وزوجته، وكلاهما ضمن أوائل حالات الإصابة بفيروس كورونا في محافظة بافيا.
وأفادت السلطات الايطالية مساء أمس الخميس أن الإصابات بفيروس كورونا المستجد ارتفعت الى 115242، بما فيهم المنعافون والموتى، بعد تسجيل 2477 حالة ايجابية جدبدة في الـ24 ساعة الماضية، بينما وصل عدد الارواح التي حصدها الوباء الى 13915 ضحية، بعد اضافة 760 حالة وفاة جديدة.
وأشار رئيس هيئة الدفاع المدني، أنجيلو بوريللي في مؤتمره الصحفي اليومي حول طوارئ كوفيد-19، الى أن عدد المتعافين بلغ 18278، بعد شفاء 1431 مريضا.
ونوه المسؤول الايطالي بأن ارتفاع الاصابات المسجلة اليوم عن يوم الثلاثاء الماضي (2107 اصابة، بينما الاربعاء 2937 اصابة) يعود الى ارتفاع عدد مسحات الاختبار، حيث تم اجراء حوالي 40 ألف مسحة، ما يعادل 5 آلاف عملية اختبار اضافية عن اليومين الماضيين. وعليه-وفق بوريللي- فان الحالات الايجابية الجديدة المعلنة اليوم هي الاقل منذ شهر، حيث يتم اكتشاف حالة ايجابية واحد من 8.5 اختبار للفيروس.
وكان وزير الصحة الإيطالى، روبيرتو سبيرانتسا، أكد أن تحسن البيانات الخاصة بشأن انتشار وباء كورونا، ولكنه نوه خلال إحاطة أمام مجلس الشيوخ اليوم الأربعاء، بأنه "سيكون من الخطأ الوقوع في فخ التفاؤل السهل وارتكاب أخطاء في التوقيتات وتقديم بعض الخطوات، التى من شأنها أن تخاطر بإضاعة كل الجهود المبذولة لاحتواء الوباء.