عمليات غلق الحدود التى قامت بها دول العالم لمواجهة جائحة فيروس كورونا خلفت مئات الألاف من السائحين الذين أصبحوا عالقين فى وجهات سياحية مختلفة تقطعت بهم سبل العودة إلى أوطانهم، وتحول هؤلاء إلى أزمة كبيرة على جدول أعمال أغلب الحكومات يسارعون الزمن لعودة مواطنيهم .
وخلال الأيام الماضية سيطرت مشاهد العديد من السياح وهم يفترشون المطارات على الحدث، فلم يكن يتخيل هؤلاء الذين قرروا القيام برحلات ترفيهية أن تتحول بهم الأمور إلى كارثة، ويظلون محبوسين داخل صالات المطارات مطاردين بفيروس كورونا ولا يملكون حرية العودة إلى بلادهم.
وفى جزر المالديف وهى المقصد السياحى الأشهر لقضاء رحلات شهر العسل، تحولت البرامج السياحية إلى كابوس يطارد السائحين هناك، حيث تستقبل المالديف ما يقرب من 2 مليون سائح سنويا حوالى 20% منهم عرب، والآن يوجد بها عالقون من الخليج ومصر والمغرب وبعض الدول الأوربية، وأريل السياح المغاربة مناشدات للملك محمد السادس لترتيب عودتهم، فى حين أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين فى الخارج نبيلة مكرم، أن الدولة ستعمل على محاولة إعادة المصريين بأسرع وقت، مشيرة إلى أن عددهم 95 عالقا، لافتا إلى أن هناك مساعي في الوقت الحالي لتجميع العالقين بدول شرق آسيا تمهيدا لتحديد إمكانية إرسال طائرات لإعادتهم.
وبرزت أزمة تذاكر الطيران كأكبر عائق أمام عودة هؤلاء السائحين، فبعض الدول لم تسارع فى مساعدة مواطنيها فى العودة بتسيير رحلات خاصة لهم، وفى ظل توقف أغلب شركات الطيران عن التحليق منعا لانتشار الفيروس أصبحت الخيارات أمامهم محدودة، وشركات الطيران التى تعمل لا تٌعد على أصابع اليد الواحدة، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع تذاكر الطيران بشكل كبير، وهى تكلفة لم يستطيع البعض على دفعها.
وهناك دول لديها الامكانيات المادية واللوجيستية لاستئجار طائرات خاصة لإجلاء رعاياها، فى حين لا تملك دولا آخرى تلك الامكانيات المادية لذلك من المتوقع أن يواجه رعاياها أزمات كبيرة خلال الفترة المقبلة.
وشهدت قارة أوروبا أكبر عملية إجلاء خلال اليومين الماضيين فى حين لازال هناك مواطنون فى مناطق أخرى، وتم اجلاء مئات السياح الأوروبيين خلال الساعات الأربع والعشرين من بوليفيا ونيكاراغوا في رحلات خاصة، وغادرت مجموعة من 400 مواطن أوروبي من مطار سانتا كروز البوليفي إلى باريس على متن طائرة استأجرها الاتحاد الأوروبي.
وضمت المجموعة فرنسيين، فضلا عن آخرين إسبان وبلجيكيين وهولنديين وبولنديين وبريطانيين، وجاء في تغريدة لمكتب الاتحاد الأوروبي في بوليفيا أن “عملية منسقة بين وزارة الخارجية البوليفية وسفارة فرنسا والاتحاد الأوروبي تتيح لمواطنين أوروبيين من 21 جنسية بالعودة” إلى أوروبا للانضمام إلى عائلاتهم.
وفي أمريكا الوسطى، تم اجلاء أجلاء مايقرب من 250 سائحًا أوروبيًا كانوا عالقين في نيكاراغوا، إلى ألمانيا، على متن طائرة استأجرتها برلين بدعم من الاتحاد الأوروبي. وقالت السفارة الألمانية في بيان إن السياح، ونصفهم من الألمان، “تقطعت بهم السبل في نيكاراغوا جراء انقطاع الحركة الجوية التجارية في كل أنحاء العالم”.
أما العالقون فى اسطنبول فتواجههم أزمة أكبر من تذاكر الطيران أو توفير طائرات خاصة لإجلائهم، حيث هناك مخاوف لدى بعض الدول خاصة من تونس والجزائر منن تسرب عناصر إرهابية لبلادهم أثناء عملية الترحيل، حيث إن تركيا مركزا اقليميا لتصدير الارهابيين لدول أوروبا والمنطقة العرببة، وطالب المسئولين هناك بضرورة خضوع العائدين إلى كشف أمنى دقيق قبل دخولهم البلاد.
وكان هذا سببا كبيرا فى تكدس الآلاف من العالقون فى مطار اسطنبول، بعد تعليق الرحلات الجوية الخاصة بهم لعودتهم إلى بلادهم، حيث شهد مطار إسطنبول الدولى افتراش عدد كبير من السياح الأرض.
وكانت تركيا، قد قررت تعليق رحلات الطيران إلى مختلف دول العالم، ضمن إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى منع التنقل بين المدن إلا بإذن حكامها، وذلك للحد من انتشار كورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة