سقوط 14 قرنا من التوظيف السياسى للعقيدة..

ضرورات الوباء تطيح تجار الشعارات.. إجراءات كورونا تنسف خطاب الابتزاز والمزايدة بالدين.. جرأة الدولة تتفوق على الشائعات والتحريض وتُحرر الشارع من ألاعيب المتطرفين.. و5 مشاهد تدق المسمار الأخير فى نعش المتأسلمين

الخميس، 30 أبريل 2020 05:08 م
ضرورات الوباء تطيح تجار الشعارات.. إجراءات كورونا تنسف خطاب الابتزاز والمزايدة بالدين.. جرأة الدولة تتفوق على الشائعات والتحريض وتُحرر الشارع من ألاعيب المتطرفين.. و5 مشاهد تدق المسمار الأخير فى نعش المتأسلمين كورونا
حازم حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الأرقام الرسمية وشهادة "الصحة العالمية" تنسف أكاذيب الإخوان وداعميهم.. ومشهد الدوحة وأنقرة يفضح التناقض

- رسائل الرئيس تحسم الجدل حول قرار إغلاق المساجد وتدعم إجراءات الحكومة وتنهى عبث المقترحات المُغرضة

- أسبقية قرارات السعودية تحبط ألاعيب التوظيف السياسى للدين.. وإغلاق مساجد تركيا وقطر يفضح قنوات التنظيم 

- الدولة تتجاهل المزايدة واستغلال المشاعر الدينية وتنتصر للعلم والضوابط الصحية السليمة

- شماتة إخوان الخارج ودعواتهم لنشر العدوى تفضح الجماعة وتحرق عناصرها بنار الضغينة والوباء

- الأوقاف تتخذ مواقف جدية لردع الأئمة المتلاعبين وتُطيح بمتحدثها الرسمى بعد تصريحات غير مسؤولة

- الأزمة تدق مسمارا فى نعش تجار العقائد وابتزاز المعتقدين وتعيد الاعتبار للعلم وتضع العقل والمدنية فوق الجهل والدروشة

تحولات عديدة أفرزها وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" على المستوى العالمى. تضررت أسواق كبرى، واضطرت دول عديدة لإعادة ترتيب أولوياتها، والرضوخ لمعادلات التوازن التى فرضت عليها القبول إما بالخسائر الاقتصادية، أو الدخول فى معركة غير متكافئة مع عدو غامض. كانت النتائج سلبية بدرجات لدى الجميع، وكما فقد اللاعبون أوراقا مالية وسياسية، كسبت المجتمعات مساحات إضافية لم يكن سهلا الفوز بها فى الظروف الاعتيادية.
 
أجبرت الأزمة كل الأطراف على اتخاذ إجراءات وتدابير من خارج الحيز المعتاد. الأسواق جففت قدراتها الإنتاجية وضحت بحصة من تداولات التجارة، واستكانت لمسارات تنطوى على مخاطر مزعجة باختلال ميزان العرض والطلب، أو التراجع عن سنوات الرخاء والنمو الصاعد. لم تكن الدول الإقليمية وبينها مصر بعيدة عن تلك التدابير الاضطرارية، وبينما عملت الحكومات بدأب للوصول إلى توازن بين الإمكانات المتاحة والحاجات الملحة، نشطت تيارات ذات طابع أيديولوجى على محور توظيف الأزمة خارج سياقها الصحى والاجتماعى والإنسانى، بغرض تحويل الوباء إلى أداة ابتزاز لتقويض سلطة الدولة والمؤسسات، فضلا عن تأكيد الهيمنة على مساحات فازت بها تلك التيارات لعقود خارج رقابة المنظومة المؤسسية واعتبارات الأمن القومى.
 
كان النموذج الأبرز فى ذلك لدى جماعة الإخوان والتيارات الدينية الشبيهة، الذين حاولوا الهروب بالعقيدة بعيدا عن الأطر التنظيمية واعتبارات السلامة، ثم استخدامها لاحقا فى تحفيز الأفراد وتثبيط الدولة. وكما خسرت شركات ومراكز مالية كبرى بالخارج والداخل، خسرت تلك المجموعات لعبتها الموروثة، ليكون أكبر تحولات الأزمة على الإطلاق، تراجع خطاب الابتزاز العقائدى والمزايدة بالدين. وبمعنى آخر فإن "كورونا" شق مسارا بديلا لإدارة صراع المؤسسات مع التيارات المتطرفة، ووضع نقطة ضخمة فى آخر سطر التوظيف السياسى للنزعات الدينية!
 

كورونا والتجارة بالدين

فى الوجه التاريخى والقراءة الاجتماعية لحركية الخطاب الدينى. دأبت كل تيارات الإسلام السياسى فى المنطقة على توظيف مكون العقيدة فى صياغة جبهات عاطفية وتسويق موقف نفسى ناعم تجاه فكرة الدولة ومؤسساتها. يعود الأمر إلى أوائل عصر الدولة الأموية بدءا من القرن الأول الهجرى/ السابع الميلادى. وقتها نشطت آلية توظيف النصوص والفقه فى ترجيح سلطة مجموعة عرقية ضد أخرى، ثم تطور الأمر تباعا بين شد وجذب، لتصبح العقيدة أداة فاعلة فى إدارة المشهد السياسى، ويتفرع عن تلك الرؤية مسار طويل من استهلاك الدين فى صراعات الحياة. من تلك الأرضية تتابعت المواقف لاحقا، وحضرت وجوه ومحطات منها مواقف القاضى أبو يوسف ومحنة خلق القرآن والحرب على المتصوفة والرؤية الشيعية الصراع العربى الفارسى ودولة الحشاشين المنشقة على الفاطمية بمكون إسماعيلى نزارى وفتاوى ابن تيمية وفقهاء المماليك والدولة العثمانية، وصولا إلى أفكار أبو الأعلى المودودى وأبو الحسن الندوى ورشيد رضا وسيد قطب عن الخلافة والحاكمية وغيرها.
 
مع الموجة الجديدة الجماعات الدينية، التى انطلقت بتأسيس جماعة الإخوان فى العام 1928، عمد حسن البنا ومعاونوه لتوظيف العقيدة فى تعزيز المكتسبات السياسية، وتحت تلك اللافتة ترشح فى انتخابات البرلمان عن محافظة الإسماعيلية، وتتابع نشاط التنظيم سياسيا وعسكريا، ليمتد الأمر إلى تفرع الجماعة وإزاحة خطابها المستلهم من تراث التوظيف السياسى للدين إلى كيانات جديدة، مثل مجموعة صالح سرية والجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد حتى القاعدة وداعش وجبهة النصرة.
 
من طول الممارسة، وتحقيق مكاسب مادية ومعنوية بتلك الآلية، باتت جماعات الإسلام السياسى والتيارات الإرهابية الحاملة لشعارات عقائدية، سجينة صيغة استهلاكية لإنتاج الخطابات الدينية وتداولها، بالرهان على العاطفية والشحن النفسى والابتزاز تحت غطاء من القراءة الموجهة والمنحرفة للنصوص. لم تغب تلك الأدوات عن صراع المتطرفين مع الدولة فى ولايتى الرؤساء جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، وتزايدت بصورة كثيفة مع ثورة يناير 2011 التى رُفعت فيها شعارات الدين بشكل عزز فرص تلك التيارات فى إدارة الوعى العام واختطاف البرلمان والرئاسة، ومع إطاحة حكم الإخوان فى ثورة يونيو 2013 كثفت الجماعة وحلفاؤها من تلك الآليات فى استهداف الدولة ومحاولة شحن الشارع. لم يفوت الإرهابيون فرصة لوضع الدين على فوهة بنادقهم، كما وضع معاوية المصاحف على أسنة الرماح، ووفق هذا المنطق الممتد سارع الإخوان لاستحضار تجارة العقيدة فى مشهد كورونا.
 
نشطت عناصر الإخوان على محاور عدة. بدأت منذ ما قبل تسجيل أية حالة إصابة فى مصر، عبر ضخ سيل كثيف من الشائعات عن تسجيل إصابات ووفيات، مع تجاهل الطابع العالمى والإنسانى للأزمة، ثم استدعت الخطاب الدينى لتروج أن المرض انتقام من المصريين الذين ثاروا عليهم، وتهاجم إجراءات الدولة الاحترازية تحت لافتة دينية، كان أبرزها وضوحا تكثيف المزايدة فى التعاطى مع قرار إغلاق دور العبادة!
 

الإخوان فى صف الفيروس

بدت عناصر الإخوان وكأنها تقف فى صف الوباء. خرج بهجت صابر داعيا لنشر العدوى عمدا، ونشط محمد ناصر ومعتز مطر وأحمد سمير وأحمد عطوان وعماد البحيرى وسامى كمال الدين وهيثم أبو خليل وغيرهم من وجوه الجماعة وبرامج قنواتها فى اختلاق وترويج شائعات عن الإصابات والوفيات وإجراءات الدولة. ثم تطور الأمر لاحقا إلى إظهار الشماتة فى حالات الإصابة، خاصة مع إعلان الدولة وفاة اثنين من قادة القوات المسلحة إثر إصابتهما خلال أعمال التطهير والتعقيم للشوارع والمنشآت.
 
فى المقابل، تجاهلت قنوات الجماعة وعناصرها المقيمة بين الدوحة واسطنبول، أخبار الوباء وتطوراته فى قطر وتركيا، وإجراءات البلدين المطابقة تقريبا لما اعتمدته مصر وعشرات الدول. كانت أبرز محطات المزايدة مع إغلاق المساجد بموجب قرار وزير الأوقاف أواخر مارس. حاولت الجماعة ترويج الأمر باعتباره استهدافا للدين، متجاهلة ضرورات الوباء وتوجيهات منظمة الصحة العالمية وأن القرار شمل الكنائس أيضا، كما تجاهلت اتخاذ تركيا قرارا شبيها قبل مصر بيومين، وقطر قبلها بأربعة أيام.
 
إلى ذلك، لم تكتف الجماعة بالشائعات والشماتة والمزايدة، وإنما عمدت إلى تحفيز عناصرها والموالين لها على خرق القرارات وقواعد التدابير الوقائية، وتوجيه تلك الفئات لشحن الناس واستقطابهم بغرض زيادة التجمعات فى إطار يتوافق مع دعوة بهجت صابر لنشر العدوى، وهكذا دعت لجان الجماعة الإلكترونية لفتح المساجد والزوايا الصغيرة، وإقامة صلوات الجماعة فى مداخل المنازل وعلى أسطحها، ودعا معتز مطر وعناصر الإخوان الكامنة لتنظيم تظاهرات ليلية تحت ستار التكبير والتضرع لله، وحدث ذلك فعلا فى الإسكندرية وشبرا والجيزة، وإن كان بأعداد قليلة. لم يكن الأمر حربا على نظام الحكم كما اعتادت الجماعة، وإنما كان فى تلك المرة حربا على المجتمع بكامله، ولعبا إلى جانب الفيروس، ورغبة واضحة فى تضخم المشكلة واستفحال الخسائر.
 

شجاعة الدولة والمؤسسات

كانت المزايدة على قرار إغلاق دور العبادة موقفا مكشوفا للغاية فى إطار عداء الإخوان والمتطرفين للدولة. لكن ارتباط الأمر بالابتزاز النفسى ومركزية العقيدة لدى قطاعات عديدة من عوام الناس، كان يحتمل أن تتفاعل بعض الفئات غير المسيسة مع الأمر من أرضية عاطفية. تلك الاحتمالات سقطت سريعا بفضل فاعلية الإعلام ومبادرة رؤوس المؤسسة الدينية. بدأ الأمر بقرار المملكة العربية السعودية تعليق الصلوات وإغلاق المساجد ووضع مساحات شاسعة قيد الحجر، بينها مكة والمدينة، منتصف مارس الماضى. تلك الخطوة الوقائية التى تفرضها ظروف الوباء واشتراطات السلامة، لعبت دورا مهما فى تقويض خطابات المزايدة اللاحقة، فضلا عن اتخاذ عشرات الدول قرارات شبيهة، وتجاهل منصات الإخوان للأمر بشكل فضح توجهاتها، وأنها لا تنطلق من أرضية عقائدية وإنما تحاول ابتزاز الدولة والمجتمع بالدين.
 
رغم الاتساع الطردى لمساحة الوعى العام، وتفهم الناس للأحوال القاهرة التى فرضت تلك التدابير. كان الموقف الشجاع والثابت من جانب الدولة فعالا فى وأد تلك الفتنة سريعا. خرج وزير الأوقاف أواخر مارس مؤكدا التمسك بالقرار، ومعلنا تمديده لحين زوال علة الإغلاق، وتكرر الأمر من الإمام الأكبر وعشرات الوجوه بالأزهر. وبدا الموقف أكثر وضوحا وجرأة بسرعة التعامل مع الشكاوى وبلاغات خرق القرارات، وإيقاف عدد من الأئمة، ليرتفع منسوب تقبل الناس للقرار ودفاعهم عنه شيئا فشيئا، فتتزايد البلاغات والاعتراضات والمواجهة الشعبية للخروقات، ويتأكد الموقف بالوعى والممارسة الاجتماعية، بفضل وضوح الدولة وشجاعتها وعدم رضوخها للابتزاز.
 
حاول المتطرفون الالتفاف على هذا الثبات، فدعوا لتنظيم الصلوات داخل المنازل، وإقامة التراويح فى مجموعات على الأسطح، وتمادى البعض إلى الدعوة لفتح المساجد للأئمة وأعداد محدودة. وحينما تورط متحدث الأوقاف الدكتور أحمد القاضى فى التصريح لأحد البرامج بإمكانية دراسة الأمر، كان الموقف سريعا وحاسما بإقالته فى اليوم نفسه. بعد ذلك بيومين خرج الرئيس عبد الفتاح السيسى برسائل واضحة، على هامش افتتاحه عددا من المشروعات فى منطقة القناة قبل شهر رمضان بيومين، مؤكدا تقديره لوعى المواطنين وتفهمهم للظروف والقرارات، ومغلقا باب الجدل المصطنع بشأن دور العبادة والاقتراحات المغرضة لفتحها، بأن الأمر يرتبط بمحددات طبية ودينية تتفق على صحة تلك الرؤية وضرورتها الراهنة، لتكون تلك الرسائل بمثابة دعم قوى ومباشر للحكومة ومؤسساتها، وانحياز واضح للعلم ورؤى الأطباء فى مواجهة الدروشة والتسطيح والدجل، والأهم أنها أكدت ثبات الدولة وعدم قابليتها للابتزاز.

مشاهد فاضحة لتجار الدين

بين المزايدة على الدولة، وانتقاص قداسة الدين بوضعه أداة مبتذلة لتحقيق مكاسب ذات طابع سياسى. كان المشهد بمثابة تحول كبير فى إدارة الصراع مع الإخوان وحلفائها من المتطرفين. سقطت شائعات الجماعة ودعواتها، وتراجع خطاب الشحن والابتزاز المنطلق من الخارج، والمعتمد لدى تيارات سلفية وأصوليين بالداخل، وتكشفت حقيقة المواقف تحت ضوء الأرقام الرسمية، وتناقض المنصات الموجهة، وانطواء رسائلها على مكون عدائى واضح للمجتمع المصرى، وبالغ التطرف فى انحيازه لمراكز إقليمية أخرى.
 
فى مقابل خطاب الشائعات لم تلتفت الجماعة لمشهد تركيا وقطر. زايدت على مصر بالإصابات التى لم تصل إلى ستة آلاف حتى الأربعاء، وتجاهلت نحو ثلاثة عشر ألف إصابة فى قطر، وقرابة 120 ألف إصابة وأكثر من ثلاثة آلاف وفاة فى تركيا. أبدت الشماتة فى إصابات مصر باعتبارها انتقاما، ثم تباكت بعدما ارتدت تلك الشماتة لصفوفها بإعلان سامى كمال الدين وحسام الشوربجى ومحمد صفوت سويلم إصابتهم، والاشتباه فى عشرات آخرين من المقيمين بالدوحة واسطنبول. برز التناقض فى كل ممارسات الجماعة، ناسفا خطابها ضد مصر، ومعززا قبول الشارع لنظرة العلم والطب فى مقابل مزايدة الإخوان، أو دروشة ودجل بعض التيارات السلفية.
 
طوال تلك الأزمة تتابعت المشاهد الكاشفة للمتأسلمين من الإخوان والتيارات القريبة منها. حصيلة المواقف أكدت اتساع عداء تلك الفئات ليطال الدولة والأفراد، وأن الأمر يتجاوز الخصومة أو الأطماع السياسية، وساعدت الأرقام الرسمية وشهادات الصحة العالمية المنظومة الصحية المصرية على نسف تأثيرات الدعاية السلبية والشائعات، وتأكيد أن الأمر مجرد دعاية موجهة فى إطار رؤية قطرية تركية تمتلئ بها قنوات البلدين والمنصات المدعومة منهما. وكشفت إصابات مسؤولين مصريين خلال اشتباكهم مع الأزمة دفاعا عن الناس، وإصابات الإخوان فى الخارج بينما ينشطون فى الهجوم على الدولة، أن التوزع بين الشماتة هنا والبكاء هناك شكل من الانتهازية وابتذال القيم الدينية والأزمة الإنسانية. والأهم أن المزايدة على إغلاق المساجد، مع قرارات السعودية وتركيا وقطر وغيرها، وثبات الدولة وآراء المراجع الدينية المعتبرة، ثم ثقة الناس فى إجراءات الحكومة، تضافرت معا لتؤكد سلامة الموقف الوطنى، وشبهة الدعاية الإخوانية، وحقيقة أن سلامة الناس أهم من الطقوس وأن الحياة يمكن أن تمضى مؤقتا ونحن نعبد الله فى بيوتنا، لكنها قد تتعطل إذا استجبنا للابتزاز والمزايدة، بينما تؤكد الشريعة قدسية النفس البشرية وأن حفظها مقدم على حفظ الدين.
 
فى ظاهر كل تلك المواقف، فشلت جماعة الإخوان كعادتها، وربحت الدولة والشارع. لكن أهم ما ينطوى عليه الأمر من تحولات هو سقوط آخر مكونات الهيمنة النفسية واستلاب وعى الناس تحت شعارات عقائدية، وافتضاح آلية توظيف الدين لصالح تيارات بعينها تُدمن اللعب العاطفى على إيمان الناس. عمليا لن يكون المشهد الروحى لدى ملايين المصريين بعد كورونا شبيها بما كان قبله، إذ أثبت الوباء أن الله حاضر فى نفوسنا، وأن كثيرين ممن يتحدثون باسمه زورا مجرد مغرضين ومتطرفين وأدوات لقوى لا يشغلها الدين وأتباعه، وإنما ما يمكن كسبه من مساحات تأثير ونفوذ ومناورة وضغط سياسى. تلك الحقيقة تؤشر إلى خطوة واسعة وبالغة الأهمية باتجاه تحرير الدين من لعبة السياسة، وسلب الإرهابيين والمتطرفين أهم الأوراق التى احترفوا اللعب بها لعقود. ستنتهى أزمة كورونا بقدر من الخسائر والمكاسب، سيفقد الاقتصاد قدرا من عافيته ويربح فرصا مستقبلية، سنسجل إصابات ووفيات لكن سنخرج بمنظومة صحية مستقرة وذات خبرات وقدرات أكبر، وبالمثل سنحرر الدين من سجون المتطرفين، بينما تنزف تلك التيارات آخر حيلها الملونة لتمرير الأغراض المشبوهة تحت لافتات بيضاء، بعدما كشف الوباء كل مكونات الصورة ووضع المتأسلمين أمام تناقضاتهم، ونسف كل آليات التوجيه العاطفى، وكل تاريخ التجارة بالشعارات، وخطابات الابتزاز والمزايدة بالدين.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة