يعتبر شهر رمضان الكريم، من الشهور التى لها مذاق خاص وطقوس مختلفة عن باقى أيام العام، ويختلف الناس فى قضاء الشهر الكريم، فهناك من يفضل أكلات معينة وهناك من يفضل السهر فى المقاهى، وهناك أيضا من يقضى الصلوات مع أولياء الله الصالحين.
لكن على الجانب الآخر، نجد أن هناك أيضا طقوسا معينة، كان يمارسها رؤساء مصر بعد ثورة 23 يوليو، وتحديدا الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، حيث كان ناصر يهتم بفقراء مصر وتناول الأطعمة البسيطة، كما أن السادات كان يجلس مع أهل قريته ميت أبو الكوم، فى محافظة المنوفية، يتجول وسطهم بحرية ويعمل على حل مشاكلهم.
فى السطور التالية، نستعرض بعض طقوس الزعيم ناصر، وبطل الحرب والسلام أنور السادات، للكشف عن كيفية قضاء الرئيسين للشهر الفضيل.
ناصر وتوزيع الأقمشة على الفقراء
كان للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، طقوسا وعادات معينة لا بد من فعلها خلال أيام الشهر الفضيل، منها بساطته فى التعامل مع حراسه، حيث كان لا يتناول الطعام إلا بعد أن يطمئن على إفطار طاقم الحراسة الخاصة به، وكان يميل للوجبات الخفيفة، ويفضل الخضار مع قطع اللحم البسيطة، أما فى وجبة السحور كان يفضل الفول المدمس، مع كوب من الزبادى، حتى لا يصاب بأى متاعب فى نهار رمضان نظرًا لأنه كان مريضًا بالسكر.
من ضمن العادات التى كان يقوم بها ناصر، اصطحابه لوزير التموين ليتجولا بسيارته الشخصية ويتناقشا فى كيفية توفير أقمشة مدعمة بألوان زاهية لتوزيعها على الفقراء ومحدودى الدخل فى رمضان وقبل حلول العيد.
ناصر فى الجامع الأزهر خلال الجمعة الأخيرة من رمضان
السادات وتناول البتلو والمشى قبل الإفطار
كانت حياة الرئيس الراحل أنور السادات، خلال شهر رمضان تقع بين القاهرة ومسقط رأسه فى قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، وكان يقضى أغلب وقته سواء بالليل أو النهار فى قراءة القرآن، كما أنه كان يطلب حضور الشيخ سيد النقشبندى فى ميت أبو الكوم، مساء كل الليالى القمرية بالشهر الكريم.
السادات خلال صلاة الجمعة
ووفقا لما روته السيدة جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل فى لقاءاتها التلفزيونية المتعددة، كان السادات يأكل الطعام البسيط المسلوق مع قليل من الأصناف مثل الموزة البتلو والوز والبط، ولم يكن أكولًا، لكنه أقام مائدة إفطار كبرى فى استراحته بالمعمورة لجميع القيادات السياسية وبعد الإفطار يتنقل بين موائدهم ويجلس ويتسامر معهم بكل بساطة ومحبة ويتبادل معهم حل مشاكل البلد.
السادات وفراءة القرآن الكريم
وفى ليلة القدر كل عام، كان يقيم مائدة إفطار شاملة لأشقائه وأبنائهم، وكان يستمع إلى مشاكلهم وطلباتهم وتمتد الجلسة حتى الفجر، ويقضى الأسبوع الأخير من رمضان فى سيناء معتكفًا متعبدا قارئا للقرآن.