ونظم المتظاهرون مسيرات انطلاقا من منطقة (الميناء) وعدد من المناطق الأخرى جابت مجموعة من شوارع طرابلس ومرت بالقرب من النقاط والحواجز التي أقامها الجيش اللبناني، حيث أعرب المشاركون في المسيرات عن تقديرهم البالغ للمؤسسة العسكرية وجهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة اللبنانية) ورفضهم أي تطاول أو اعتداء يتعرض له أبناء المؤسستين.


وحرص المشاركون في المسيرات على احتضان عناصر الجيش اللبناني في مواقع تمركزهم، وتقديم الاعتذار لهم عما تعرضوا له من إساءات خلال الأيام الماضية، وكذا توزيع الحلويات على ضباط وجنود الجيش وتهنئتهم بمناسبة شهر رمضان.


وقال المتظاهرون إنهم نزلوا للاحتجاج على سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في "عاصمة الشمال اللبناني" منذ سنوات والذي تفاقم بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة لاسيما في أعقاب الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية وما سببه ذلك من موجة غلاء واسعة وانهيار القدرة الشرائية للمواطن اللبناني على نحو يحول دون تمكنه من شراء أبسط الاحتياجات ومستلزمات المعيشة الضرورية.


وأشاروا إلى أن القوات المسلحة والشعب اللبناني "يد واحدة" وأن الاحتجاجات الشعبية إنما تستهدف الطبقة السياسية في البلاد، مُحملين إياها مسئولية التدهور الاقتصادي والمعيشي، ومشددين على أن الجيش هو حامي لبنان ولطالما واكب المظاهرات والاحتجاجات التي اندلعت ابتداء من 17 أكتوبر الماضي وعمل على تأمين المشاركين فيها وعدم التعرض لهم بسوء.


وردد المشاركون في التجمعات هتافات مؤيدة للجيش اللبناني والقوى الأمنية، مؤكدين أن ما تعرضت له القوى العسكرية والأمنية في غضون الأيام الماضية من "اعتداءات مرفوضة ومستنكرة" لا يعبر عن أبناء مدينة طرابلس الذين يكنون كل الاحترام والتقدير والمحبة للجيش اللبناني.


وكان عدد من المناطق اللبنانية لاسيما مدينة طرابلس قد شهدت طيلة الأيام القليلة الماضية، اشتباكات ومواجهات بالغة الحدة بين المتظاهرين ومجموعات من مثيري الشغب من جهة، وقوات الجيش اللبناني والقوى الأمنية من جهة أخرى، على خلفية الموجة الثانية من الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها لبنان والتي أُطلق عليها مسمى "ثورة الجوع" كما جرى قطع عدد من الطرق الرئيسية والأوتوسترادات بمعرفة المحتجين مستخدمين الإطارات المشتعلة والعوائق المختلفة.
وطغى العنف الشديد على المواجهات التي شهدتها مدينة طرابلس على وجه التحديد، حيث قامت مجموعات من الأشخاص الغاضبين بإلقاء المفرقعات النارية وقنابل المولوتوف في الشوارع وباتجاه قوات الجيش اللبناني وفروع البنوك، كما استخدم المتظاهرون الحجارة والألعاب النارية التي تستخدم في الاحتفالات والشماريخ في الاعتداء على القوى الأمنية والعسكرية.
ك ف