مفاجأة سعيدة تحققت فى مسيرة أسرة من الجيش الأبيض مصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، والمكونة من كل من الأب "عمر عبد الله"، وزوجته "نعمة مصطفى" يعملان بالقطاع الصحى بمحافظة الأقصر، وطفليهما التوأم البالغين من العمر 3 سنوات و4 شهور، حيث أبلغهم الأطباء بتحسن حالتهم الصحية تدريجياً، وتقرر نقل الأسرة بالكامل من مستشفى الصداقة للحجر الصحى بأسوان، إلى المدينة الشبابية الدولية بمدينة الطود بالأقصر، والمخصصة للحالات التى تتحسن قبل تعافيهم وخروجهم بعد الشفاء من الفيروس.
ويقول عمر محمد أحمد عبد الله، مشرف أشعة بمديرية الشئون الصحية وفنى أشعة مقطعية بمستشفى الأقصر الدولى، إنه تلقوا نبأ سعيد صباح اليوم من الأطباء بتحسن حالتهم الصحية وتحاليلهم الأخيرة، وتم بدء نقلهم من مستشفى الصداقة بأسوان المخصصة للحجر الصحى، إلى مقر نزل الشباب الدولى بمدينة الطود، معبراً عن سعادته بتلك الخطوة الهامة فى مسيرتهم العلاجية لمكافحة فيروس كورونا والشفاء منه، مؤكداً على أنهم مع نقلهم لمستشفى العزل بأسوان تم تقديم الرعاية اللازمة لهم، ومع بدء شهر رمضان المبارك منعهم الأطباء من الصيام لكى يستردوا عافيتهم وترتفع مناعتهم، وبعودتهم للمشايخ أكدوا لهم أنه ليس على المريض حرج، فهم يتلقون العلاج نهاراً وليلاً وعليهم الإفطار للعلاج والتعافى من هذا الفيروس الخطير.
وعن المأكولات التى يتناولوها داخل الحجر الصحى، أكد عمر عبد الله لـ"اليوم السابع"، أن الأكل والشرب يصل للغرفة على طرابيزة صغيرة بخلاف المياه والعصائر، حيث تقدم لهم 3 وجبات فطار وغداء وعشاء، والفطار عبارة عن "زبادى وأنواع جبن ولبن ومربى وعيش"، أما وجبة الغداء فتكون عبارة عن "يوم رز ويوم مكرونة مع لحمة وفراخ وبانية وخضار وطماطم وخيار"، ووجبة العشاء عبارة عن "عصائر مع زبادى وجبن مع عسل نحل أبيض"، كما تم عمل تحاليل صور دم كاملة لهم بجانب أكثر من مسحة للجميع على الأنف والفم.
وعن بداية القصة يقول مشرف الأشعة ابن الأقصر، إنه يعمل بصورة يومية فى الأشعة بالمستشفى الدولى ولا يدرى هل خالط حالات مصابة بفيروس كورونا من عدمه، وزوجته "نعمة مصطفى" عمل فنى إحصاء وتسجيل طبى ضمن الفريق الطبى بمستشفى الحميات بمحافظة الأقصر، وهى أول من شعر بأعراض تشبه أعراض كورونا يوم الثلاثاء الماضى، وتوجه بها لمستشفى الحميات وترك طفليه "محمد عمر" و"فريحة عمر" 3 سنوات و4 شهور مع والدة زوجته بمنطقة ساحل الجرف بمنطقة أرمنت الحيط، وبعد فحصها وظهور العينات فى الواحدة صباح يوم الأربعاء تأكد من إصابتها بالفيروس وتم عزلها بالمستشفى وتقرر نقلها لمستشفى الصداقة بأسوان، وعاد لمنزله وأخذ طفليه فى اليوم الثانى للتأكد من حالتهم وفحصهم داخل مستشفى الحميات، ودخل فى حالة من الصدمة بعد ظهور التحاليل ليلاً بأنه وطفليه مصابين بكورونا، وتقرر عزلهم وطلب من قيادات الصحة ضرورة نقل الأطفال مع زوجته لكى ترعاهم داخل المستشفى بنفسها، وهو ما حدث بالفعل ونقلوا جميعاً لغرفة واحدة فى الطابق الخامس بمستشفى الصداقة بأسوان.
ويضيف رب الأسرة المصابة بكورونا، أنه بعد يومين طلب من أسرته التوجه لمستشفى الحميات وفحص أنفسهم لكونهم مخالطين لهم مؤخراً، وبالفعل فحصت والدته وشقيقته نفسيهما وتم التاكد من إصابتهما بالفيروس ونقلتا لمستشفى إسنا للعزل الصحى، وعن المعاناة التى يعيشها أكد أنه فور علمه بإصابته زوجته عاد لقريته ولاقى ضرر نفسى جراء تعامل الجيران معه بصورة سيئة وتخوفهم من الإقتراب منه وتوجه بطفليه على دراجة بخارية لمسافة تزيد عن 30 كيلو من أرمنت وحتى مستشفى الحميات بالأقصر لعدم مخالطة أحد وحماية الجميع من الإصابة بنقلهم فى سيارة، وكذلك هو وأطفاله وزوجته يتواجدون داخل غرفة بمستشفى الصداقة بأسوان شباكها صغير للغاية ويعرض أبناؤهم للموت والسقوط من الطابق الخامس، مناشداً إدارة المستشفى بتوفير غرفة أكثر أماناً له ولأطفاله بالطابق الثانى للمستشفى مكان تواجد الأم قبل نقل باقى الأسرة.
وناشد الأب "عمر عبد الله" رجال الصحة بمحافظة الأقصر، سرعة إجراء فحص لكافة المخالطين له ولأسرته وأسرة زوجته فى منطقة ساحل الجرف بالسبيقة مقر أسرة زوجته ومنطقة الرياينة مقر أسرته ومنزله بأرمنت، حيث أنه ترك أطفاله مع والدة زوجته خلال فحصها بمستشفى الحميات، موجهاً الشكر لكل من محمد أحمد محمد يونس ابن عمى وقام بالتحليل فى مستشفى الحميات، ومدير معامل مديرية الصحة بالأقصر، وحامد محمد حسانين مسئول الأشعة بمديرية الصحة بالأقصر، والدكتور إبراهيم الدهشورى لدعم الأسرة بنقل أطفال الزوجة بجابنها بأسوان، وفوزى على جاد المدير المالى بالصحة لدعمه خلال رحلة النقل، ومدير الطب الوقائى بالأقصر، ومسئول غرفة الوقاية بالأقصر، وكل من وقف بجواره وبجانب أسرته.
وأكد رب الأسرة المصابة بكورونا، أنه وجه جميع أفراد أسرته بالتوجه لمستشفى الحميات للتحليل لهم جميعاً والتأكد من خلوهم من الفيروس أو إيجابية تحليلهم لتلقيهم العلاج اللازم قبل فوات الآوان، وعن حالتهم الصحية داخل المستشفى بالعزل فإنهم بحالة صحية جيدة وينتظرون التحاليل لهم للتأكد من سلبية أو إيجابية تحاليلهم، داعياً الله أن يخرجون من تلك الغمة ويتعافون تماماً.
وبعد نشر "اليوم السابع"، القصة الكاملة لأسرة من الجيش الأبيض من أبناء مدينة أرمنت بمحافظة الأقصر، والمكونة من كل من الأب "عمر عبد الله"، وزوجته "نعمة مصطفى" يعملان بالقطاع الصحى بمحافظة الأقصر، وطفليهما التوأم البالغين من العمر 3 سنوات و4 شهور، انطلق فريق من مديرية الشئون الصحية بمحافظة الأقصر، فى جولات بقرية الرياينة بمركز ومدينة أرمنت مسقط رأس الأسرة، حيث تقرر خلال الجولات بقرية الرياينة عزل منزل الأسرة المصابة بالفيروس بالقرب من الوحدة الصحية للرياينة، وكذلك عزل منزل شقيقته إحدى المخالطات له قبل التأكد من إصابتهما بالفيروس.
كما قرر فريق من مديرية الشئون الصحية بمحافظة الأقصر، استكمال عمل الفرق الطبية والفحص بمدينة أرمنت بعمل تقصى شامل لكافة أفراد أسرته وأسرة زوجته بالكامل للتأكد من إصابة آخرين بالفيروس من عدمه، وكذلك توسيع دائرة الإشتباه فى مختلف أنحاء القرية، ومنطقة ساحل الجرف بأرمنت الحيط مقر إقامة أسرة زوجة المصابة بكورونا، ورافق الدكتور السيد أحمد عبد الجواد وكيل وزارة الصحة بمحافظة الأقصر، خلال جولته بالقرية بعد ظهور حالات إيجابية بالقرية، وذلك للاطمئنان على طريقة التقصى على المخالطين وإجراءات الحجر الصحى لبعض المنازل، كل من الدكتور أحمد يونس مدير عام الطب الوقائى، والدكتور أحمد أبو العطا مدير الأمراض المعدية، والدكتور بكرى عبد الستار مدير مستشفيات العزل، والدكتور محمد عبد الحافظ مدير إدارة أرمنت الصحية، وفى نهاية الجولة إلتقى الدكتور السيد أحمد عبد الجواد، مع مأمور مركز أرمنت، وذلك للتنسيق فى عملية حظر المنازل المطلوبة وتطبيق قرار الحظر الحكومى ومنع التجمعات بالقرية، كما ناشد الأهالى بالإلتزام بالعزل المنزلى والتباعد الاجتماعى كأهم وسيلة للحماية من خطر انتشار فيروس كورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة