أرجأت منظمة أوبك اجتماعها الافتراضى الذى دعت إليه المملكة العربية السعودية وسط هبوط حاد بأسعار النفط وصل إلى نحو 20 دولارا للبرميل، فيما أطلقت عليه وسائل إعلام "حرب أسعار النفط"، والمتوقع أن يعقد فى 9 من أبريل الجارى، وفق السى إن إن و رويترز، وهو الاجتماع الذى سيناقش تخفيضات إنتاج النفط وسط توتر بين موسكو والرياض بشأن من يتحمل مسؤولية انخفاض أسعار الخام.
وبشأن موقف السعودية من أسعار النفط ، أوضح مصدر سعودى رفيع المستوى ، وفقا لرويترز، إن أرامكو السعودية سترجئ إعلان أسعار البيع الرسمية لخاماتها لشهر مايو حتى العاشر من ابريل انتظارا لما سيسفر عنه اجتماع بين أوبك وحلفائها بخصوص تخفيضات إنتاج محتملة.
وقال المصدر السعودي المطلع "إنه إجراء غير مسبوق لم تأخذه أرامكو من قبل. أسعار البيع الرسمية لشهر مايو ستعتمد على ما سيسفر عنه اجتماع أوبك+ نبذل ما بوسعنا لإنجاحه، بما في ذلك أخذ هذه الخطوة غير العادية لتأجيل أسعار البيع الرسمية."
وتصدر أرامكو عادة أسعار البيع الرسمية بحلول الخامس من كل شهر، والتي يتحدد على أساسها أسعار الخامات الإيرانية والكويتية والعراقية وتؤثر على أكثر من 12 مليون برميل يوميا من النفط المتجه إلى آسيا.
وتجتمع أوبك وحلفاؤها يوم الخميس لبحث تقليص محتمل لمعروض الخام العالمي من أجل إنهاء حرب أسعار بين السعودية وروسيا حدت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التدخل.
العراق متفائلة
من جانبها نقلت وزارة النفط العراقية عن الوزير ثامر الغضبان، إنه متفائل حيال التوصل إلى اتفاق جديد لخفض المعروض بعد محادثات هاتفية مع بعض نظرائه في أوبك.
وزير النفط العراقى
وأضاف الغضبان أن أي اتفاق جديد يتطلب الدعم من منتجين رئيسيين من خارج تحالف أوبك+ مثل الولايات المتحدة وكندا والنرويج.
تصريحات روسية تثير الغضب
وكانت تصريحات منسوبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أثارت حفيظة المملكة العربية السعودية، ووصفتها بأنها بمثابة "تزييف للحقائق". فتريد موسكو خفض أسعار الخام بالأسواق العالمية، وهو ما ينعكس سلبًا على قطاع صناعة النفط الصخري بالولايات المتحدة الأمريكية، بينما تسعى السعودية لرفع معدلات إنتاج النفط بالمملكة.
وزير الخارجية السعودى
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية (واس)، إنه اطلع على تصريح منسوب للرئيس الروسي في إحدى وسائل الإعلام، رأى خلالها أن من أسباب انخفاض أسعار النفط انسحاب المملكة من صفقة أوبك + وأن الرياض تخطط للتخلص من منتجي النفط الصخري.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان "أن ما تم ذكره عار من الصحة جملة وتفصيلاً ولا يمت للحقيقة بصلة"، منوهًا أن "روسيا هي من خرجت من الاتفاق، بينما المملكة و 22 دولة أخرى كانت تحاول إقناع روسيا بإجراء المزيد من التخفيضات وتمديد الاتفاق، إلا أن روسيا لم توافق على ذلك".
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن بلاده تسعى "لتحقيق توازن السوق، وهو ما فيه مصلحة لمنتجي البترول الصخري بعكس ما صدر عن روسيا ورغبتها في بقاء الأسعار منخفضة للتأثير على البترول الصخري".
وأعرب الأمير فيصل بن فرحان عن استغرابه "تزييف الحقائق، قائلا إنه يتمنى اتخاذ روسيا قرارات صحيحة في اجتماع عاجل دعت له المملكة يوم أمس لدول أوبك+ ومجموعة الدول الأخرى، للوصول لـ"اتفاق عادل يعيد التوازن للأسواق البترولية".
وفى السياق نفسه، نفى وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ما ورد في تصريحات وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، بأن المملكة رفضت تمديد اتفاق أوبك+ وانسحبت منه.
وقال وزير الطاقة السعودي إن المملكة بذلت جهودًا كبيرة مع دول أوبك+ للحد من وجود فائض في السوق البترولية ناتج عن انخفاض نمو الاقتصاد العالمي، إلا أن هذا الطرح وهو ما اقترحته المملكة ووافقت عليه 22 دولة لم يلق قبولاً لدى الجانب الروسي، حسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية.
وذكر الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن وزير الطاقة الروسي "هو المبادر في الخروج للإعلام والتصريح بأن الدول في حل من التزاماتها اعتبارًا من الأول من أبريل نيسان، مما أدى إلى زيادة الدول في إنتاجها لمقابلة انخفاض الأسعار لتعويض النقص في الإيرادات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة