قامت البرازيل بدفن ضحايا فيروس كورونا فى أكبر مدافن فى أمريكا اللاتينية الواقعة فى بلدية فيلا فورموزا بساو باولو، وحفرت قبور جديدة وتوظيف عمال جدد، وذلك مع ارتفاع عدد الوفيات للفيروس الذى وصل إلى 252 شخصا وعدد الإصابات تجاوز ال 7000 شخص.
مقابر جماعية فى البرازيل
وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إلى أنه من يقوم بدفن المتوفين جراء الإصابة بفيروس كورونا محميين بأقنعة وقفازات خاصة، حيث يتم حفر مئات القبور فى الأرض فى البرازيل بسبب ارتفاع عدد الوفيات، خاصة فى ولاية ساوباولو ، الأكثر اكتظاظا بالسكان فى البلاد ، والذى يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة.
مقابر البرازيل
وشدد نائب وزير الصحة البرازيلى جواو جاباردو ، "لدينا العديد من المصابين ولن تكون مفاجأة من ارتفاع عدد الوفيات فى الأيام المقبلة".
وقالت الصحيفة الأرجنتينية إن الأسوأ لم يأتى بعد فى البرازيل بسبب استهتار الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو مع تعامله مع الأزمة الصحية التى تهدد العالم، ويتعرض بولسونارو، للعديد من الانتقادات بسبب استهتاره واستخفافه بالوضع حول انتشار فيروس كورونا فى البلاد، خاصة بعد أن وصف بولسونارو، حاكم ساو باولو، جواو دوريا، بأنه "مجنون" لإصدارة الحجر الصحى والعزل المنزلى فى أكبر ولاية فى البرازيل من حيث عدد السكان لمواجهة الأزمة الناتجة عن انتشار كوفيد 19.
وقال موقع التوصل الاجتماعى"تويتر" رسالتين من الحساب الرسمى لرئيس البرازيل، جايير بولسونارو، الذى شكك فيهم فى تدابير الحجر الصحى المتبع لاحتواء انتشار فيروس كورونا، حسبما قالت صحيفة "كلارين" الأرجنتينية.
وكان الرئيس البرازيلي نشر ثلاثة مقاطع فيديو كان يظهر فيها على أنها تتعارض مع إرشادات وزارة الصحة البرازيلية، حيث كان يتجول فى برازيليا ويجمع متابعين له فى حشود صغيرة ويعزز من دعوته لكسر الحجر الصحى المفروض لاحتواء وباء كورونا.
وقالت الشبكة الإجتماعية فى بيان "أعلن تويتر مؤخرا فى جميع أنحاء العالم عن توسيع قواعده لحذف أى محتوى يتعارض مع معلومات الصحة العامة الموجهة من مصادر رسمية، وقد يعرض الأشخاص لخطر أكبر لانتشار وباء كوفيد 19".
وقال بولسوناور لبائع متجول فى أحد مقاطع الفيديو المحذوفة : "ما تحدثت عنه مع الناس هو أنهم يريدون العمل وما قلته منذ البداية، اننا سنكون حذرين"، وقال البائع لبولسونارو "الموت موجود، ولا يمكننا نقف مكتوفى الأيدى، هناك خوف لأنه إذا لم نمت بسبب الوباء فإننا سنموت من الجوع".
وكان وزير الصحة البرازيلى، لويز هنريك، قال قبل رسائل بولسونارو، إن العزلة الاجتماعية مهمة للغاية فى مكافحة وباء كورونا، خاصة وأن الاصابات وصلت فى البرازيل إلى 4256 شخص و136 حالة وفاة .
وما شجع الرئيس اليميني البالغ من العمر 65 عامًا على استخدام هيدروكسى كلوروكوين لعلاج الوباء، وقال بولسونارو، إنه بالاعتماد على "دراسة فرنسية" فإن "العلاج" حقيقة، وذلك قبل أن تقرر هيئة الدواء والغذاء الأمريكية رسمياً اعتماد العقارين لعلاج كورونا.
وقال الرئيس: "يريدني البعض أن أصمت وأتبع البروتوكولات وكم مرة لا يتبع الطبيب البروتوكول". وأضاف "دعونا نواجه الفيروس بالواقع .. إنها الحياة .. يجب أن نموت جميعنا ذات يوم."
ويصف بولسونارو وباء كورونا بأنه "إنفلونزا" ويدعو إلى إعادة فتح المتاجر والمدارس ، والعزل حصريًا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا (أولئك الأكثر عرضة للإصابة بالمرض) ، دون شرح كيف يمكن القيام بذلك.
كما انتقد رئيس البرازيل الإجراءات التى اتخذها بعض المحافظين الإقليمين للتعامل مع فيروس كورونا، مثل الحجر الصحى وإغلاق المطارات، وأصر على معالجة الأزمة دون إثارة الذعر أو الهستيريا مع استمرار الحياة بشكل طبيعى، مما يجعل البعض يتأكد من أن الرئيس البرازيلى لا يشعر بالمسئولية تجاه شعبه ولا يهمه إلا الاقتصاد فقط.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إلى أن بولسونارو يرى أن فيروس كورونا يتم استغلاله بشكل سياسى من قبل بعض الحكام ، والذى منه حاكم ساوباولو الذى أغلق المتاجر والخدمات وفرض الحجر الصحى بالولاية، وطلب بولسونارو أن يقتصر حكام الولايات على محاربة انتشار فيروس كورونا ، دون الاستفادة واستغلال الوضع فى الانتخابات الرئاسية لعام 2022.
وأشارت الصحيفة إلى أن فيروس كورونا أثر بشكل كبير على اقتصاد البرازيل، وخفضت الحكومة توقعاتها لنمو الناتج المحلى الإجمالى هذا العام إلى 0.02% ، وحذر الخبراء الاقتصاديون من أن البرازيل ستواجه ركودا جديدا من ارتفاع حالات البطالة.
وكان حاكم ساوباولو، فرض الحجر الصحى بعد تأكيد وزارة الصحة أن عدد الوفيات فى البرازيل ارتفع بنسبة 63.63% فى يوم واحد ، ومعظمهم فى ساوباولو.
وطالب دوريا، من البرازيليين أن يفهموا خطورة الوضع بسبب فيروس كورونا، منتقدا الرئيس وكل من يستهتر أو يبسط من الوضع الحالى ، متهما بولسونارو بأنه جعل البرازيل أكثر الدول فى أمريكا اللاتينية التى ينتشر بها الفيروس مع 25 حالة وفاة وأكثر من 1500 مصابا.
وأشار دوريا إلى أن "هناك الكثير من البرازيليين لا يعرفوا إذا كانوا مصابين بالفيروس أم لا بسبب عدم وجود وعى كاف فى البلاد بناء على رغبة الرئيس، الذى عليه أن يفهم أن هذا الفيروس خطير للغاية على كبار السن والمصابين بالأمراض.