على واقع وباء كورونا المتفشي فى إيران، فى جميع محافظاتها، ويحصد يوميا المئات، يعيش الإيرانيون وضعا اقتصاديا مترديا وعقوبات أمريكية تشل الحياة وتصعب عملية مكافحة العدوى بإقرار مسئولى طهران، الأمر الذى دفع الإيرانيين للخروج من الحجر الصحى المنزلى أمس - والذى طالبتهم به السلطات، والذهاب للعمل عقب انتهاء عطلة رأس السنة الشمسية، والازدحام فى الشوارع.
وتحت عنوان "ازدحام الموت" قالت صحيفة افتاب يزد الإصلاحية، رغم التحذيرات، امتلأت شوارع طهران والمدن الرئيسية بالمارة، واعزى المراقبين ذلك للمشكلات الاقتصادية التى يعانى منها الشعب والتى دفعته للخروج من الحجر الصحى المنزلى.
وكشفت الصحيفة الإيرانية، أن الكثير من أصحاب الأعمال، سيسرحون العمالة التى لديهم حال عدم حضورها للعمل، وأصحاب المحال ليس لهم طريق سوى مواصلة أعمالهم لأجل تأمين متطلباتهم المالية، ولا يتمكنون من تأمين نفقات معيشتهم بإغلاق أعمالهم، واصفة هذا الازدحام بازدحام الموت فى اشارة إلى سهولة تفشي كورونا وسط التجمعات.
14 مليون عامل ينتظر تحديد حد أدنى للأجور
كما ألقت أزمة تفشي فيروس كورونا بظلالها على أوضاع العمال فى إيران، حيث عطلت الأزمة اتخاذ قرار بشأن تحديد الحد الأدنى لأجورهم فى العام الإيرانى الجديد (بدأ فى 21 مارس).
وبحسب صحيفة ابتكار، فإن تحديد الحد الأدنى من الأجور للعمال تم تأجيله لأسباب عددية العام الإيرانى الماضى (انتهى 20 مارس)، وينتظر ما يقرب من 14 مليون عامل تحديد الحد الأدنى لأجورهم.
وعطل تفشي كورونا والأزمات التى تعصف بإيران، اجتماعات المجلس الأعلى للعمل من أجل اتخاذ قرار لتحسين أوضاعهم.وفى سياق متصل، طالبت نقابة عمال البناء فى إيران الحكومة بتقديم حزم دعم نقدى وغذائى للعمال ممن عطلت اعمالهم وسيتضررون من الأوضاع الراهنة.
وعلى الصعيد الاقتصادى، واصلت العملة الإيرانية المحلية التومان الهبوط، أما الدولار الأمريكى مجددا، واجتياز حاجر الـ 16 ألف تومان لكل دولار واحد، وبحسب صحيفة ابتكار فان سوق العملة فى إيران بدأ نشاطة بزيادة فى سعر الدولار عقب انتهاء إجازة عيد النوروز (رأس السنة الإيرانية)، وبلغ أكثر من 16 ألف تومان، الأمر الذى أثار مخاوف الاقتصاديين تجاه الأوضاع الأيام المقبلة.
وأعزى خبير اسواق العملة الإيرانى ميثم رادبور، ذلك للأوضاع الراهنة فى البلاد، قائلا: "الكثير من أصحاب الأعمال عطلوا أعمالهم بسبب كورونا، واغلقت الحدود، وفى الوقت الراهن انخفضت حجم تعاملات سوق العملة".
وفى الوضع الاقتصادى المتردى، بعث 50 خبيرا اقتصاديا ومتخصصا ماليا، رسالة إلى الرئيس حسن روحانى، اقترحوا من خلالها حزمة سياسية، واتخاذ اجراءات عاجلة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة بهدف الحيلولة دون ظهور أزمة اقتصادية واجتماعية، والسيطرة على تفشى كورونا عن طريق خطة "تباعد اجتماعى"، ورفع قدرة استيعاب القطاع الصحى، وتوفير الحد الأدنى من المعيشة لأفراد المجتمع ومنع زيادة البطالة والركود.
وبحسب صحيفة كيهان، دعا الخبراء إلى تحويل التباعد الاجتماعى إلى تباعد ذكى من خلال توزيع تفشى المرض على فترات زمنية متباعدة كى لا يشكل عبء على القطاع الصحى، واعتماد سياسات التسهيلات الضريبية والائتمانية وبالتزامن معها اتخاذ سياسات نقدية مناسبة، من أجل تأمين الحد الأدنى من المعيشة للطبقات المتضررة، وفى النهاية الوصول بالحد الأدنى والتقليل من احتمالية حدوث ركود اقتصادى فى البلاد.
حتى مع الأزمة، لم يخلو المشهد السياسى داخل إيران من صراعات حزبية، فقد كشفت الصحيفة أن التيار الأصولى المهيمن على أغلب مقاعد البرلمان البالغ عددها 290، بدأ صراعة مبكرا للتنافس على كرسي رئاسته، وقالت "بينما لايزال هناك وقت كبير أمام افتتاح الدورة البرلمانية الـ11، وفى ظل أزمة كورونا فى البلاد، فان الأصوليين منشغلين بالتنافس مع بعضهم البعض والتحزب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة