تعيش إيطاليا ظروفًا استثنائية فى ظل أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وذلك كونها إحدى البؤر الساخنة لتفشى المرض فى أوروبا والعالم أجمع، وبينما تشهد المدن الإيطالية على وجه الخصوص نموًا سريعًا فى عدد الإصابات والوفيات لتسير بذلك على درب مثيلاتها أمريكا وإسبانيا، حتى طالت العدوى الفرق الطبية فى إيطاليا التى تعمل تحت ضغوط كبيرة بسبب الأعداد الهائلة من المصابين والمشتبه فى إصابتهم بالمرض القاتل.
وفى الوقت الذى بدأت عدوى الفيروس التاجى تنتقل للأطباء والفرق الطبية المعاونة ليموتوا بالإصابة هم أيضًا، كان تسخير التكنولوجيا لمساعدة الأطباء الإيطاليين فى القيام بمهام عملهم له دوره فى وقايتهم أيضًا من الاختلاط المباشر مع المرضى فى كثير من الأحيان، وهذا ما تحقق مع وصول تومى، الممرضة الروبوت، إلى إحدى المستشفيات الإيطالية لمعاونة الأطباء فى رعاية مرضى كورونا.
الممرضة الروبوت، لا ترتدى قناعًا واقيًا لكنها تساعد فى إنقاذ الأرواح من الفيروسات التاجية تمامًا، وتومى هو واحد من 6 روبوتات جديدة تساعد أطباء وممرضات فى رعاية مرضى الفيروس التاجى فى مستشفى سيركولو، فى فاريزى، وهى مدينة تقع فى منطقة لومباردى الشمالية التى تعد مركز تفشى المرض فى إيطاليا.
ومن جهته، قال الدكتور فرانشيسكو دنتالى، مدير العناية المركزة فى المستشفى: "الأمر يشبه وجود ممرضة أخرى دون مشاكل تتعلق بالعدوى"، ويتم نقل الروبوتات التى بحجم طفل مع عيون كبيرة وامضة إلى الغرف وتركها بجانب سرير المريض حتى يتمكن الأطباء من رعاية الآخرين الذين هم فى ظروف أكثر خطورة، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.
ويراقب الأطباء الممرضة الآلية من خلال شاشات الكمبيوتر فى غرفة منعزلة، وتحتوى الروبوتات على شاشة فى الوجه تعمل باللمس والتى تسمح للمرضى بتسجيل الرسائل وإرسالها إلى الأطباء، والأهم من ذلك أن تومى وزملائه فى فريق التكنولوجيا الفائقة يسمحون للمستشفى بالحد من كمية الاتصال المباشر بين الأطباء والممرضات والمرضى، وبالتالى تقليل خطر الإصابة بالعدوى، حيث يستطيع الفريق الطبى قراءة العلامات الحيوية للمريض عبر شاشة الكمبيوتر دون الحاجة للاختلاط المباشر معه.
ويقول تقرير الصحيفة الأمريكية، إن اللجوء لهذه التكنولوجيا جاء بعدما أصيب أكثر من 4000 عامل صحى إيطالى بفيروس كورونا فى إيطاليا، وتوفى منهم قرابة 70 طبيبا، فيما تعد إيطاليا إحدى الدولة الأكثر تضررا فى العالم من حيث الوفيات.
وأوضح تومى الروبوت - الذى سُمى باسم ابن أحد الأطباء - لمراسل زائر، "باستخدام قدراتى، يمكن للطاقم الطبى التواصل مع المرضى دون اتصال مباشر"، ويستغرق الأمر بعض الوقت حتى يدرك المرضى أنه نظرًا لضخامة مهمة مكافحة الفيروس التاجى والحصيلة التى يتكبدها الطاقم الطبى المرهق، فقد تكون الروبوتات هى ما طلبه الطبيب، حيث يقول مدير العناية المركزة فى المستشفى الإيطالى، "عليك أن تشرح للمريض هدف الروبوت ووظيفته".
وأوضح التقرير أن رد الفعل الأول من المرضى لم يكن إيجابيا، خاصة المرضى المسنين، ويقول دنتالى، "لكن إذا أوضحت هدفك، فسيكون المريض سعيدًا لأنه يمكنه التحدث مع الطبيب.. وتساعد الروبوتات أيضًا المستشفى على الحد من عدد الأقنعة الواقية التى يجب على الموظفين استخدامها، حيث أنها هذه الأيام مورد نادر".
وكان نقص الأقنعة من أكبر المشاكل التى تعوق النظام الصحى الوطنى منذ ظهور العدوى فى نهاية فبراير، وقال المفوض الوطنى للطوارئ، إن إيطاليا ستستغرق شهرين على الأقل لتصبح مكتفية ذاتيا فى إنتاج أقنعة واقية، فيما يتمتع تومى وزملاؤه من الممرضات الروبوتات بميزة أخرى، وهى عدم شعورهم بالإرهاق، حيث يمكن خضوعهم لشحن سريع للبطاريات ومن ثم العودة مجددًا إلى العمل فى الجناح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة