من اللوحات المبهجة لوحة "الليدى أجنيو" للفنان الأمريكى جون سنجر سارجنت والتى أبدعها فى عام 1893، وعندما تشاهدها لا تعرف من أين تأتيك البهجة، هل من الألوان أم من النظرة الحالمة.
عندما نتمعّن فى لوحة الليدى أجنيو عن قرب، فان أول ما نلاحظه هو أن المرأة سيّدة جميلة وتتمتع بوجه متناسق يقترب من الكمال، كما أن الوجه يعطى انطباعا عن إحساس صاحبته بالارتياح والدعة. وهذه السمة تعرف بالسيميترية التى يرى بعض النقاد أنها المعيار الموضوعى الذى يمكن من خلاله الحكم على شئ ما بأنه جميل من عدمه.
وكما هو الحال مع الكثير من رسامى البورتريه فان جون سارجنت كان يتلقى بعض الملاحظات من زبائنه الذين يعبّرون فيها أحيانا عن عدم رضاهم على بعض تفاصيل الصور التى ينجزها لهم.
لكن سارجنت كان رجلا ذا قناعات فنية عميقة، ولم يكن من السهل أن يتنازل عن رأيه من أجل إرضاء هذا الزبون أو ذاك.
كان جون سارجنت يحب النساء اللاتى يتمتّعن بقوّة الشخصية والذكاء والجمال، ومن الواضح أنه كان يستمتع كثيرا بحضورهن أثناء ساعات الرسم. ورغم تمتّعه هو الآخر بشخصية ساحرة ومرحة فقد كان إنسانا شهما يغلب على طبعه الخجل والحياء. وكان بالإضافة إلى براعته فى الرسم عازفا ماهرا على البيانو، ويبدو انه كان يستمد من الموسيقى النشاط والخيال اللذين كانا يعينانه على الرسم، وبعض لوحاته لا تخلو من عناصر موسيقية فيها.
لوحة الليدى اجنيو هى بلا شك أحد أفضل أعمال الفنان جون سارجنت، إذ تبدو الليدى سيدة حديثة جدا، والأمر المؤكد هو أن هذه اللوحة البديعة كانت نتاجا للتفاعل بين امرأة جميلة ورجل ذى شخصية آسرة وقادرة على قراءة الآخرين بعمق.