أثرت جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" التى راح ضحيتها أكثرمن مليون شخص ما بين مصاب ومتوفى، على كافة أنشطة الحياة حول العالم، كما ضربت تلك الأزمة جميع قطاعات الأعمال بمختلف الدول، ولم تكن كثافة حركة الطيران العالمية بمنأى عن تأثير انتشار الفيروس التاجى، حيث خفضت أو ألغت كافة خطوط الطيران حول العالم من رحلاتها الجوية فى ظل إغلاق المجال الجوى لكثير من البلدان فى خطوة ضمن سلسلة إجراءات وقائية للحد من تفشى المرض القاتل.
وبينما يكافح قطاع الطيران من أجل النجاة فى ظل استمرار نمو جائحة فيروس كورونا، يواجه قطاع السفر مستقبلاً غامضاً، وهو يسعى جاهداً للتكيّف، وفى أعقاب تفشى فيروس كورونا المستجد عالمياً، تبنت شركات الطيران إجراءات تنظيف صارمة تتراوح من إيقاف خدمة المناشف الساخنة، إلى تنظيف الطائرات بأكملها بالمطهرات.
ومع توفر المزيد من البيانات حول كيفية انتشار الفيروس، قد تزداد هذه الإجراءات، وقد يصل الأمر إلى إعادة النظر فى بعض جوانب تصميم كابينة الطائرات، وفيما يمكن أن يتوقعه الركاب فى المستقبل لتحقيق راحة البال عندما تتزامن رحلاتهم مع انتشار أمراض، فإن تقرير شبكة "CNN" الإخبارية، يكشف عن عدد من الإجراءات الهامة لقضاء رحلة آمنة.
1- تجنب التنقل بين الأماكن
تقول شبكة "CNN"، "يُعد الجلوس فى نطاق مقعدين قرب شخص مصاب خلال رحلة جويّة عامل خطر أساسى بموجب إرشادات منظمة الصحة العالمية، ولكن يمكن للركاب الذين يتنقلون خلال الرحلة زيادة احتمال انتقال العدوى".
وخلال رحلة جوية أثناء تفشّى مرض "سارس" فى عام 2003، أصاب أحد الركاب 22 شخصاً من أصل 120 راكب على متن الطائرة، ويشير هذا إلى أن الأشخاص الذين يجلسون خارج نطاق مقعدين من الشخص المصاب معرضون للخطر أيضاً.
ومع ذلك، وجد فريق من الباحثين الذين يدرسون سلوك الركاب فى 10 رحلات عبر القارات فى عام 2018، أنه رغم تنقل 62% من المسافرين أثناء تحليق الطائرة، إلا أنه لم تحتوى أى من العينات السطحية والهوائية الـ229 التى تم جمعها أى آثار لأمراض الجهاز التنفسى.
وقالت عالمة الإحصاء الحيوى فى جامعة "إيمورى" فى أتلانتا بالولايات المتحدة التى قادت البحث، فيكى ستوفر هيرتزبيرج: "ما وجدناه هو أن البكتيريا الموجودة على متن الطائرة تشبه إلى حد كبير ما قد تجده فى منزلك، وفى مكتبك، أو فى الأماكن التى يرتادها الأشخاص عادةً".
كما أضافت أن حالات إصابة الأشخاص بالمرض نتيجة الاتصال بشخص على متن الطائرة قليلة ومتباعدة، ومع ذلك، أشادت هيرتزبيرج بإجراءات النظافة الجديدة التى الطائرات.
2- تصفية الهواء
تُجهّز الطائرات الحديثة بمصفيات هواء خاصّة تُدعى "HEPA" شبيهة بالتى توجد فى غرف العمليات فى المستشفيات، ومع ذلك، يجادل أستاذ الهندسة الميكانيكية فى جامعة "بوردو" فى إنديانا، تشينجيان تشين، الذى أجرى بحثاً عن انتشار جزيئات الهواء فى السيارات وكيفية تعقبها، أن ذلك لا يعنى أن كل الهواء فى مقصورات الطائرات نظيفة.
ويؤدى عطس، وسعال، وتحدث، وتنفس شخص ما إلى انتشار قطرات قد تنتقل إلى الركاب المجاورين قبل أن يتمكن مرشح "HEPA" من التقاطها، لذلك، اقترح تشين نوعاً جديداً لنظام تهوية يُكوّن غلافاً من الهواء يُحيط بكل مسافر بدون مزجه مع الهواء الذى يتنفسه الأشخاص المجاورون، ويستخدم تصميم تشين مرشح مخصص لكل مقعد عند مستوى القدم.
3- إجراءات الصعود
ويُعتبر خطر الإصابة بمرض معدى فى طائرة أقل مقارنةً بأماكن محصورة أخرى، وفقاً لاتحاد النقل الجوى الدولى، وقد تكون أجزاء أخرى من الرحلة أكثر خطورة من الوقت الذى يقضيه المرء فى الطائرة ذاتها، مثل إجراءات الصعود إلى الطائرة.
واستجابةً لتفشّى إيبولا فى عام 2014، درس فريق من الباحثين طرق بديلة للصعود على متن الطائرة تشكل خطراً أقل لانتقال العدوى، ووجد البحث أن صعود الركاب بشكل عشوائى يقلل خطر العدوى، وذلك لأن الأشخاص كانوا أقل عرضة لقضاء فترات طويلة بالقرب من بعضهم البعض، لكن يترتب عن الأمر فترة انتظار أطول.
4- تُعد السفن "حاضنات" للفيروسات الوبائية
تضررت السفن السياحية بشكل أكبر من فيروس كورونا المستجد، وكانت أكبر مجموعة من الإصابات على متن سفينة الرحلات البحرية "Diamond Princess"، إذ أُصيب قرابة 20% من الذين كانوا على متنها بالعدوى.
ويعتقد تشين، أن الركاب أُصيبوا بالعدوى بسبب أنظمة التهوية التى نشرت الفيروس من مقصورة إلى أخرى عبر إعادة تدوير الهواء الملوث الذى يحتوى قطرات صغيرة نتجت من العطس أو السعال.
ويمكن للفيروس، الذى أصبح يُعرف بـ"كوفيد-19"، البقاء فى تلك القطرات لقرابة 3 ساعات، بينما تستطيع البقاء لـ3 أيام على أسطح مثل البلاستيك والمعادن، وفقاً لبحث أجرته المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، ويكمن هنا الحل الأسرع فى استخدام مرشحات "HEPA"، حسب ما قاله تشين.