تحدث الكثيرون عن العلاقة التى جمعت العندليب مع الكثيرين من أبناء جيله من الموهوبين الذين ظهروا معه أو بعده، ومنهم الفنان الكبير محمد رشدى، وأشار البعض إلى أن عبدالحليم حافظ كان يشعر دائما بالغيرة الفنية ويحاول أن يوظف ذلك بالاستفادة بكل جديد حتى يبقى دائما على القمة، بينما أشارالبعض إلى ما هو أبعد من ذلك ولمحوا إلى أن العندليب كان يشن حرباً على أى مطرب تسطع موهبته فى سماء الطرب محاولاً أن يعطل مسيريته حتى يظل وحده متربعاً على القمة.
وتناول الكثيرون العلاقة بين العندليب ومحمد رشدى وأن حليم شعربالغيرة من يطوع نجم رشدى وهوما دفعه إلى أن يلجأ إلى أن يغنى بعض الاغانى القريبة من اللون الشعبى الذى غناه رشدى حتى ينافسه فى هذه المنطقة فغنى سواح وعلى حزب وداد قلبى وأنا كل ما أقول التوبة.
وفى ندوة عقدها جروب أبناء فنانى الزمن الجميل "أون لاين" عن مسيرة الفنان محمد رشدى تحدث ابنه طارق محمد رشدى عن تفاصيل العلاقة بين والده وبين العندليب الأسمرعبدالحليم حافظ .
وقال ابن الفنان محمد رشدى أن والده كان زميلا للعندليب فى معهد الموسيقى ولكنه لم يكمل دراسته بالمعهد وأنهما دخلا اختبارات الإذاعة أمام نفس اللجنة ونجح محمد رشدى بينما لم ينجح العندليب.
وأوضح طارق محمد رشدى خلال الندوة أن العندليب سبق والده فى الشهرة والنجاح حيث تعطلت مسيرة الفنان محمد رشدى بسبب ظروف عائلية حيث تعرض لمشكلات فى الزواج والطلاق فى بداية حياته، مؤكدا أن شهرته بدأت مع أغنية قولوا لمأذون البلد، وبعدها عندما اختاره الإذاعى الكبير محمد حسن الشجاعى لغناء ملحمة أدهم الشرقاوى والتى حقق رشدى من خلالها نجاحاً كبيرا، وكانت سببا فى أن جاء الشاعر عبدالرحمن الأبنودى من قنا ليبحث عنه .
وأشار طارق محمد رشدى إلى أن والده كان فى هذا الوقت أصيب فى حادث وكسرت ساقه ولم يكن يعمل فجاءه الأبنودى وعرض عليه أغنية وهيبة التى لحنها الموسيقار عبدالعظيم عبدالحق، فنجحت نجاحا كبيرا ، وبعدها كتب الابنوى أغنية عدوية ولحنها بليغ حمدى ليبدأ تعاون الثالوث بليغ ورشدى والابنودى ويتصاعد نجم رشدى بشكل كبير.
وأشار ابن الفنان محمد رشدى إلى أن العندليب شعربالقلق من نجاحات رشدى وأراد أن يوقف هذه النجاحات ووقتها كان محمد رشدى يستعد لحفلة أضواء المدينة فى المحلة الكبرى.
وقال طارق محمد رشدى:"حليم أخد عمى الابنودى وعمى بليغ وسفرهم وخباهم فى لبنان حتى لا يقدم رشدى أغنية جديدة فى الحفل، وبالفعل كان أبى سينوى الاعتذار عن الحفلة حتى قابله الكاتب الصحفى الكبير محمد جلال وكان من أصدقاء أبى المقربين ونصحه أن يذهب لمقابلة ملحن جديد فى الزمالك معه أغنيتان ليقدمهما بالحفل، وكان هذا الملحن هو حلمى بكر والأغنيتان "عرباوى وحسن المغنواتى"، اللتان كتبهما الشاعر حسن أبو عتمان"
وتابع:" علشان يوقعوا والدى فى الحفلة جابوا الفنان فهد بلان من سوريا وكان وقتها لون جديد ليغنى فى الحفل قبل أبى، والفعل اشتعل المسرح أثناء غناء فهد بلان ورقصه وانفعل معه الجمهور، وأراد وجدى الحكيم أن يفصل بين أبى وبين بلان بالفنانة لبلبة ، ولكن أبى رفض وقال بالحرف لو مادوستش عليه هنا فى بلدى مش هشتغلها تانى، وبالفعل غنى أبى حسن المغنواتى وازداد تحمس الجمهور وطالبه بإعادة الموال 38 مرة"
وأضاف ابن الفنان محمد رشدى:"حليم بعت لعمى الابنودى وقاله عاوزك تعمل لى أغنية شعبى بس مش زى اللى بيغنيه صاحبك أنا مش هاطلع اقول فى ايديا المزامير وفى قلبى المسامير، وبالفعل كتب له عمى الأبنودى أغنية التوبة، ولكن لحنها على اسماعيل بطريقة غربية فأراد أبى أن يحرقها على حليم فوضع كلمات التوبة الحقيقية فى موال أغنية حسن المغنواتى ولكن بأسلوبها التراثى القديم وحشرها حشر فى الأغنية"
وأشار طارق رشدى إلى أن حليم غضب بسبب ذلك وأوعز لرئيس الغذعة وقتها فمنع إذاعة أغنية حسن المغنواتى، مضيفاً:"أشار عدد من الصحفيين أصدقاء أبى وقتها عليه بالسفر لعمل حفلات فى لبنان ليحقق نجاح كبيرا هناك وتجرى معه وسائل الإعلام العديد من اللقاءات"
وأضاف: " بعد نجاح أبى فى أداء ملحمة أدهم الشرقاوى وعندما تقررعمل الملحمة فيلم وأثناء استعداد حليم لغناءها نصحه عمى الابنوى قائلا السكة دى مش بتاعتك ياحليم، أنت كدة مش هتنجح وهتنجح رشدى ولكن أصر حليم ولحنها الموجى، وبالفعل فى حفلة افتتاح الفيلم الناس هتفوا رشدى رشدى"
ورغم كل هذه المعارك لم ينكر ابن محمد رشدى أن هناك مواقف أخرى ظهرت فيها المحبة والصداقة بين حليم ورشدى ، قائلا:" حليم كان يحرص أن يصطحب والدى معه كل عام فى حفلات الجلوس على العرش فى المغرب ، والتى كانت تستمر لمدة شهر يغنى فيها والدى فى 10 حفلات واثناء العودة يقول له حليم الملك الحسن قرر لك 10 حفلات أجر الغناء وأجر 10 حفلات أخرى منحة لأنك ابو العيال، وكان والدى يقول شوفوا عبدالحليم بيفتكرنى كل سنة وهو مسافر، وحينها ضحك عمى بليغ وقال لأبى: افهم بقى يافلاح هو بياخدك المغرب ويحبسك علشان مايسيبكش فى مصر ويرجع يلاقيك خارب الدنيا باغنية جديدة"
كما أكد الإبن أن الفضل يرجع للعندليب فى شراء الفيلا التى سكن فيها رشدى مشيرا إلى أنه كان يسكن مع زوجته وأبنائه الأربعة فى شقة صغيرة فى جاردن سيتى، وأن حليم قال له إن الشقة صغيرة ويجب ان يشترى بيتا كبيرا يسع أبنائه وهو الذى اختار له هذه الفيلا وساعده فى شرائها بالتقسيط وضمنه فى البنك.
وأوضح ابن محمد رشدى أنه يوم وفاة العندليب شاهد دموع والده لأول مرة فى حياته ، وسمعه يقول: حليم مات كبيرنا مات مابقالناش كبير"، وذلك على الرغم من أن عبدالوهاب وبليغ وكمال الطويل كانوا على قيد الحياة لكنه كان يعتبر حليم كبير الوسط الغنائى فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة