قبل سايكس بيكو.. حكاية اتفاق ودى بين فرنسا وبريطانيا لتقسيم الوطن العربى

الأربعاء، 08 أبريل 2020 09:00 م
قبل سايكس بيكو.. حكاية اتفاق ودى بين فرنسا وبريطانيا لتقسيم الوطن العربى خريطة سايكس بيكو
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ينظر الجميع إلى اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، والتى وقعت كمعاهدة سرية فى عام 1916، على أنها السبب وراء احتلال فلسطين وتقسيم الوطن العربى.

بالتأكيد الاتفافية سالفة الذكر لها دور كبير، لكن ثمة اتفافيات أخرى كانت صاحبة اليد فى الخراب الذى وصلت إلى فلسطين، وحال الأمة العربية من بعدها، ومن بينها توقيع الاتفاق الودي بين فرنسا وبريطانيا بخصوص تقسيم نفوذهما في الوطن العربي فى 8 أبريل عام 1904.

وبحسب كتاب "جغرافية الوطن العربي" للدكتور نعيم الظاهر، أن الفترة فى بدايات القرن الماضى، وقبل انطلاق الحرب العالمية الأولى بنحو عقد كامل، وفى وقت تعانى الدولة العثمانية التى تسطير على أغلب مناطق الشرق من ضعف، عقدت فرنسا وإنجلترا اتفاقا وديا، تركت بمقتضاه فرنسا لبريطانيا مصر والسودان، ومقابل سيطرة فرنسا على بلاد المغرب العربى، ورغم المنافسة الخفية البريطانية الفرنسية إلا لم يكن فى وسع فرنسا خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أن تحصل على أكثر من سورية ولبنان كأجزاء من أسلاب الإمبرطورة العثمانية، مقابل حصول بريطانيا على المراكز الحساسة من قناة السويس إلى الخليج العربى مرورا بفلسطين والأردن والعراق محاصرة بذلك مكان فرنسا الجديد فى الشرق الأوسط، كما احتلت المعابر البحرية للمشرق العربى والمطلة على المحيط الهندى مبكرا منذ سنة 1799، حينما احتلت جزيرة بريم فى مضيق باب المندب لتطويق التهديد الفرنسى فى حملة نابليون على مصر سنة 1798.

ويوضح الكتاب سالف الذكر أن الاتفاق السابق والمعاهدات التى تمت بعده، لعبت دورا خطيرا فى تقسيم الوطن العربى إلى دول ذات حدود مستحدثة لم يكن لها وجود من قبل، وترتبت عن ذلك نتائج سلبية أبرزها تفتيت جهود الدول العربية فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، غير أن تمخض عنه النفوذ البريطانى فى المشرق العربى هو زرع جسم غريب داخله يعمل بدوره على تبديد جهود الوطن العربى كله سياسيا واقتصاديا وتجلى ذلك فى السماح بإنشاء وطن يهودى فى فلسطين بعد وعد بلفور، وقام دولة إسرائيل عام 1948.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة