اختار الطبيب الفلسطينى هشام حمد قبل قرابة 4 عقود الغربة مجبراً بعد أن رفض الاحتلال منحه رخصة للعمل فى تخصص الطب، إثر تخرجه من جامعة مدريد بإسبانيا فى ثمانينات القرن الماضى ليبقى هناك طبيباً محبوباً إلى أن توفى بفيروس كورونا وهو يقاتل فى الصفوف الأمامية عن عمر ناهر 61 عاما، بحسب صحيفة الرؤية الاماراتية .
رحلة طويلة امتدت لنصف قرن من الزمن فى إسبانيا منذ أن ترك حمد الشاب المتفوق مسقط رأسه فى بلدة بيت حانون شمالى قطاع غزة عام 1971 ليلتحق بكلية الطب فى جامعة مدريد ويتخرج منها فى تخصص الأمراض الجلدية والمسالك البولية.
وبحسب شقيقه الدكتور حسام، عاد حمد إلى القطاع عام 1980 بعد أن أتم دراسة الطب من أجل خدمة بلده فى قطاع غزة، لكن حاكم غزة الإسرائيلى رفض طلبه، وأبلغه أن عليه العمل فى الزراعة أو أى مهنة أخرى غير الطب، وهو ما رفضه الشاب الطموح وعاد إلى إسبانيا ليتم رسالته فى التخصص الذى عشقه هناك دون أن ينسى فلسطين للحظة واحدة.
وقال حسام حمد لـ«الرؤية»: «تزوج شقيقى من شابة إسبانية تسمى انخليس وأنجب منها 4 أبناء هم: ياسر وتيسر وياسمين وسهيلة جميعهم تعلموا والتحقوا بكليات الهندسة المختلفة».
وأكد أن شقيقه شكل علاقات اجتماعية كبيرة فى إسبانيا على مستوى الجالية الفلسطينية والحكومة الإسبانية وبلدية مدريد وسخرّها لخدمة أبناء شعبه والجالية هناك، وخلال الغربة قام حمد بزيارة غزة عدة مرات كان آخرها فى أكتوبر من العام الماضى وعاد إلى إسبانيا قبل أن يجتاح هذا الوباء العالم، والذى بدأت بوادره بعد ذلك بشهرين.
لم تخل حياة الطبيب الفلسطينى من المعاناة مع الاحتلال حتى وإن كان فى الغربة، حيث قتل جيش الاحتلال اثنين من أشقاء حمد وهدم منزل عائلته خلال اجتياح بلدتهم عام 200، ويروى الطبيب حسام أن شقيقه حمد كان على تواصل دائم معهم ويعرف كل أخبارهم، ولعب دوراً مهماً خلال الحرب الأخيرة التى تعرضت لها غزة عام 2014، حيث قام بجمع 3 شاحنات محملة بالأدوية وأودعها فى مدريد لإيصالها لغزة.
وأكد أن شقيقه أنه تقاعد قبل نحو عام ولكنه عاد للعمل مع بداية انتشار فيروس كورونا ليشارك فى علاج المواطنين هناك، مقدماً روحه على كفه وهو فى قلب المعركة حتى أصيب بالفيروس وتوفى به بعد مسيرة مليئة بالعطاء يوم الجمعة الماضي، وكانت زوجته قد أصيبت بالفيروس ولكنها شفيت منه بعد آخر تحليل أجرى لها، وشاركت هى اثنان من أبنائه فقط فى جنازته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة