الموت خطف ابنى، أنا عاوزة ابنى، كلمات مؤلمة تنادى بها والدة الشهيد أبانوب عبد التواب بوليس، أو الشماس أبانوب، أو الجندى، أو خادم الكنيسة، تلك جميعها صفات، لشهيد سيناء الذى استشهد مع زملائه على يد الإرهاب الخسيس فى عبوة ناسفة ببئر العبد بسيناء. لحظات أليمة عاشتها اسرة الشهيد لحظة وداعة، وإلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل أغلاق أبواب القبر ووداعه إلى الأبد.
فى قرية طوخ التابعة لمركز ديرمواس، عاش أبانوب سنوات طفولته فى خدمة كنيسته حتى جاء موعد التحاقه بالقوات المسلحة، فأسرع أبانوب لإتمام أوراقه حتى يلتحق بالقوات المسلحة .
يقول شنودة عبد التواب شقيق الشهيد أبانوب إن شقيقه حاصل على دبلوم الصناعة وهو ملتحق بالقوات المسلحة منذ 7 أشهر، لديه 9 أشقاء 6 من الذكور و4 أناث، وأضاف: كان الشهيد يعمل شماسا بالكنيسة وخادم اجتماعات الشباب، وفى المسبح .
وتابع، مات أبانوب وهو صائم احتراما لزملائه واحتراما للشهر الكريم، كان يرفض الإفطار أمام زملائه فكان صائما مثلهم، ولفت أن شقيقه الشهيد كان فى إجازة وعاد قبل حادث الاستشهاد بيومين، كان معى فى القاهرة قضى معى بعض الوقت وكنا نتحدث عن عمليات المداهمات التى يقومون بها ضد التكفيريين، وكيف يقوم الجيش بفرمهم فرم، وقال إن كلماته الأخيرة معى، كانت عن كيف يحب الجميع بعضه فى القوات المسلحة وكيف يقدر الكل بعضهم وأكد أنه كان صائما من أول يوم فى رمضان .
فيما قال بيشوى سعد ابن شقيقته أن الشهيد هو أحد الملائكة الذين يسرون على الأرض فقد كان متواضعا وخدوما وكان يعمل غى الحقل ثم يعود للخدمة داخل الكنيسة، وآخر مكالمة معه كانت ليلة حادث الاستشهاد، قالى لى ادعى لى أن ربنا يسترها علينا .
ولفت أنه كان دائما يحمل هم أشقائه وكان يتمنى أن يراهم فى أحسن حال، فقد كان أبانوب يتميز بالمحبة والود لأقاربه .
فيما والدته لم تتوقف دموعها ولا صوتها الذى ينادى على الشهيد أبانوب، قائلة: هاتوا لى أبانوب، ايد الكفار قتلولك يا والدى، أنا عاوزة أبانوب، تغمض عيناها قليلا ثم تنتفض على نفس الكلمات، وتقول إن ابنى كان أغلى الأبناء على قلبى فقد كان محبا لله ولأهله، وأضافت لم يأت يوم بكلمة سيئة، ولم يتلفظ لفظا سيئا، ولفتت أن الشهيد تمت رسامته شماسا منذ حوالى 10 سنوات، ومن تلك اللحظة وهو يعمل فى خدمة الكنيسه والشباب والاجتماعات الخاصة بهم، وفى ليلة عودته الى كتيبته، ذهب إلى الكنيسة محاولا دخولها، إلا أنه عجز عن دخولها لأنها مغلقة، فقال انا رايح ومش هرجع تانى.
وقالت هذه كانت آخر كلماته، بعد عودته حزين من الكنيسة لعدم قدرته على دخولها .
فيما قال عبد التواب بوليس والد الشهيد ابانوب، إن نجلى أحب أبنائى إلى قلبى انا اليوم فقدت روحى سندى فى الحياة، كان من يعلمنى الصح والخطأ، كان بجانبى كل لحظة، وأضاف قبل عودته إلى الكتيبة فى القوات المسلحة جلس معى طويلا وكأنه، يودعنى، كانت عيناه تبحث عن شيء، لكن لم يخبرنى بها حتى بات ليلته ثم حزم متاعه وسافر صباح اليوم السابق على حادث الاستشهاد .
وطالب والد الشهيد الرئيس السيسي بالقصاص العاجل والسريع لدماء الشهداء، وأكد قائلا أنا عندى 5 أبناء آخرين جميعهم فى خدمة القوات المسلحة وأنا خلف الرئيس السيسى وأطالبه بالقضاء على التكفيريين .
يذكر أن أبانوب هو أحد شهداء بئر العبد الذين استشهدوا على يد الإرهاب الأسود إثر انفجار عبوة ناسفة فى مدرعة، وقد تم نقل جثمان الشهيد الى مدافن القرية فى دير البرشا.
وكان المتحدث العسكرى قد أعلن أمس الخميس عن استشهاد 10 من عناصر القوات المسلحة بانفجار عبوة ناسفة بأحد المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد.
ونعى الرئيس السيسى شهداء الوطن عبر صفحته الرسمية بفيسبوك قائلا «نالت يد الغدر اليوم من أبنائنا الأبطال جنوب مدينة بئر العبد، فقوى الشر لا تزال تحاول خطف هذا الوطن، لكننا بفضل الله ثم بفضل أبناء مصر وجيشه القوي، صامدون بقوة وإيمان، وقادرون أن نحطم آمال تلك النفوس الخبيثة الغادرة».
وتابع الرئيس «رحم الله أبناءنا، وكل من قدم نفسه شهيدا أو مصابا فداء لمصر، رحم الله كل من روى بدمائه وعرقه تراب هذا الوطن كى يبقى نابضا بالحياة وتظل رايته مرفوعة، حفظ الله مصر وشعبها، تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة