من جديد عادت شياطين الإرهاب لتطل برؤوسها وتفجع قلوب المصريين في مجموعة جديدة من فلذات أكبادهم ، انضمت إلي قائمة شهداء الشرف والواجب والوطن ، بعد أن اغتالتهم يد الغدر في شهر الرحمة والغفران ، ليثبت كلاب جهنم مجددا أنهم لا يقيمون حرمة لعبادة أو دم ، وأنهم يرفعون راية العقيدة زورا وبهتانا ، وهم لا يعرفون عن ثوابتها ومبادئها شيئا ، وإن عرفوا فهم ينتهكون ما علموا ، لهاثا وراء هدف واحد لهم هو إسقاط الدولة المصرية ، والنيل من مؤسساتها وشعبها ، وليس أدل علي ذلك من انتهاكهم حرمة شهر هو الأكثر تقديسا في نفوس المسلمين ، وهو شهر له ما له من نصيب في آيات الرحمن وأحاديث نبيه صلي الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين ، ما يجعل له المكانة الأرفع والقدسية الأعلي .
التاريخ الأسود لكلاب الإرهاب مع شهر رمضان ، يحمل الكثير من عمليات وحوادث الغدر والخسة والخيانة بحق جند مصر وشعبها ، وتصل ذروة هذه الخسة مع اختيار توقيت الإفطار في الشهر الكريم ، هدفا للنيل من الجنود الصائمين وهم يتناولون إفطارهم أو يستعدون له كما جري في العملية الأخيرة ببئر العبد .
في رمضان من العام 2012 ، جرت وقائع واحدة من أشد الجرائم الإرهابية خسة ، وهي مذبحة رفح الأولي " 6 أغسطس 2012 " ، والتي أسفرت عن استشهاد ١٦ ضابطًا وجنديًّا وإصابة ٧ آخرين ، وذلك بالقرب من معبر كرم أبوسالم .
ومع حلول الليلة الأولي من شهر رمضان " 28 يونيو 2014 " ، وقعت حادثة "مذبحة رفح الثالثة " والتي أسفرت عن استشهاد 4 جنود من قوات الأمن المركزي بمنطقة سيدوت ، بعد أن نصبت مجموعة من الإرهابيين كمينا وهميا عند منطقة باب سيدوت، وأوقفوا سياراتهم في وسط الطريق لإجبار السيارات على التوقف، وتفتيش ركابها ، وكان من بين ركاب إحدي هذه السيارات 4 جنود كانوا قادمين من معسكر الأمن المركزي بالأحراش، في طريقهم لقضاء إجازتهم، وقام الإرهابيون بإنزالهم وأوقفوهم صفا واحدا وأطلقوا عليهم النار ، حتي سقط الجنود الأربعة شهداء .
وقبيل لحظات من انطلاق آذان المغرب يوم 21 رمضان ، 19 يوليو 2014 ، وحين كان الجنود والضباط بقوات حرس الحدود التابعة للكتيبة رقم 14 بمنطقة "الدهوس"، في نقطة قوات حرس الحدود بـ"الكيلو 100" في طريق الواحات البحرية ، يستعدون لتناول إفطارهم ، شنت مجموعة من كلاب الإرهاب هجوما غادرا عليهم ، أسفر عن استشهاد 24 مجندا و4 ضباط ، فيما عرف ب" مذبحة الفرافرة " ، وخلال تبادل لإطلاق النيران استمر لأكثر من ساعة نجحت قوات حرس الحدود في قتل 5 من مرتكبي الهجوم الغادر ، والذي أحالت المحكمة العسكرية علي ذمته 11 متهما إلى فضيلة المفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، وكان من بين المتهمين الإرهابي هشام عشماوي .
رمضان 2015 كان شاهدا علي خسة جديدة لجماعات الإرهاب ، تمثلت في مذبحة رفح الرابعة ، والتي وقعت في الأول من يوليو الموافق 14 رمضان، و أعلن تنظيم "ولاية سيناء" ، وقتها عن استهداف عدد من الكمائن الأمنية للقوات المسلحة بمنطقتي الشيخ زويد ورفح في توقيتات متزامنة ، باستخدام عربات مفخخة وأسلحة ذات أعيرة مختلفة ، مما أسفر عن استشهاد 17 من عناصر القوات المسلحة ، منهم 4 ضباط وإصابة 13 آخرين، وعلى إثر هذه العملية أطلقت القوات المسلحة عملية "حق الشهيد"، للثأر لأرواح الشهداء ، و أسفرت عن قتل نحو 240 من العناصر الإرهابية .
في نهار رمضان من العام نفسه "29 يونيو 2015 " اغتالت شياطين الإرهاب النائب العام المستشار هشام بركات عن طريق سيارة مفخخة استهدفت موكبه خلال تحركه من منزله بمنطقة مصر الجديدة إلى مقر عمله بدار القضاء العالي ، وفي الحادث أصيب النائب العام على إثر التفجير بنزيف داخلي وشظايا وأجريت له عملية جراحية دقيقة فارق في أعقابها الحياة في مستشفى النزهة الدولي ، وهي الحادثة التي جاءت بعد نحو الشهر من تحريض تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم داعش ، أنصاره علي مهاجمة القضاة.
ويأتي رمضان الحالي ليسجل شهادة جديدة علي انتهاك جماعات الإرهاب لكل الحرمات وعلي رأسها حرمة الشهر الكريم ، بعد أن أعلن المتحدث العسكري العقيد أركان حرب تامر الرفاعى، انفجار عبوة ناسفة بأحد المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد نتج عنها استشهاد وإصابة ضابط وضابط صف و8 جنود ، ليتأكد المصريون والعالم كله من جديد زيف ما يدعيه شياطين الإرهاب من دفاع عن العقيدة وهم أول وأكثر من ينتهكها ويطلق علي كل ما هو مقدس منها رصاص الغدر والخيانة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة