وعظمت غزوة بدر التي يطلق عليها أيضًا "بدر القتال" و"يوم الفرقان" وانتصار المسلمين فيها من هيبة المسلمين في نفوس كفار قريش، وارتفعت الروح المعنوية عند المسلمين، اهتزت هيبة قريش في الجزيرة العربية بأكملها، فكانت الغزوة حدًا فاصلًا لكثير من الأمور.


وتعود تسمية غزوة بدر بهذا الاسم نسبة إلى بئر بدر، التي تقع بين مكة والمدينة المنورة، حيث وقعت أحداث غزوة بدر عندها، واستولى المسلمون على بئر بدر وشربوا منها، ومنعوا المشركين من الوصول إليها.


وتعود أسباب أول معركة للمسلمين ضد المشركين إلى أن قريش كانت تعامل المسلمين بقسوة ووحشية، فأذن الله للمسلمين بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، لكن قريشا استمرت في مصادرة أموال المسلمين ونهب ممتلكاتهم، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن قافلة تجارية لقريش محملة بمختلف البضائع والأموال سوف تمرّ بالقرب من المدينة في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام، وقرر أن يقابل المشركين بالمثل ودارت بداية تفاصيلها عند محاولة المسلمين اعتراضَ تلك القافلة التي يقودها أبو سفيان، لكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة بتغيير خط سيرها، وأرسل رسولًا إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريش وخرجت لقتال المسلمين. 


وبلغ عدد المشركين في غزوة بدر 1000 مقاتل، مقابل 313 مقاتلا من المسلمين، وأمد الله المسلمين بمدد من الملائكة كما جاء في قوله تعالى: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّة فَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون . إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِنَ المَلآئِكَةِ مُنزَلِين . بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِين". 


فكانت نتائجها انتصار المسلمين على مشركي قريش، وانتشار الفرحة بين المسلمين في المدينة المنورة، واستشهاد ستة من المهاجرين، وسبعة من الأنصار وحصول المسلمين على الكثير من الغنائم، وعلى الجانب الأخر قتل 70 من كفار قريش، وأسر 70 آخرين، ومن بين القتلى كان الحكم بن هشام "أبو جهل"، والوليد بن المغيرة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف.