أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

كورونا بين المصالح والمخاوف.. الوعى والمزايدة وشتيمة الشعب

الأحد، 10 مايو 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طبيعى أن يكون هناك تنوع فى الآراء ووجهات النظر، وهذا التنوع يعكس حجم الاختلافات بين الناس حسب رؤيتهم وثقافتهم ووعيهم وأيضا مصالحهم، وليس عيبا أن يفكر كل مواطن فى مصالحه، بشرط ألا يفكر فى الاعتداء على مصالح غيره. وهناك فرق بين التنوع والتناحر أو الجدل بلا هدف ولا طائل. ربما تكون هذه التفاصيل مهمة فيما يتعلق بمواجهة وباء مثل فيروس كورونا، لا يفرق بين غنى وفقير، ولا بين رجل أعمال وعامل. ولا بين دولة متقدمة وأخرى متخلفة.
 
نقول هذا بمناسبة الجدل والمناقشات الدائرة منذ بداية الأزمة، والتى تعكس بعضها مواقع التواصل، وإن كانت هذه الأدوات لا تعكس الواقع بالضبط، لوجود أشخاص مجرد صدى صوت لغيرهم، يتأثرون بما يقرأونه حتى لو كان مزدحما بالتناقضات. 
 
من بداية الأزمة وهناك آراء متناقضة، أحدها يطالب بإغلاق كلى وحظر تجوال كامل، ومنع الناس من الخروج ومغادرة المنازل إلا للضرورات، والثانى أقل يرى أن مصر لا تتحمل الإغلاق التام أو الحظر الشامل وأن هناك فئات لا يمكنها البقاء فى المنزل أو الامتناع عن العمل وإلا فقدوا مصدر رزقهم، حتى لو كان بعضهم يحصل على إعانات. مع الآخذ فى الاعتبار أن مواسم مثل رمضان والعيد تمثل بالنسبة لعدة ملايين مناسبات سنوية للعمل والتجارة وتحصيل عائد يكفى لشهور بالقصور الذاتى.
 
ربما لهذا يمكن تفهم قرارات الدولة فيما يتعلق بحظر جزئى مع توصيات بأخذ الحيطة والإجراءات الوقائية، وهى إجراءات تتناسب مع تفاصيل ومفردات كثيرة، لكنها لم تلق موافقة من تيار الإغلاق التام، كما لم تلق استجابة من الأغلبية وانعكس ذلك فى زحام بالأسواق والشوارع خاصة الجانبية، وطبعا يصعب أو يستحيل أن تضع الحكومة مراقبا على كل شارع وحارة يتابع سلوكيات الناس. ومن هنا ظهرت فرق تهاجم الشعب وتلقى عليه اللوم وتتهمه بأنه غير واع ولا يعرف مصلحته، وبالمرة تلوم الحكومة على أنها راهنت على الوعى بينما كان عليها أن تراهن على الإجراءات الصارمة مثل بعض الدول هنا وهناك.
 
نفس الأمر فيما يتعلق بدعوات رجال الأعمال بالعودة إلى العمل ومغادرة الحجر وهو أمر تسبب فى هجمات على أصحاب الأعمال باعتبارهم طامعون لا تهمهم سوى مصالحهم، بينما هذا هو تفكير أصحاب الأعمال فى العالم كله، يضاف إلى ذلك أن أصحاب الأعمال بل والدول نفسها إذا استطاعت تحمل العمالة شهر أو اثنين فلن تستطيع الاستمرار فى ظل أزمة طاحنة. تواجه الجميع وتسعى الدول لسد العجز بالاقتراض أو التضييق وبالرغم من وضوح هذا هناك من يبدى دهشة أو يتساءل ويزايد على الحكومة بالكثير من الادعاء والتربص وليس الفهم.
 
والواقع أن من ينتقدون وعى الشعب هم أنفسهم ينزلون إلى الشارع ويبدون دهشة من وجود الناس فى الشارع لأنهم يرون أنفسهم أفضل وعيا وأكثر دراية لمجرد أنهم يحذرون جيدا، مع إنهم لا يأخذون بنصائحهم أنفسهم. ونعود إلى فكرة الاختلاف بين التنوع والتصادم والتناقض، لأن الإغلاق أو الفتح هو اجتهادات ونصائح مختصين تختلف من بلد لآخر، وإن كانت كلها تطالب بإجراءات وقائية والتزام بالتباعد وارتداء الكمامات.
 
وفيروس كورونا أمر جديد وليس له سوابق وأغلب الدول ترتجل فى المواجهة والدليل حجم الإصابات الذى تزايد فى أوروبا وأمريكا أضعاف ما هو فى دول أخرى أقل تقدما بما فيها الشرق الأوسط مثلا. ونفس الأمر فيما يتعلق بالعدوى والوفاة، هناك لَكنة أن الفقراء يتركون للمرض بينما التجارب تؤكد أن هناك أثرياء وأطباء توفرت لهم الإمكانات ومع هذا لم ينجوا من الوباء وفقدوا حياتهم. وهو جزء من ألغاز ما تزال بحاجة إلى فك.
 
نحن أمام أزمة تواجه العالم ورعب وتردد وتناقضات عامة بالعالم والمواجهة الأفضل ليست فقط بالإجراءات لكن التوحد ومساندة القرارات بالاستيعاب والوعى وليس بالمزايدة والادعاء الخطر عام والوعى مطلوب من الجميع وليس فقط ممن يهاجمون الشعب دائما ويبرئون أنفسهم. لأن العودة إلى الأعمال والشوارع سوف تأتى وعلى المجتمع الاستعداد لها وأن الوضع لن يعود كما كان، ولابد من التباعد والاحتياط حتى الانتهاء التام للأزمة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة