فيديو وصور.. حميات العباسية حصن يواجه الوباء "معايشة مع الأطباء والعاملين".. أخصائى عناية مركزة: الفيروس موجود من السبعينات والإنترنت سبب تضخيمه.. ممرضة: نحن بوصلة المستشفى.. وأخرى: لو خوفنا مين يعالج الناس

ممرضة الفحص الجزئى : نحن بمثابة بوصلة المستشفى نعمل على استقبال المرضى  وتوجيهم للأقسام المختصة

ممرضة عنبر 7  الخاص بحالات الاشتباه بكورونا: "لو كلنا خوفنا وقعدنا فى البيوت مين هيعالج الناس ويتابعهم"

مصطفى فنى المعمل: نستقبل فى المعمل  ما يقرب  من 100 إلى 130 حالة فى الشيفت الواحد  لأخذ المسحات

محمد عبد السلام:  إطلاق الجيش الأبيض  على المنظومة الطبية لم يكن مجازيا فنحن بالفعل مجندون فى خدمة الوطن .

وقفت تعد الطعام لأطفالها وهى تفكر فى كيفية تدبير الأموال لشراء ملابس العيد لأطفالها الثلاثة، الأمر الذى تراه صعبا إن لم يكن مستحيلا خاصة فى ظل معاناة زوجها من ذوى العمالة غير المنتظمة، فجأه ينتابها سعال متقطع مع ارتفاع فى درجات وألم أشبه بوخز خفيف يسرى فى جسدها، حاولت إخفاءه عن أسرتها إلا أنها فقدت مقاومتها نهائيا وتسقط على الأرض ويهرع بها زوجها إلى مستشفى حميات العباسية بناء على نصيحة أحد الأطباء له بعد إجراء الكشف الظاهرى.

"هما هيكشفوا عليا ازاي؟ هو انا جالى كورونا؟ طيب العيال إيه مصيرهم وهايعيدوا من غيرى إزاى.. طب لو أنا عيانة يبقى هما اتعدوا !!".. أسئلة وخواطر كثيرة تداخلت فى ذهن الزوجة عند الوصول لمبنى المستشفى.. وبخطوات بطيئة مترددة تجاوزت البوابة الحديدية بعد أن حسمت أمرها للاطمئان على صحتها وسلامة أسرتها.

 عدة إجراءت خضعت لها الزوجة بعد اجتياز البوابة الحديدية لمستشفى العباسية فى مرحلة الكشف للتأكد من عدم إصابتها بفيروس كورونا والتى تبدأ بالتوجه إلى خيمة الفرز الجزئى وتقع بجوار البوابة والمنوط بها استقبال كل الوافدين للمستشفى بهدف استيفاء بياناتهم وقياس درجة الحرارة وسؤالهم بعض الأسئلة عن سبب حدوث تلك الأعراض و التحقق من مخالطتهم لحالات مرضية مصابة بفيروس كورونا من عدمه وذلك بهدف توجيهم للقسم المختص بحالتهم والذى سيباشر متابعة حالاتهم بعد الخضوع.

لحظات عصيبة عاشتها الزوجة خلال إجراء عملية الفرز الجزئى والتى كشفت عن عدم تواجد أعراض الإصابة بالفيروس لتطلب من زوجها على الفور "رجعنى لولادى بسرعة " والذى أكد لها تحقيق طلبها ولكن بعد التوجه إلى عيادة الاستقبال بناء على تعليمات ممرضة الفرز الجزئى للإطمئنان عليها وتشخيص حالتها وإعطائها الأدوية اللازمة بناء على ما يقررة الأطباء هناك.

" تقدر تقول أحنا البوصلة بتاعة المستشفى " .. هكذا بدأت ممرضة الفحص الجزئى العاملات حديثها خلف مكتب خشبى صغير داخل خيمة الفرز الجزئى كانت إحدى الممرضات ترتدى الزى الطبى كاملا ومنها قناع الوجة مشغولة بفحص الحالات الوافدة على المستشفى والتى تتعدى 150 حالة خلال الـ 6 ساعات فترة عملها بالمستشفى .

 وأضافت :" نعمل على استقبال الحالات بمجرد مرورهم من البوابة وذلك بعد وذلك بهدف التعرف على حالتهم المرضية عن طريق إجراء بعض الاختبارات الظاهرية ومنها قياس درجة الحرارة وسؤالهم عن مدى اختلاطهم بحالات إيجابية لفيروس كورونا من عدمه وهو الأمر الذى تصفه بالهام حتى يتسنى توجيهم للأقسام المختصة .

وأضافت :" ينبغى التفرقة بين أمرين إذا كانت الأعراض تشير لاحتمالية الإصابة بالفيروس أو مخالطته لأحدى الحالات الإيجابية المصابة يتم تحويله لقسم 7 المتخصص لاستقبال هذه الحالات أما غير ذلك فيتم توجيهه لقسم الأستقبال لأجراء الكشوفات العادية وبيان حالته من قبل الأطباء لافتة إلى أن تلك الأجراءت تعمل على اختصار الوقت على العاملين بالمنظومة الطبية والمرضى داخل المستشفى. 

 بعدة أمتار يقع عنبر 7 المخصص لحالات الأشتباه فى كورونا كانت نجلاء فتحى بقسم التمريض تتابع الحالات التى تم تحويلها للقسم وتقول شارحة خريطة التعامل مع هذه الحالات بعد استقبال الحالات المشتبه بها من خيمة الفرز يتم التعامل معهم من خلال قياس العلامات الحيوية ومعرفة التاريخ المرضى والسؤال عن مدى مخالطة حالات مرضية مصابة بالفيروس من عدمه وبعد استيفاء هذه البيانات يتم إجراء الأشعة الصدرية ، وسحب عينات التحاليل لإجراء صورة دم كاملة للتأكد من إصابتها من عدمه وهى الأجراءت التى تصفها نجلاء مؤشر فى حدا ذاته للأشتباه بإصابة المريض بكورونا بل يجب ارتباط عدة عدة أعراض ببعض حتى يتم إجراء المسحات ومنها ارتفاع درجة الحرارة فضلا عن ضيق التنفس بجانب أظهار الأشعة لوجود مشاكل فى الجهاز التنفسى فهنا يخضع على الفور يتم الإقرار بعمل المسحات .

 وفى حالة ما كانت نتيجة الفحص إيجابية يتم إبلاغ وزارة الصحة والتى تقوم بدورها بإرسال سيارات مخصصة لنقلة إلى أحدى مستشفيات العزل ، أما لو كانت نتيجة الفحص سلبية فيتم توجيهه للعزل المنزلى

لمدة 14 يوم مع إعطائه بعض التوجيهات والإرشادات الواجب أتباعها خلال العزل .

وتقول نجلاء نعمل فى ظل بالغة الظروف الصعوبة خاصة وأنك نواجه عدو خفى لا تملك عنه معلومات مسبقة ولا يوجد دواء له ويتملكنا الخوف أحيانا ليس على أنفسنا ولكن على أسرنا ومع ذلك لا نسمح لذلك الشعور أن يسيطر علينا حتى نستطيع انجاز مهمتنا المكلفين بها وهو ما عبرت عنه بقولها :" لو كلنا خوفنا وقعدنا فى البيوت مين هيعالج الناس ويتابعهم".

فى الجهة المقابلة لخيمة الفحص الفحص الجزئى يقع المعمل المكلف بعمل المسحات من المرضى وهى عبارة " عن أخذ عينة من البصاق والمخاط والحلق ". للتأكد من وجود إصابة المريض بالفيروس من عدمه.

"نحن مكلفين بأخذ المسحات من المشتبة بهم لبيان مدى أصابتهم بفيروس كورونا من عدمه ونستقبل فيما يقرب من 100 إلى 130 حالة فى الشيفت الواحد".. هكذا بدأ مصطفى خميس فنى المعمل شارحا طبيعة عمله مضيفًا:" عملننا ينطوى على قدر من الخطورة حيث يتم الأقتراب من المريض أو المشتبة بأصابته لأخذ العينات ولكننا نعتمد على الأجراءت الوقائية ومنها الملابس العازلة والماسكات والقفزات حيث لا أقوم بالعمل إلا بعد التأكد من أرتدائى الزى كامل لحمايتى من الإصابة وذلك حتى استطيع الأستمرار فى أداء مهمتى والمشاركة فى صد هذا الفيروس ومنع انتشاره على نطاق أوسع وإضافة أرقام جديدة لقائمة المصابين والوفيات.

لم يختلف الحال بالنسبة لـ محمد عبد السلام 26 كيميائى الذى  يباشر عمله فى المعمل لمدة 36 ساعة بسبب  الظروف الطارئة  لمواجهة ذلك الفيروس  وقال:" فى البداية شعرت بالقلق ليس  فزعا  من تعرضى للإصابة ولكن  تخوف من نقلها لأسرتى أو المخالطين لى ولكن مع الوقت انسحب ذلك الشعور  بسبب الشعور المسئولية الكبرى الملقاة على عاتقنا من المنتمين للمنظمة الطبية خط المواجهة الأول ضد كورونا مؤكدا  إطلاق الجيش الأبيض  على المنظومة الطبية لم يكن مجازيا فنحن بالفعل مجندون فى خدمة الوطن .

 

وأضاف " السيد" والذى يرفض  التعامل مع كورونا باعتباره من أخطر الفيروسات التى ظهرت فى الفترة الأخيرة  سوا بسبب معدل انتشاره السريع أو بسبب الوفيات معللا ذلك بقوله :"  زيادة معدلات الإصابة ليس دليل كافيا على خطورته   فهناك فيروسات سريعة الإنتشار وتسب الوفاة ومنها فيروس الأنفلونزا سواء " الخنازير أو الطيور " ولكن هناك عدة عوامل ساهمت فى  تسببت فى زيادة التفاعل مع الفيروس منها شبكة الأنترنت وتناقل الأخبار  وبعضها قد يكون غير صحيح وغير صادر عن متخصصين ، بجانب سبب أخر  وهو انتشار  خطوط الطيران التى ساهمت فى التقارب بين الدول  والتى ترتب عليها  انتقال الفيروسات فى حال تواجدها بصورة أسرع وإن كان لابد من اتخاذ الأجراءت الوقائية والحرص على التباعد الأجتماعى بهدف محاصرة الفيروس   ومنع انتشاره  سواء على نطاق أفقى بأن لا يشمل مناطق جديدة أو على نطاق زمنى بالعمل على النزول بمعدل انتشاره .

مؤكدا إنه حريص على اتباع هذه الأجراءت وتطبيقها بكل دقة خاصة فيما يتعلق بأولاده   والذين تم تغيير محل أقامتهم إلى منزل "جدتهم" والدة زوجته التى تعمل طبيبة بنفس المستشفى حتى لا يتأثر الأولاد بعمل والديهما  كأطباء فى الحميات وتوفير أقصى حماية لهما.

البساطة فى مواجهة الفيروس

 

 

بدأت السيدة الخمسينية العمر عملها فى المستشفى منذ 8 سنوات بعد أن أخذت على عاتقها  مهمة  تربية أولادها والإنفاق على تعليمهم بعد وفاة زوجها وتقول:" أنا أم وأب لأولادى ولازم أعمل أى حاجة علشان أوصلهم لبر الأمان   لافتة إلى نجاحها فى تزويج عدد من بناتها وسترتهم  فى بيوت أزواجهن بحسب  تعبيرها  مؤكدة  على سعادتها بعملها  داخل حميات العباسية بقولها:"الواحد  لازم يساعد اللى حواليه  ويقدم أى مساعدة خاصة للمرضى  وربنا بيسترها معانا".