شهدت الكرة المصرية العديد من المواهب الكروية التى تميز معدنها بأنه كالذهب لا يصدأ مهما تغير الزمن، فلا يمكن أن تسقط من ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة أسماؤهم، بفضل الأداء الرجولى والمهارى الذى قدموه على مدار تاريخهم على المستطيل الأخضر.
ثابت البطل نجم النادى الأهلى السابق، أحد هذه المواهب الكروية، ولد البطل فى 16 سبتمبر عام 1953 ولعب بفريق شركة السكر بالحوامدية قبل انتقاله للأهلى، وعرف بالحزم والصرامة خاصة فى المناصب الإدارية، ولكنه مع ذلك كان يتمتع بشعبية عريضة بين أعضاء ولاعبى وجماهير الأهلى.
منذ عام 1974 وحتى عام 1991، ظل البطل ممثلاً للفريق الأحمر فى حراسة مرماه، وكان من أبرز النجوم الذين لعب إلى جوارهم محمود الخطيب ومصطفى يونس ومصطفى عبده وغيرهم، كما تولى منصب مدير الكرة بالنادى الأحمر، وعدد من الأندية المصرية والعربية، وكان من أنجح من شغلوا هذا المنصب.
كما حقق العديد من الإنجازات على المستويات المصرية والعربية والأفريقية، وحفر اسمه كواحد من أهم حراس المرمى فى تاريخ مصر، حيث فاز ببطولة الدورى مع الأهلى 11 مرة وبطولة كأس مصر ست مرات، وبطولة كأس أفريقيا للأندية أبطال الدورى مرتين وكأس أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس ثلاث مرات.
وعلى المستوى الأفريقى كان ثابت من أبرز نجوم بطولة الأمم الأفريقية، التى استضافتھا مصر عام 1986، حيث قاد المنتخب المصرى للفوز باللقب بعد تصديه لركلتى جزاء فى مباراة نھائى البطولة أمام المنتخب الكاميرونى، كما فاز مع المنتخب بميدالية دورة الألعاب الأفريقية عام 1987، كما كان عضوا بصفوف المنتخب الذى تأھل لدورة الألعاب الأولمبية موسكو 1980 ولوس أنجلوس 1984، ولكنه لم يحالفه الحظ بالمشاركة فى أى منھما، حيث انسحبت مصر من الأولى، بينما كان مصابا فى الثانية.
استطاع حارس الأهلى أن يمنع كارثة محققة للاعبى الفريق الأحمر، فخلال فترة السبعينيات التقى الأهلى مع الإسماعيلى فى بطولة الدورى، وشهدت المباراة إحراز هدف عن طريق جمال عبد الحميد لاعب الأهلى من تسديدة قوية فى مرمى أبو ليلة حارس الدراويش، ولكن الفرحة لم تكتمل بسبب جماهير الإسماعيلية التى اقتحمت ملعب المباراة اعتراضا على قرار الحكم، وتم إلغاء المباراة، ولكن اندفعت الجماهير ضد لاعبى الأهلى حتى غرف خلع الملابس والتى كانت مغلقة لأن المباراة لم تكن قد انتهى وقتها الفعلى، وكان يتم إغلاق غرف الملابس أثناء المباراة ولا يتم فتحها إلا بين الشوطين، وبعد انتهاء اللقاء وقف اللاعبون أمام الغرف وجماهير الدراويش تقترب منهم، حتى جاء البطل واستطاع أن يكسر أحد الأبواب بقدمه لينقذ لاعبى الأهلى ويمنع كارثة محققة بسبب الجماهير.
"ثابت البطل" له العديد من المواقف التى لا تنسى ومنها بكاؤه بعد إحراز الإسماعيلى لهدف الفوز على الأهلى بمدينة الإسماعيلية حزنًا على هزيمة فريقه.
لا تنسى جماهير النادى الأهلى موقفه الأسطورى بعد إصراره على حضور مباراة القمة بين الأهلى والزمالك موسم 2005 قبل وفاته بيوم بملعب الكلية الحربية ومشاهدتها بالملعب، وأصر على التواجد وقام بتغطئة نفسه ببطنية أحضرها معه من فندق الإقامة بعد شعوره بالبرد من شدة المرض، ليتوفى بعد المباراة بساعات فى فجر الاثنين 14 فبراير 2005 فى القاهرة، متأثرًا بمرض سرطان البنكرياس الذى عانى منه كثيرًا فى صمت ولم يكن يعلم الكثيرون حقيقة مرضه بسبب ثباته وقوته.
وفى يوم 14 فبراير من 2005، رحل ثابت البطل عن عالمنا بعد صراع مع مرض سرطان البنكرياس، تاركاً تاريخاً كروياً حافلاً بالانجازات مازال محفوراً في عقول عشاق النادي الأهلي.