على عكس الفيروسات السابقة كفيروس نقص المناعة البشرية والإيبولا، أدارت الولايات المتحدة ظهرها للتحالف العالمى الذى يحارب المرض، ويسعى لإيجاد اللقاح المناسب، وقال دونالد ترامب، الأسبوع الماضى "إن هذا الفيروس سيختفى بدون لقاح ولن يظهر مرة أخرى، وذلك بعد فترة من الوقت.
و وفا لما نشر على موقع "الرؤية" الإماراتى، بسبب إصرار ترامب على أن اللقاح لن يكون ضرورياً للقضاء على الفيروس، حذر مسئولون أمريكيون من تباطؤ وصول أمريكا للقاح النهائى، على الرغم من التجارب المخبرية التى تجري.
وأدى نهج إدارة ترامب فى البحث عن لقاح، إلى استبعاد الحكومة الأمريكية من الجهود العالمية المتسارعة ضد فيروس كورونا، ما أثار مخاوف من التعثر دون دعمها.
ويعتقد العلماء فى جميع أنحاء العالم، أن البشرية فى حاجة لتحقيق العديد من لقاحات فيروس كورونا "كوفيد-19" الفعالة فى وقت قياسي.
وفى أعقاب الجهود السابقة ضد إيبولا والزيكا والإيدز وغيرها، لم تكن حينها البنية التحتية للتعامل مع عمليات اللقاح والتحصين أكثر قوة، وكانت الخبرة الأمريكية تلعب دوراً أساسياً.
ورفضت واشنطن، المشاركة فى مؤتمر عالمى دعت إليه منظمة الصحة العالمية لمناقشة التزامها بتوزيع لقاح يطور فى المستقبل ضد فيروس كورونا، وغابت أيضاً عن مؤتمر نظمه الاتحاد الأوروبى لمناقشة تعهدات دعم الأبحاث المتعلقة باللقاحات والأدوية، والذى تم فيه جمع 8 مليارات دولار لتطوير لقاح.
وأشار ستيفن موريسون الذى يدير برنامج الصحة العالمية، فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن البيت الأبيض لم يضع خطة للانضمام إلى المؤتمر العالمى حول اللقاحات المقرر فى 4 يونيو.
وقال موريسون: "إن الولايات المتحدة اختارت عدم حضور هذه الاجتماعات، ويبدو أنها تتخذ نهج أمريكا أولا".
وما تفعله يمثل خطراً ويكسر الجهود الدولية، ويخلق التوترات والشكوك وانعدام الأمن.
وتقوم العديد من المختبرات الأمريكية بعمليات البحوث لتطوير اللقاح، وفى معهد ويستار بجامعة بنسلفانيا، استخدم فريق بقيادة ديفيد وينر تكنولوجيا الحمض النووى لابتكار لقاح مرشح يمكن لعمر التخزين الطويل واستقرار درجة الحرارة، أن يسرع من توزيعه حول العالم.
بينما يستعد فريق بيتسبرغ الآن، لتطبيق التجارب السريرية، وقدم فريق آخر فى جامعة فيلادلفيا لقاحاً مرشحاً لنحو 40 شخصاً، بعد نجاح التجارب الأولية على الحيوانات.
وقال ديفيد وينر لصحيفة الجارديان "إن مجموعة العمل هذه، فى هذه المجموعة من التجارب تعطينا تفاؤلاً بأننا من المحتمل أن نرى استجابات مناعية»، يتوقع نشر نتائجه الأولى من التجارب السريرية فى يونيو.
فى حين أن الحكومة الأمريكية، قد انسحبت إلى حد كبير من القتال العالمي، فإن المختبرات الأمريكية وشركات الأدوية والمؤسسات التى تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، تشارك بشكل كامل فى الجهد الأكبر، المرتبط بالشركاء الأجانب فى السعى المشترك.
ويقول الخبراء إن جائحة فيروس كورونا، تمثل تحدياً علمياً جوهرياً، وحتى اللقاح الناجح لا يمنح مناعة طويلة المدى، ما يعنى أن الفيروس لن يهزم فى أى بقعه فى العالم حتى يهزم فى كل مكان.
وفى إشارة لأسلوب الولايات المتحدة، قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إنه يجب على الجميع حماية المجتمع، لا أحد منا فى أمان حتى نكون جميعنا فى أمان.
وبحسب العلماء، يمكن أن يتم إنتاج لقاحات ضد كورونا على نطاق واسع خلال 12 – 18 شهراً، وتقوم منظمة الصحة العالمية بتطبيق التجارب السريرية على 8 لقاحات مرشحة، بينما هناك 100 مرشح إضافى فى مرحلة ما قبل التجارب السريرية.
وهاجم الرئيس الأمريكى فى وقت سابق منظمة الصحة العالمية والصين، وأوقف الدعم المالى الذى تقدمه بلاده لصالح المنظمة.
ويرى العلماء أن ترامب، يرسل رسالة للعالم الدولي، أن أمريكا تتخذ الإجراءات بمفردها وهى أقل اعتماداً على الآخرين.
ويرى المحللون، أن أمريكا قد تكون غير مناسبة لتنفيذ برنامج لقاح جديد، وذلك بسبب الافتقار للمعايير الفيدرالية للتطعيم، وكسر نظام الرعاية الصحية، وانتشار اللامساواة.
ومن ناحيته، يرى بول ديلاماتر أستاذ الجغرافيا فى مركز كارولينا للسكان، أن اللقاح سيتم إنتاجه تدريجياً، حيث لا يمكن إنتاج 330 مليون جرعة دفعة واحدة، ويرى أن ذلك يستدعى التخطيط المسبق لحماية الضعفاء.