رد فعل تركى غير متزن على البيان الذى أصدرته 5 دول بينها مصر تحت إطار منتدى شرق المتوسط لإدانة التحركات التركية للتنقيب عن الغاز والثروات الطبيعية .
وعكس البيان التركى بحسب خبراء قدر هائل من التخبط وعدم الاتزان ومحاولة البحث عن الدور رغم أن تركيا تعلم تماما أن تحركاتها لا تستند إلى اى مشروعية قانونية أو سياسية ،حيث أنها لم تعد تملك سوى مناكفة الدول الموقعة فى ملفات أخرى كما ورد فى البيان عندما أشاروا الى تحركاتهم فى ليبيا.
الدكتور طارق فهمى استاذ العلوم السياسية أكد أن رد الفعل التركى كان انفعاليا فى ضوء التحرك المصرى الفعال ،وأضاف: "الرئيس التركى شعر بإنحسار خياراته وسيناريوهاته للتواجد فى الاقليم بعد تشكيل تكتل منتدى غاز المتوسط الذى يضم مصر ومجموعة أخرى من الدول ذات وزن فى الإقليم والعالم بالاضافة الى التهديدات التى أصبحت تواجه تركيا من جانب دول الاتحاد الأوروبى بسبب تهديداتهم لقبرص"
وأشار الى أن حالة التخبط التى أصابت إردوغان انعكست على مطالبته بإجراء حوار و تفاوض مع دول منتدى غاز المتوسط بما فيهم مصر، بالاضافة الى ان تركيا لم تجر أعمال حفر وتنقيب فى المتوسط خلال الأيام الماضية وهو ما يعنى أن هناك رغبة لديهم فى التهدئة.
وأضاف فهمى: "إردوغان يريد أن يحجز مكان له فى المتوسط وهذا الخيار أصبح ضعيف لأنه لم يعد له حلفاء فى المنطقة باستثناء إسرائيل التى تقوم علاقته معها على المصالح وهناك تباين فى المصالح فيما يخص هذا الملف "
من ناحيته يرى كرم سعيد الخبير فى الشؤون التركية ان التحرك التركى فى شرق المتوسط ليس جديدا لكن هناك تحديات كثيرة تواجه تركيا فى هذا الملف لذا فإنها سعت للطعن فى الاتفاقيات القانونية كما سعت العسكرة الأزمة ثم إثارة التوترات من خلال إتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع حكومة السراج رغم انه لا يوجد اى حدود بحرية بين الطرفين.
وأضاف:"مشكلة التحرك التركى أنه لا يستند الى اى قواعد سياسية او قانونية ولذلك فإن تشكيل غاز المتوسط كان خطوة مهمة للغاية".
من ناحيته، يقول محمد حامد الخبير فى العلاقات الدولية، إن كل خطوات إردوغان في شرق المتوسط مخالفة للقانون الدولي للبحار وتنتهك سيادة الدول و مبادئ حسن الجوار بين الدول.
وأضاف: "من صنع العداء التدخل التركي في المنطقة وتزكية الصراعات فرض سياسات الامر الواقع في قضايا الإقليم عبر الدور التركي"
وتابع: "أنتم من تحشرون انوفكم في قضايا المتوسط دون الحوار مع قبرص واليونان قبل الحديث عن القاهرة ودورها النزيه في المنطقة والتي تترفع عن الصغائر وانتم من تستعدون القاهرة لا العكس".
وأضاف:"البيان التركي الاخير بعد إدانة ٥ دول مؤثرة لتحركاتها في ليبيا والبحر المتوسط بائس وتركيا وتعلم جيدا انها تنتهك القانون الدولي وان جائحة كرورنا لم تمنع الدول من إدانة الدور التركي السلبي في المنطقة من تصدير الإرهاب الي ليبيا وانتهاك سيادة الدول في المتوسط أو بالأحرى أن تركيا أفلست دبلوماسيًا ولا يوجد أحد يقتنع بروايتها في الملف الليبي أو في غاز المتوسط".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة