"حكم الهروب من الحجر الصحي وموقف ولي الأمر من ذلك".. سؤال أجابت عنه وزارة الأوقاف، حيث أكدت أن الحجر الصحي والعزل المنزلي ضربًا من ضروب الأخذ بالأسباب، ومن ثمة فقد يهرب بعض المصابين بمرضٍ معدٍ أو وباءٍ وهو لا يعبأ بغيره، ولا يفكر فيما قد يصيب به الآخرين من عدوى فتعم البلوى على الجميع وحينئذ نفقد السيطرة .
وتابعت الوزارة في كتاب "فقه النوازل كورونا المستجد نموذجًا"، الذى أشرف عليه وقدم له وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة:"لذا غلظ الإسلام عقوبة الهاربين من الوباء سواءً أكان الهروب داخل الوطن أم خارجه، تقليلًا من انتشار الوباء، وحفاظًا على الأنفس من الهلاك، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن المقيم بالبلد التي بها الطاعون صابرًا محتسبًا كالشهيد، أي: له أجر شهيد، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْفَارُّ مِنَ الطَّاعُونِ، كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ، وَالصَّابِرُ فِيهِ لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ"، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفرار من الأرض التي بها الطاعون أو الوباء كالفرار من الزحف، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْفَارُّ مِنَ الطَّاعُونِ، كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ، وَالصَّابِرُ فِيهِ، كَالصَّابِرِ فِي الزَّحْفِ" .
وأضافت وزارة الأوقاف:"كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أن عمل المريض الذي كان يعمله قبل مرضه يجري له ثوابه، حيث يقول نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا".، ومن ثمة فإن لولي الأمر هنا أن يفرض على المصابين دخول الحجر الصحي أو العزل المنزلي عند امتناعهم أو هروبهم ؛ لأن في ذلك مفسدة ومضرة للآخرين الأصحاء.
واختتمت وزارة الأوقاف:"الخلاصة أن الحجر الصحي فيه مصلحة للمرضى والأصحاء بصفة خاصة والمجتمع بشكل عام ، كما بين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة، وسار على هديه الصحابة الأجلاء، وأننا جميعًا تحت قدر الله عز وجل فنأخذ بالأسباب ونتوكل على الله مع إيماننا بالله عزجل وحسن الظن به".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة