"خوف ووحدة وألم.. بكاء واشتياق وإرادة"، مراحل مختلفة عاشتها ياسمين لمدة 15 يوما، فكانت حياتها تسير بشكل طبيعى مثل باقى الفتيات فى عمرها، تدرس فى المنزل وتتبع اجراءات العزل المنزلى للوقاية من فيروس كورونا، ولكن المرض هو كما أطلق عليه "الفيروس الغامض"، فبرغم عدم خروجها من المنزل لمدة شهرين لكنها أصيبت بالفيروس عن طريق والدها الذى أصيب به وعولج منه دون أن يعلم.
تفاصيل 15 يوما قضتها بين المستشفيات وأيام الحجر الصحى روتها ياسمين أحمد طالبة بكلية التجارة جامعة القاهرة وتبلغ من العمر 22 عاما لـ اليوم السابع، وقالت:"حياتى كانت طبيعية جدا وأتبع اجراءات العزل المنزلى ولكن مرة واحد أحسست بألم شديد فى الرأس وصداع مزمن، اعتقدت أنه ألم عادى يمر مع الوقت، بدأت حرارتى ترتفع و لمدة 6 ايام كانت حرارتى 39.5 مع ألم شديد فى الجسم وقىء واحتقان وسعال".
وأضافت: فى اليوم السادس من بداية الاعراض ازداد التعب مع ضيق فى التنفس، فورا ذهبت لمستشفى الحميات بإمبابة وبدأت الفحوصات والأشعات وتركيب المحاليل وجهاز للتنفس واتضح فى الأشعة اننى اعانى من التهاب رئوى شديد واشتباه فى كورونا، وعملت مسحة كورونا واتحجزت فى المستشفى".
ياسمين .
واستطردت حديثها قائلة "رغم عدم خروجى من المنزل ولكن ربطنا الاحداث ببعضها واكتشفنا ان اصابتى كانت من والدى فهو الوحيد الذى كان يخرج من المنزل بحكم عمله وتعرض لدور حساسية شديدة وذهب للطبيب وتناول أدويته المعتادة فى الحساسية وخوافض الحرارة مع السوائل والحمد لله اختفت الاعراض ، ولكن انتقلت لى دون أن ندرى بذلك ، ولان مناعتى كانت ضعيفة تمكن الفيروس منى".
تضيف: "كنت خايفة اتبهدل فى المستشفى بس الوضع كان مختلف"، هو ما قالته ياسمين عن خوفها الشديد بعد حجزها بالمستشفى حتى ظهور نتيجة التحليل، وقالت:" كنت خايفة من المستشفى بس الحمد لله الممرضة نقلتنى اوضة حلوة جدا ونظيفة وادونى أدوية وحقن مضاد حيوى وركبولى جهاز التنفس وبقيت احسن من الاول شوية ، وبعدها قالت الممرضة لـ والدى ان عندى فيروس كورونا ولازم استنى فى المستشفى، ماما هى اللى جت وبلغتنى الخبر وقالتلى "اى حاجة ربنا بيجبهالنا حلوة صح"، وبلغتنى ان عندى فيروس كورونا، ودى كانت من اصعب اللحظات اللى مريت بيها وكنت بعيط كل يوم مش عشان خايفة من الفيروس لكن خايفة ابعد عن بابا وماما واختى".
اثناء رحلة انتقالها من المستشفى
وتابعت: وسط خوف وذعر اخبرنى الأطباء اننى سانتقل لمستشفى العلميين وذلك بعد قضاء ثلاثة أيام فى مستشفى الحميات بإمبابة، وكانت من أكثر اللحظات المرعبة عندما جاء المسعفون لينقلونى للمستشفى دون وجود أمى وابى بجانبى، فكان الممرضون والاطباء يدعون لى ويشجعونى دائما".
وقالت ياسمين:"أثناء انتقالى من مستشفى الحميات إلى مستشفى العلميين كنت أشعر بالخوف والرعب والوحدة، ولكن شعرت بالاطمئنان عندما وصلت للمستشفى ورأيتها نظيفة جدا ومريحة، ومن هنا بدأت رحلة اخرى من العلاج واجراء الفحوصات والاشاعات والتحاليل".
واضافت: "كنا ثلاثة مرضى فى الغرفة ولكن نتبع الاجراءات الوقائية ونرتدى الكمامة دائما مع غسل اليدين باستمرار والتعقيم، كانت معاملة التمريض والاطباء كويسة جدا معانا كلنا وبيهتموا بالاكل والادوية والنظافة، كان لينا ثلاث وجبات فى اليوم فطار وغذا وعشا فيهم دايما خضار وفاكهة وسوائل دافئة وعصائر،وكانوا بيهتموا بينا كلنا وعلى مدار اليوم يقيسوا الحرارة والضغط وكنا بناخد ادوية تقريبا 15 قرص فى اليوم منهم بارامول وكبسولات فيتامين سى، وكانت معايا فى نفس الاوضة ست كبيرة فى السن لكن حالتها كانت سيئة بسبب عدم الاكل، واللى اكتشفته ان الاكل بيقوى المناعة وبيساعد على العلاج لانى كنت باكل كويس عنها وده ساعدنى اخف بسرعة".
واستكملت حديثها:"اللى طمنى أكتر هو معاملة الاطباء والتمريض واهتمامهم بينا وبالنظافة والتعقيم حتى الحالة النفسية كانو بيحاولو يخففوا عننا ، كنت افضل اصلى وادعى انى اخرج واخف، والحمد لله عملولى المسحة التانية وطلعت سلبية وكانت دى اسعد لحظة مريت بيها، ومن هنا انتقلت غرفة تانية لوحدى بتطل على البحر وكنت ساعتها فرحانة انى اخيرا شفت البحر، وكنت منتظرة تقرير الخروج من المستشفى زى اللى مستنى الافراج من السجن".
"آخر يوم فى المستشفى الأطباء والتمريض باركولى وكنت فرحانة جدا واول ما روحت البيت اتصل بيا مفتش وزارة الصحة فى منطقتى و كان بيطمن عليا و بيطمن ان عيلتى كويسة و مش تعبانه او حاسه بأى عرض من اعراض كورونا".
وانهت حديثها قائلة "عاوزة اقول للناس متستهتروش بالموضوع ومتخرجوش من البيت إلا للضرورة، انت ممكن ميحصلكش حاجة لكن أهل بيتك ممكن يتأذوا خلو بالكم من نفسكم ومن عيلتكم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة