استطاعت المؤسسات الدينية المسيحية من مختلف الطوائف، استغلال أوقات الحظر والإغلاق بسبب الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا، فى الانتهاء من أعمال الترميم و الصيانة خاصة للكنائس الأثرية، وعلى الرغم من أعمال الترميم والصيانة بها قد بدأت قبل أزمة "كورونا"، الا أن عملية الإغلاق قد ساهمت فى سرعة الانتهاء من تلك الأعمال خاصة مع توقف الصلوات والقداسات، واستقبال المصليين.
فقد أعلنت بطريركية الروم الأرثوذكس، عن افتتاح كنيسة القديس نيقولاوس بالإسكندرية بعد الترميم، حيث أقيم القداس الإلهى بحضور البابا ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا، فى كنيسة القديس نيقولاوس بمنطقة الإبراهيمية بالإسكندرية لأول مرة بعد 11عاما وذلك بعد ترميمها.
وأشار بيان بطريركية الروم الأرثوذكس الصادر، أن الافتتاح تزامن ذلك مع إحياء ذكرى نقل رفات القديس نيقولاس إلى البطريركية فى الإسكندرية بعد القداس الإلهى أقام البابا ثيودروس الصلوات الخاصة بتبريك الكنيسة.
وترجع الأهمية التاريخية لتلك الكنيسة إلى أنها أنشأت قبل 121 عامًا بالضبط، فى عام 1899، من قِبَل المحسن الكبير قسطنطين جوجو وزوجته ماريوجا، والتى تبعد مائة متر عن البحر المتوسط على اسم القديس نيقولاوس شفيع البحارة لتكون مكرسة للبحارة اليونانين، الذين كانوا يصلون إلى الإسكندرية، فى الماضي، فيرون من بعيد القبة صغيرة للكنيسة وبرج جرسها.
وقد حضر القداس الإلهى المتروبوليت ناركيسوس مطران نفقراطيس والوكيل البطريركى بالإسكندرية، وأسقف تاميثيوس السيد جيرمانوس، وسكرتير المجمع المقدس الأرشمندريت نيقوديموس توتكاس، والكهنة برنابا وسبيريدون وكريستوفر.
وبهذه المناسبة قدم البابا ثيودروس عصا رعاية إلى المتروبوليت ناركيسوس، قائلا له: "متروبوليت ناركيسوس، خذ هذه لأنك تستحق ذلك فإنك تحملت مسؤلية متابعة وإشراف ترميم الكنيسة، ولأنك تحترم مؤسسة بطريركتنا كجندى شجاع لكنيستنا كما أنك ستكون مسؤولا عن الصلوات والخدمات فى هذه الكنيسة المقدسة".
بالمقابل رد ناركيسوس قائلا: "أشكركم يا صاحب الغبطة لأنك منحتنى الفرصة لأكون مفيدا لكنيستنا الإسكندرية، وحضر افتتاح الكنيسة القنصل العام لليونان فى الإسكندرية أثاناسيوس كوتسيونيس، ورئيس الجالية اليونانية فى الإسكندرية إدموندوس قاسيماتيس، ونائب رئيس أخوية القبرصيين جورجيا ماستوريديس، ورئيس المؤسسة الثقافية اليونانية الهيلينية السيد فاسيليس فيليباتوس.
وكرم صاحب الغبطة بشكل خاص نيكولاس الفثيريو الإسكندري، الذى دعم دائمًا هذه الكنيسة التاريخية بكل قوته، كما شكر بطريرك الإسكندرية القنصل العام لليونان، كما افتتح البابا ثيودوروس بحضور الجميع قاعة ومكتبة الكنيسة.
وفى نفس السياق أعلنت الكتدرائية المرقسية بالإسكندرية "أول كنيسة أنشأت فى أفريقيا "، عن انتهاء أعمال ترميم الكنيسة، من خلال بعثة يونانية متخصصة فى أعمال الترميم، حيث شملت الأعمال، ترميم الايقونات البيزنيطية القديمة و حامل الايقونات الرخامى بالكنيسة، وإعادتة الى صورتة الاولى، والهياكل التى أصابتها الرطوبة، وواجهات الكنيسة، وتنظيف الاسقف و الحوائط وجلى الارضية الرخام و صيانة جميع دكك الكنيسة الخشبية، كما تم ترميم أيقونتين بالحجم الكبير للقديس الانبا أثناسيوس و الباباكيرلس عامود الدين بتقنية الموزاييك من الاحجار الطبيعية.
وأكد نادر مرقس مسؤل العلاقات العامة بالكتدرائية المرقسية بالاسكندرية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" على أن الكنيسة حرصت على الحفاظ على الطابع الاثرى للكنيسة و عدم تغيير تلك المعالك الأثرية خلال عملية الترميم، موضحا أن الايقونات القديمة وحجاب الهيكل الاثرى يرجع تاريخهما لاى عام 1870 م، لافتا الى أن الاب إبرام إميل الوكيل البابوى بالإسكندرية، قد قام بالتنسيق مع لجنة يونانية متخصصة فى ترميم الآثار، واستغرقت الأعمال نحو عام كامل فى ترميم الايقونات و حجاب الهيكل، وهى أيقونات زيتية أثرية بتكلفة 5 مليون جنيه، مع تركيب تكييف مركزى جديد للحفاظ على مبنى الكنيسة الآثرى بتكلفة إجمالية لأعمال الترميم نحو 10 مليون جنيه
وقال نادر مرقس على أن أعمال الترميم قد بدأت فى 2017، واستغرق ترميم الايقونات فقط نحو عام كامل، فيما تم استكمال باقى أعمال الصيانة والترميم حتى تم الانتهاء منها.
وتعد الكنيسة المرقسية بالإسكندرية هى أقدم وأول كنيسة أنشأت فى أفريقيا، حيث أنشئت بمنزل صانع أحذية مصرى يدعى "أنيانوس" وهو أول المؤمنين بالمسيحية، وقد حول منزله إلى كنيسة، لتكون بمثابة أول كنيسة بقارة أفريقيا وانتشر منها الإيمان المسيحى إلى باقى الدول الإفريقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة