شهدت الكرة المصرية العديد من المواهب الكروية التى تميز معدنها بأنه كالذهب لا يصدأ مهما تغير الزمن، فلا يمكن أن تسقط من ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة أسماؤهم، بفضل الأداء الرجولى والمهارى الذى قدموه على مدار تاريخهم على المستطيل الأخضر.
محمد ابراهيم الزاتى وشعرته "بوبو" أحد هذه المواهب الكروية، بدأ بوبو مشواره الكروى عندما التحق بنادى حى الأزريطة فى نهاية الخمسينات، ثم انتقل بعدها إلى فريق دار السودان.
تقدم "بوبو" للاختبارات بنادى الاتحاد السكندري، ولكن فى كل مرة يفشل فى إثبات ذاته ويتم رفضه بداعى أنه لا يصلح للعب كرة القدم، ويأس "بوبو" من تحقيق حلمه، إلى أن توسط له المقاول محمد عباس لدى إدارة النادى لينضم إلى الاتحاد، ثم يتم اكتشافه عن طريق كمال الصباغ، المدير الفنى حينها، ويبدأ من وقتها مشواره مع الفريق السكندري، بعد أن حصل الاستغناء الخاص به من دار السودان.
بوبو
في أواخر عام 1964 شارك بوبو مع زعيم الثغر وذلك في مباراة الاتحاد السكندري أمام اتحاد السويس، والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، ليسطر اسمه كواحد من أفضل مدافعي الاتحاد وقتها وينضم بعدها إلى المنتخب الوطني ولم يخرج منه إلا عند اعتزاله في الثمانينيات، واستمر مع الفريق حتي عام 1984.
ونجح طوال مسيرته في الفوز بلقبين لكأس مصر مع "سيد البلد" كانت الأولى عام 1973 عندما فاز الاتحاد على الأهلي بنتيجة 2-1 وعام 1976 أيضًا على حساب النادي الأهلي في المباراة التي انتهت بنتيجة 1-0
ونجح في الحفاظ على موقعه الأساسي بتشكيلة الفريق طوال سنوات طويلة وهو ما فعله مع المنتخب الأول، واشتهر "بوبو" بأنه كان يشارك في مهرجانات اعتزال نجوم مصر، وكانت اللقطة الأشهر تتمثل في حمل لاعب الاتحاد السكندري الأسبق للاعب المعتزل لتحية الجماهير.
بوبو والمعلم
من الوقائع الطريفة في كرة القدم المصرية عموما ومشوار بوبو على وجه التحديد هي مشاركة الأخير في مباراة مع منتخب مصر أمام السودان بحذاء يتكون من "فردتين شمال"، وأخذ بوبو الحذاء إلى الملعب ليكتشف هذا الخطأ في ملعب المباراة، حيث رفض الإفصاح عن ذلك للمدير الفني للمنتخب حينها محمد الجندي حتى لا يتم استبعاده من التشكيل، وقدم اللاعب الكبير واحدة من أفضل مبارياته بقميص الفراعنة.
رغم تعرضه لإصابة قوية بسبب "بوبو" إلا أن محمود الخطيب لاعب منتخب مصر والأهلي السابق، وصف نجم الاتحاد بأنه "أطيب شخص قابله طوال مشواره الكروي"، وسرد رئيس الأهلي الحالي قصة الإصابة التي تعرض لها بسبب بوبو، حيث قال إنه في إحدى المباريات التي جمعت بين الأحمر والاتحاد السكندري، كانت هناك كرة مشتركة بينهما ليقوم لاعب زعيم الثغر برفع قدمه نحو الكرة إلا أنها اصطدمت في عظمة الترقوة لنجم القلعة الحمراء، وأدت تلك الضربة إلى سقوط الخطيب أرضاً ليُفاجأ وقتها بأن بوبو يمازحه مؤكدا أنه أسقط الثروة القومية، ما أدى لدخولهما في نوبة ضحك هستيرية.
خاض بوبو تجربة احتراف وحيدة في نادي الطائي السعودي عام 1977، بناء على رغبة محمود القاضي رئيس نادي الاتحاد السكندري في ذلك الوقت بعد أن تسبب بوبو في إصابة قوية لمحمود الخطيب، ولم تستمر التجربة سوى موسم واحد فقط، وأطلقت عليه الجماهير السعودية حينها لقب (الفك المفترس) بسبب أدائه القتالي في الملعب.
