أعربت نقابة أطباء لبنان، عن خشيتها البالغة من خطر وصول البلاد قريبا إلى موجة إصابات ثانية من فيروس كورونا، لاسيما بعد التخفيف التدريجى للقيود والتراخى المجتمعى وعدم الالتزام بإجراءات الوقاية، داعية الدولة اللبنانية إلى التشدد فى تطبيق التدابير الوقائية والصحية لمنع وصول البلاد إلى مرحلة العدوى المجتمعية.
وقال نقيب الأطباء فى لبنان شرف أبو شرف، فى مؤتمر صحفى عقده ظهر اليوم بحضور عمداء كليات الطب فى لبنان عقب اجتماع لهم – إن هناك حالة من الفوضى وعدم التقيد بالإجراءات الصحية المفروضة على متن الطائرات فى رحلات عودة المغتربين اللبنانيين من الخارج.
وأعرب عن دهشته الشديدة، إزاء "تراخى المواطنين اللبنانيين فى تطبيق الإجراءات الوقائية وعدم التزام الإرشادات الصحية، وانتقالهم إلى الحياة الطبيعية العادية، وكأن وباء كورونا قد زال، وانتفى خطر تفشى العدوى".
وأشار إلى أن الأطباء اللبنانيين، يرون وجوب منع التجمعات بالكامل، والتريث فى رحلاء الطيران لإجلاء المغتربين من الخارج، مع عدم السماح بالرجوع لأى شخص من دون خضوعه للفحص المخبرى المسبق للكشف عن فيروس كورونا (بى سى آر) قبل صعود الطائرة على أن يُجرى فحصا ثانيا فى مطار بيروت.
وأكدوا أهمية التشدد فى تطبيق الحجر الإلزامى لمدة أسبوعين على الأقل فى الأماكن التى تحددها الدولة، وتأجيل فتح المدارس والجامعات ودور الحضانة، وإعادة النظر فى قرار فتح المجمعات والمحال التجارية الكبرى والمطاعم ودور العبادة، ووضع خطة منظمة وصحية لعودة دورة الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وفرض عقوبات وغرامات على المخالفين الذين يتسببون بالضرر والأذى لغيرهم ولأنفسهم.
على صعيد متصل، اعتبر النائب عاصم عراجى رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب اللبناني، أن الإغلاق العام للبنان لمدة 4 أيام، من شأنه أن يساهم فى رصد حالات الإصابة بفيروس كورونا والمخالطين لها، غير أنه لا يحد من انتشار الفيروس خصوصا وأن فترة حضانته تصل إلى 14 يوما.
ودعا عراجى – فى حديث لإذاعة (صوت كل لبنان) – إلى إعادة تقييم عمليات الإجلاء للبنانيين المغتربين، بحيث تقتصر على الحالات الملحة مثل الطلاب الذى لا تصلهم التحويلات المالية وبشرط التزام الحجر المنزلى لمدة أسبوعين، وذلك بعدما تبين فى الفترة الأخيرة أن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس سببها العائدين من الخارج.
وسُجلت فى لبنان حتى الآن 878 حالة إصابة بفيروس كورونا، إلى جانب وفاة 26 شخصا جراء إصابتهم بالفيروس.
وتصاعدت وتيرة الإصابات بالفيروس فى لبنان فى غضون الأيام القليلة الماضية، على نحو اضطرت معه الحكومة اللبنانية أمس إلى اتخاذ قرار بالإغلاق الكامل للبلاد لمدة 4 أيام متتالية، تبدأ من اليوم وحتى صباح الإثنين، فى محاولة لاحتواء وباء كورونا وتدارك انزلاق لبنان إلى مرحلة التفشى المجتمعي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة