سعيد الشحات يكتب: معارك التنوير .. ثلاثية طه حسين ضد الظلاميين .. الشعر الجاهلي عام 1926 .. رفض الفصل بين طلاب وطالبات الجامعة المصرية 1932 .. تهديد بالاستقالة من عمادة كلية الآداب بسبب خضوع الحكومة للإخوان

الخميس، 14 مايو 2020 02:05 م
سعيد الشحات يكتب: معارك التنوير .. ثلاثية طه حسين ضد الظلاميين .. الشعر الجاهلي عام 1926 .. رفض الفصل بين طلاب وطالبات الجامعة المصرية 1932 .. تهديد بالاستقالة من عمادة كلية الآداب بسبب خضوع الحكومة للإخوان عميد الأدب العربى طه حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

(1) محمد بك نور وكيل النيابة يقرر حفظ التحقيق فى قضية «الشعر الجاهلى" ويرفض تقرير شيخ الأزهر ..ويؤكد :" لايجوز انتزاع عبارات من موضعها وإنما يجب مناقشتها في سياقها حسبما وردت" 

 
"غرض المؤلف لم يكن مجرد الطعن والتعدى على الدين، بل إن العبارات الماسة بالدين التى أوردها فى بعض المواضع من كتابه، إنما أوردها فى سبيل البحث العلمى مع اعتقاده أن بحثه  يقتضيها ، حيث إنه من ذلك يكون القصد الجنائى غير متوفر، تحفظ القضية إداريا".
 
هكذا اختتم «محمد نور بك» رئيس نيابة مصر قراره فى قضية «الشعر الجاهلى» يوم 30 مارس المتهم فيها الدكتور طه حسين، وفقا لنص القرار المنشور في «مجلة القاهرة، 1995»،
ضمن عددها الخاص عن هذه الأزمة التى شهدتها مصر عام 1926"
 
 
بدأ «نور بك» تحقيقاته فى القضية يوم 19 أكتوبر سنة 1926، ووفقا لقرار النيابة، فإن التحقيقات تمت نتيجة بلاغ تقدم به الشيخ خليل حسنين الطالب بالقسم العالى بالأزهر لسعادة النائب العمومى يوم 30 مايو 1926، يتهم فيه الدكتور طه حسين الأستاذ بالجامعة المصرية بأنه ألف كتابا أسماه «فى الشعر الجاهلى»، ونشره على الجمهور، وفى هذا الكتاب طعن صريح فى القرآن العظيم، حيث نسب الخرافة والكذب لهذا الكتاب السماوى الكريم".
 
 كشف قرار النيابة أنه بتاريخ 5 يونيو سنة 1926، أرسل فضيلة شيخ الأزهر لسعادة النائب العمومى خطاباً يبلغ به تقريرا رفعه علماء الجامع الأزهر عن الكتاب، يتهمونه بأنه «كذب فيه القرآن صراحة، وطعن فيه على النبى صلى الله عليه وسلم، وعلى نسبه الشريف، وأهاج بذلك ثائرة المتدينين، وأتى فيه بالنظم العامة ويدعو الناس للفوضى، وطلب تقديمه للمحاكمة، وفى 14 سبتمبر 1926 تقدم «عبد الحميد البنان» عضو مجلس النواب ببلاغ يتهم فيه طه حسين بالطعن والتعدى على الدين الإسلامى".
 
 كان «طه حسين» خارج مصر، وأرجأت النيابة بدء التحقيقات لحين عودته، لكنه يصور موقفه منها فى كتابه «رحلة الربيع والصيف »: «سافرت على كره من قوم لو استطاعوا لأمسكونى فى مصر، وأنا الآن أسافر رغم هذا الشيخ الذى نهض فى مجلس الشيوخ يستصرخ المسلمين، ويستغيث برئيس الوزراء على-لأنى-فيما زعم مسخروه -عرضت الدين للخطر".
 
عاد «حسين»، وبدأت التحقيقات يوم 19 أكتوبر 1926 حول أربع اتهامات هى: «المؤلف أهان الدين الإسلامى بتكذيب القرآن فى إخباره عن إبراهيم وإسماعيل، والزعم بعدم إنزال القراءات السبع من عند الله، وإنما قرأتها العرب حسب ما استطاعت »،أما الاتهام الثالث فهو :«طعن المؤلف فى كتابه على النبى صلى الله عليه وسلم، طعنا فاحشا من حيث نسبه، والاتهام الرابع: أن المؤلف أنكر أن للإسلام أولية فى بلاد العرب وأنه دين إبراهيم".
 
يوضح «نور» طريقته فى التحقيقات :«أخذنا فى دراسة الموضوع بقدر ما سمحت لنا الحالة»، ويتحدث عن مبدأ مهم وهو :«من حيث إن العبارات التى يقول المبلغون إن فيها طعنا على الدين الإسلامى، إنما جاءت فى كتاب فى سياق الكلام على موضوعات كلها متعلقة بالغرض الذى ألف من أجله، فلأجل الفصل فى هذه الشكوى لا يجوز انتزاع تلك العبارات من موضعها، والنظر إليها منفصلة، وإنما الواجب توصلا تقديرها تقديراً صحيحاً بحثها حيث هى فى موضوعها من الكتاب ،ومناقشتها فى السياق الذى وردت فيه ،وبذلك يمكن الوقوف على قصد المؤلف منها وتقدير مسؤوليته تقديرا صحيحا".
 
وطبقا لهذا النهج ،استمع «نور» إلى دفاع طه حسين، ولما سأله، حول ما إذا كان استنتج الكلام الذى جاء فى كتابه أم نقله من غيره، أجاب :«هذا فرض فرضته دون أن أطلع عليه فى كتاب آخر، وقد أخبرت به بعد أن ظهر الكتاب أن شيئا مثل هذا الغرض يوجد فى بعض كتب المبشرين، ولكنى لم أفكر فيه حتى بعد ظهور كتابى»، وقال إن كلامه ليس فيه طعن فى نسب النبى، وأنه لا ينكر أن الاسلام دين إبراهيم، ولا أنه له أولية فى بلاد العرب، وأن ما ذكره هو رأى القصاص فقد أنشأوا حوله كثيرا من الشعر والأخبار»، وعن القراءات السبع المجمع عليها قال :«إن القرآن نزل بلغة قريش، ولكن القراء من القبائل لم يكادوا يتناولونه بلهجاتهم حتى أمالوا فيه حيث لم تمل قريش»، وحول اتهامه بالطعن فى الدين، قال: «ما ورد فى كتابه هو على سبيل البحث العلمى من غير تقيد بشىء، وأنه كمسلم لا يرتاب فى وجود إبراهيم وإسماعيل، ولا فيما جاء عنهما فى القرآن".
لم يكن قرار النيابة بحفظ التحقيق فى القضية هو نهاية المطاف لهذا الكتاب ،فحسب «الدكتور محمد حسن الزيات» فى كتابه «ما بعد الأيام» :«يعود الأستاذ إلى كتابه يرفع منه فصلا ويضيف إليه فصولا، ويصدره بعنوان جديد".
 
 

(2) طه حسين يرد علي الاحتجاجات ضد صور اختلاط الطلاب حوله بالجامعة:" لا أعرف في القرآن ولا في السنة نصا يحرم علي الفتيان والفتيات أن يجتمعوا في حلقة من حلقات الدرس حول أستاذهم  

 
يروي أحمد لطفي السيد أول رئيس لجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة )، أنه في أول سنة لافتتاح الجامعة طلب منه بعض عمداء الكليات قبول البنات الحائزات علي البكالوريا (الثانوية العامة )فيها، وذلك استنادا إلي أن وزارة المعارف أوفدت بعثة إلي إنجلترا من اثني عشر مدرسة من معلمات الوزارة عام 1925، فقال لهم، أن هذه المسألة شائكة، وأشك في رضي الحكومة عنها، ويضيف السيد في مذكراته "قصة حياتي":"قررنا فيما بيننا أن نقبل البنات الحائزات علي البكالوريا، من غير أن تثار هذه المسألة في الصحف أوفي الخطب حتي نضع الرأي العام والحكومة أمام الأمر الواقع، وقد نجحنا في ذلك".
 
 يؤكد "لطفي السيد، أنه بعد السير علي هذا النهج عشر سنوات حدث ما كان يتوقعه وهو:" قامت ضجة تنكر علينا هذا الاختلاط "، فمتي وقعت؟ ومن كان ينفخ فيها؟
 
يتتبع الدكتور رءوف عباس في كتابه "تاريخ جامعة القاهرة" هذه القضية من بداياتها مشيرا إلي أن "لطفي السيد" تعاون علي إنجاح المشروع بإبقائه طي الكتمان، واعتمدوا علي أن القانون الأساسي للجامعة يبيح التحاق "المصريين بها" وهو لفظ الجمع الذي يشمل البنين والبنات، وفي عام 1929 التحق بالجامعة 17 طالبة منهن ثمان طالبات بكلية العلوم وأربعة بكل من الآداب والطب، وطالبة واحدة بكلية الحقوق، ويضيف "عباس" أنه رغم أن دعاة التخلف باسم المحافظة علي التقاليد كانوا أعلي صوتا وأكثر تأثيرا علي بسطاء الناس، فإن ذلك لم يفت في عضد أولئك الرواد الذين كانت مصر ومستقبل مصر في ضميرهم، وعاما بعد عام، أخذت أعداد الطالبات في التزايد بالقدر الذي يتناسب مع الظروف الاجتماعية في مصر في الثلاثينيات ، ففي عام 1935 بلغ عدد الطالبات في كلية الآداب 37 طالبة مقابل (312 طالبا ) ، وفي العلوم 14 طالبة مقابل 380 طالبا، وفي الطب 34 طالبة مقابل 984 طالبا ، وفي الحقوق ثلاث طالبات مقابل 988 طالبا، وكان قبول الطالبات ب"طب الأسنان" عام 1932 وب"الصيدلة " عام 1936 وب" التجارة " عام 1935، ومنذ عام 1945 فتحت كليات الهندسة والزراعة والطب البيطري أبوابها أمام الطالبات.
 
كان هناك من يترصد هذا التوجه، فأثار ضجة ضدها وحسب رءوف عباس، فإن الأصوات ارتفعت في البرلمان تهاجم الاختلاط، فقدم النائب عبد الحميد سعيد(مؤسس جمعية شبان المسلمين ) استجوابا في فبراير 1932 لوزير المعارف بمناسبة نشر جريدة الأهرام صورة للدكتور طه حسين وحوله لفيف من الطلبة والطالبات، فعبر النائب عن دهشته لنشر مثل هذه الصورة، بعد أن صرح الوزير بأنه "لايسمح بالاختلاط الجنسي في معاهد التعليم"، وعد النائب نشر الصورة دليل علي "عدم احترام الشعور الديني والآداب القومية"، ورد الوزير علي الاستجواب بأن الصورة أخذت في اجتماع بنادي طلبة الجامعة، وأن الجامعة قد نبهت علي الطالبات بعدم دخول هذا النادي، وعلي ذلك فلن يتكرر ماحدث".
 
مع انتشار حركة الإخوان بين صفوف طلاب الجامعة، بدأت إثارة الموضوع، ويعتبره رءوف عباس"جزء من الصراع السياسي بين الوفد والقصر عندئذ"، ويضيف :"أثار بعض الأزهريين قضية الاختلاط، كما انضم إليهم بعض شباب الإخوان داخل الجامعة، فتقدم بعض طلبة الحقوق بمذكرة إلي مدير الجامعة، وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس يطالبون فيها بتخصيص جانب من المناهج الثقافية الدينية في جميع الكليات، وبتوحيد زي الطلبة وتمييز كل كلية بشارة خاصة يحملها الطلاب وتوحيد زي الطالبات وفصلهن عن الطلبة، وتخصيص دراسة خاصة بهن، وتقدم بعض طلبة كلية الطب وكلية التجارة بمذكرتين بنفس المعني إلي إدارة الجامعة "،يضيف "عباس"، أن الأزهر رمي بالقفاز في وجه الجامعة فنشر الأهرام حديثا لشيخ الأزهر عبر فيه عن سروره بالمذكرة التي قدمها الطلاب، وكان لهذا الحديث أثره في إثارة طلبة الأزهر فقاموا بمظاهرات تأييد للمطالبين بعدم الاختلاط بتشجيع من شيوخ كليات الأزهر .
 
 
 تصدي الدكتور طه حسين عميد كلية الآداب لكل ذلك في حديث لجريدة "المصري" يوم 13 مارس 1932 ، قال فيه، أن إثارة المسألة تهدف إلي خلق متاعب للحكومة الوفدية في وقت نريد فيه أن تثبت استقلالنا وحياتنا الدستورية الداخلية، وعدا ذلك مخالف للذوق وما تقتضيه الوطنية ، وقال أنه لا يعرف في القرآن ولا في السنة نصا يحرم علي الفتيات والفتيان أن يجتمعوا في حلقة من حلقات الدرس حول أستاذ يعلمهم العلم والأدب والفن، وأن الجامعة لم تحدث حدثا، ولم تخرج علي نص من نصوص الدين، وأبدي تعجبه لأن الفتيان والفتيات كانوا يجتمعون في دروسهم الجامعية في عهد الحكومات السابقة، فهل كان المطالبون بهذا نائمين في العهد الماضي ثم استيقظوا في هذه الأيام ؟.
 
وهاجم طه حسين، الدكتور منصور فهمي عميد الآداب السابق لكتابة مقالا ضد الاختلاط، لأن الاختلاط كان موجودا أثناء وجوده في عمادة الآداب، فلم يبد اعتراضا عليه، كما شن هجوما علي الأزهريين الذين لم يعارضوا في  مسألة الاختلاط في عهود صدقي باشا وعبد الفتاح يحي باشا وتوفيق نسيم باشا وعلي ماهر باشا، مما يعني أن الهدف من الحملة سياسي محض، وقال إن الدستور لا يبيح للحكومة أن تحرم التعليم العالي علي الفتيات بأية حال من الأحوال، والظروف المالية لا تبيح للحكومة أن تنشئ جامعة خاصة للبنات، وأعلن أن الجامعيين لا يتلقون أمرا من معهد آخر مهما كان شأنه، وليحترم الأزهر استقلال الجامعة كما تحترم الجامعة استقلال الأزهر، وطالب الأزهريين بأن يتركوا مسألة الدين للطلبة أنفسهم "فليس بين طلاب الجامعة قاصرا ولا عاجزا عن تثقيف نفسه في الدين، والكليات ليست مدارس ابتدائية ولا ثانوية ، وإنما طلاب الكليات راشدون يستطيعون أن يتعلموا الدين إن أرادوا"
 
 

(3) طلاب الإخوان يهتفون في كلية الآداب بسقوط الأعمي بسبب سماحه بتدريس كتابي "جان دارك " وأحاديث خيالية " لطلاب قسم اللغة الإنجليزية .. ويفتخرون بأنهم جهزوا مصلي في الكلية واشتروا قباقيب للطلاب 

 
كان الطلاب يستمعون باهتمام إلي المحاضرة في المدرج الكبير بكلية الآداب في الجامعة المصرية "القاهرة "، وفجأة اقتحم المدرج عدد من الشباب من خارج الجامعة يهتفون بسقوط الكلية ، وحياة الإسلام، وحسب كتاب "ما بعد الأيام" للدكتور محمد حسن الزيات وهو زوج ابنة طه حسين ووزير خارجية مصر أثناء حرب أكتوبر 1973، فإن إدارة الكلية استنجدت ببوليس الجيزة، ولكن البوليس اعتذر بحجة أنه ليس لديه قوة تستطيع حماية الكلية، واقتحم المهاجمون المدرجات وقاعات البحث، وصعدوا سلم الكلية متجهين إلي غرفة العميد ( طه حسين ) يهتفون بسقوط العميد الأعمي، وحاولوا اقتحام حجرته وهو فيها وحده، فيوقفهم بعض السعاة والموظفين وعدد من الطلاب خرجوا من محاضراتهم وأسرعوا يحمون غرفة "العميد "،ويرتفع الضجيج من المهاجمين وتتعالي الهتافات، وبعضها قبيح شديد الإسفاف مهين للطلبة جارح للطالبات، وأخيرا يتمكن طلاب الآداب وموظفوها من إجلاء المهاجمين .
 
لماذا كان هذا الهجوم الذي وقع يوم"21 مارس 1939" بحسب تأكيد "الزيات"..الإجابة تبدأ من حيث اختيار قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب لطلابها قراءة كتاب "جان دارك" للمؤلف البريطاني الشهير "برنارد شو" وكتاب "أحاديث خيالية "ل"لاندرو"، وأدي هذا الاختيار إلي غضب البعض فقدموا شكاوي إلي مدير الجامعة تتحدث عن أن في هذين الكتابين مس بالعقيدة وإهانة للإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام.
 
أثار طه حسين هذه القضية في اجتماع لمجلس كلية الآداب يوم 13 مارس 1939،مؤكدا أنه قال لمدير الجامعة عدم قبوله لذلك، وأنه لن يتردد في منع قراءة الكتابين إذا وجد فيهما تلك الإساءات، وطلب في الاجتماع من رئيس قسم اللغة الإنجليزية بالكلية قراءة التقرير الذي كلفه به حول الموضوع.. فقال، ان هذا اللغط أثير حول سبع محادثات في "كتاب "محادثات خيالية" ولا توجد فيها أي إشارات إلي الإسلام أو الرسول الكريم، أما مسرحية "جان دارك" تأليف برنارد شو، فهو من الكتب التي يطالعها طلاب قسم اللغة الإنجليزية منذ ست سنوات، أي قبل أن تنتخبوا سيادتكم عميدا، وقد سبق أن ترجمت هذه المسرحية من لجنة التأليف والترجمة والنشر منذ سنوات وهي مازالت معروضة في المكتبات ولم يعترض عليها أحد .
 
أضاف رئيس قسم اللغة الإنجليزية : الذي تعترض عليه بعض الصحف الآن هو مايجئ في المسرحية من حوار بين قسيس عظيم الحظ من التعصب، عظيم الحظ من الغباء والجهل وبين أحد اللوردات.. يتحدث القسيس عن جان دارك وعن النبي صلي الله عليه وسلم، ويقول أن كليهما عدو للمسيح، لكن محاوره يرد عليه فورا بأنه "قد عرف المسلمين فوجدهم قوما كراما، بل أنه رآهم يفضلون قومه عن نواح كثيرة، وواضح أن المؤلف "برنارد شو" لم يقصد التعريض بالإسلام، بل قصد إبراز الجهل والتعصب الذي أتصف به بعض رجال الكنيسة، الذين كانوا يطالبون برأس "جان دارك"، والمؤلف رد علي هذا القسيس المتعصب الجاهل علي لسان اللورد الذي كان يحاوره ردا أنصف به الإسلام والمسلمين.
 
قال أحد أعضاء مجلس الكلية: ان القرآن الكريم يحكي أقوال المشركين الذين كانوا يصفون النبي صلي الله عليه وسلم بالسحر والكهانة وماهو أسوء ثم يرد عليهم، ويقول عضو آخر :الكنيسة الكاثوليكية هي التي  كانت تصدر لائحة الكتب التي تحرم علي المسيحيين الكاثوليك قراءتها، أما الإسلام فلم يعرف شيئا من ذلك.. ويقول عضو ثالث: ليس في الجامعة كتب مقررة ، والكتب التي يطلب الطلاب قراءتها، لا يطلب إليهم قبول ما فيها بل أن الذي يطلب إليهم هو دراستها ونقدها.
 
قال طه حسين: لقد طلبت إلي زميلين آخرين من خارج قسم اللغة الإنجليزية قراءة الكتابين، ورأيهما فيهما مطابق لرأي الأستاذ رئيس القسم الذي عرضه علينا الآن.. فهل ترون الموافقة علي تقرير رئيس القسم وعلي رفعه إلي مدير الجامعة ليعلم نتيجة التحقيق؟ .. ووافق المجلس. 
كان للحكومة رأي آخر، حيث قام وزير المعارف الدكتور محمد حسين هيكل، بإبلاغ طه حسين بأن محمد محمود باشا رئيس الوزراء أمر بمنع الكتابين، فرد "حسين":" إذن تبحثون عن عميد ينفذ أوامر رئيس الحكومة مهما تكن ودون سؤال، فإن طه حسين لا يحسن ذلك"، وأرسل استقالته إلي مدير الجامعة موضحا أسبابها.
 
أما الذين نظموا المظاهرات ضد طه حسين، فنعرف حقيقتهم من كتاب "ذكرياتي" لمحمد عبد الحميد أحمد، وهو من رواد "جماعة الاخوان"، وكان طالبا في قسم اللغة الإنجليزية وقت الحدث، ويؤكد أنه تقدم باسم طلاب الإخوان وقسم اللغة الإنجليزية باحتجاج إلي الدكتور طه حسين حول السماح بقراءة الكتابين، ويقول :"لم يكن معنا في الواقع إلا شباب الإخوان فقط من جميع الأقسام"، ويضيف :"نشرت الصحف المصرية وعلي رأسها المصري والأهرام أنباء هذه الثورة، وامتدت إلي المعاهد والجامعات، وقامت كلية أصول الدين بالأزهر بمظاهرة كبيرة تحتج علي تدريس الروايتين، وكذلك بقية المعاهد الأزهرية، وبعض المدارس الثانوية، ومن بينها المدرسة الفاروقية بالزقازيق، تهتف بسقوط الاستعمار الفكري وتردد شعار :"نحن للإسلام قمنا / نبتغي رفع اللواء / فليعد للدين مجده / أو تروق فيه الدماء ".
 
اللافت فيما يرويه محمد عبد الحميد أحمد، أنه يذكر الإنجازات التي قام بها طلاب الإخوان في كلية الآداب، وكانت، تجهيزهم لمصلي في مبني الكلية، وشراء بعض القباقيب للوضوء والمناشف والشماعات لتعليق الجاكتات، ويقول:"هذا حدث في الكلية التي فيها قسم اللغة الإنجليزية، وفيه طلاب أبرزهم لويس عوض، صرعي الغرب وعملاءه، علي نهج سلامة موسي وطه حسين ".
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة