بات "التسول" مهنة يقصدها الكثيرون، خاصة أنها سهلة، فمن خلالها يستطيع الشخص جمع المال بسهولة ويسر، وفى غضون أشهر قليلة يضمن أن يكون فى مصاف الأغنياء، فضلاً عن أن هذه المهنة لا تكبده أى مجهود، سوى الجلوس على قارعة الطريق، أو التحرك ببطء فى وسائل المواصلات، الأهم أن يكون محترف تمثيل، ولديه قدرة على الإقناع ويمتلك روايات عديدة يسوقها على المواطنين لاستعطاف قلوبهم وجمع الأموال.
قصص خيالية ينسجها المتسولون لجمع المال من الضحايا، يزعمون تارة أنهم مرضى أو يجهزون بناتهم للزواج، وغيرها من الروايات الواهية التى يلقيها المتسول دوماً على مسامع المواطنين، الذين يضعون أيديهم فى طيات ملابسهم ويدفعون بالأموال لهؤلاء المتسولين.
وفى هذا الإطار، ضبطت أجهزة الأمن متسول، يذهب لمكان عمله بسيارة ملاكى، وعثر بحوزته على 1420 جنيه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله، وذلك بعدما تضرر قاطنو منطقة ميدان الحجاز بمنطقة النزهة بالقاهرة عبر السوشيال ميديا من تردد شخص على المنطقة مستقلاً سيارة ملاكى والجلوس أعلى كرسى متحرك أسفل كوبرى الحجاز الجديد لاستجداء المارة.
المتهم
وأدلى المتهم باعترافات تفاصيلية أمام رجال المباحث، حيث قال إنه مصاب بإعاقة فى قدمه وأن سيارته المضبوطة مخصصة للمعاقين، وأنه كل يوم فى رمضان، يتسول فى شوارع النزهة ويركن سيارته فى أحد الشوراع، ثم يقوم بتخزين ووضع الأشياء التى يحصل عليها من المواطنين جراء تسوله فى السيارة ويعود إلى منزله، مشيرا إلى أن المبلغ المضبوط بحوزته 1420 حصيلة تسول يوم فى شهر رمضان، وتم إخلاء سبيله بعد ذلك.
سيارة المتهم
ولم تكن هذه الواقعة هى الأولى من نوعها، وإنما سبقها العديد من الوقائع التى كان بطلها متسولين بدرجة مليونير، رغم رثاثة ثيابهم، حيث نجحت أجهزة الأمن بمحطة السكك الحديدية بالإسكندرية من ضبط شخص أثناء استجداء ركاب أحد القطارات بالإسكندرية، وبتفتيشه عثر بحوزته على مبلغ مالى ودفتر توفير بأكثر من 55 ألف جنيه.
متسول
وعثر بحوزته على خمسة وثلاثون ألف وسبعمائة وسبعة وستون جنيه، ودفتر توفير برصيد عشرين ألف جنيه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وأن المبلغ المضبوط حصيلة تسوله.
وعلى طريقة الكتعة، فى فيلم "العفاريت" التى تستغل الأطفال للتسول بهم، نجحت أجهزة الأمن فى ضبط عدد من الأشخاص بالجيزة لاستغلالهم الأطفال فى أعمال التسول واستجداء المارة بالطريق العام، وذلك استمراراً لجهود أجهزة وزارة الداخلية فى مكافحة الجريمة بشتى صورها، لاسيما فى مجال تفعيل الأمن الاجتماعى الذى يهدف لحماية الطفولة ومكافحة جرائم الأحداث والحد من الظواهر السلبية بالشارع المصرى.
المتسولون والأموال
تمكنت الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث من ضبط "خمسة أشخاص لثلاثة منهم معلومات مسجلة" أثناء استغلالهم لمجموعة من الأطفال الأحداث فى أعمال التسول بالطريق العام بدائرة قسم الدقى بالجيزة، وبرفقتهم "سبعة أطفال"، وبمواجهة المتهمين اعترفوا بنشاطهم الإجرامى فى استغلال أولادهم وبعض الصبية فى أعمال التسول للاستفادة المادية، وتم ضبط 8 أشخاص أثناء استجداء المارة بذات المنطقة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية .
وقانونياً، فإن القانون 49 لسنة 1933، من قانون العقوبات نص على عدد من المواد لمكافحة ظاهرة التسول، حيث حدد فى المادة "1" من أنه يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز شهرين كل شخص صحيح البنية ذكرًا كان أم أنثى يبلغ عمره خمسة عشرة سنة أو أكثر وجد متسولاً فى الطريق العام أو المحال العمومية، ولو ادعى أو تظاهر بأداء خدمة للغير أو عرض ألعاب أو بيع أى شىء .
وفي المادة 2، يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز شهرا كل شخص غير صحيح البنية وجد فى الظروف المبينة فى المادة السابقة متسولاً فى مدينة أو قرية لها ملاجئ وكان التحاقه بها ممكنًا، وحددت المادة 3 أنه يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاثة شهور كل متسول فى الظروف المبينة فى المادة الأولى يتضح الإصابة بجروح أو عاهات أو يستعمل أية وسيلة أخرى من وسائل الغش لاكتساب عطف الجمهور، وأكدت المادة رقم 4 أنه يعاقب بالعقوبة المبينة فى المادة السابقة كل شخص يدخل بدون إذن فى منزل أو محل ملحق به بغرض التسول، فيما أكدت المادة رقم 5 أنه يعاقب بنفس العقوبة كل متسول وجدت معه أشياء تزيد قيمتها على مائتى قرش ولا يستطيع إثبات مصدرها، وأكدت المادة 6 أنه يعاقب بنفس العقوبة، كل من أغرى الأحداث الذين تقل سنهم عن خمسة عشرة سنة على التسول، وأكدت المادة رقم 7 أنه فى حالة العود تكون عقوبة الجرائم المنصوص عليها فى هذا القانون الحبس مدة لا تجاوز سنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة