أكرم القصاص - علا الشافعي

عباس شومان

الأمن المجتمعى ضرورة تنمية

الجمعة، 15 مايو 2020 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المحاور التى اهتم بها مؤتمر الأزهر للتجديد الأمن المجتمعى، حيث إنه يرتبط ارتباطا مباشرا بالتنمية والبناء ورقى الأوطان، فباستقرار أمن المجتمع تنطلق عجلة التنمية والبناء وهو ما يترتب عليه تقدم الدولة وقوة اقتصادها وتحقيق حياة أفضل لكل مواطنيها، وباختلال أمن المجتمع تستنزف الثروات والموارد وتتراجع التنمية وترتفع نسب البطالة، وهو ما يعنى تراجعا على كل الميادين والأصعدة وضعفا فى المؤشرات الاقتصادية وتضخم مشاكل الفقر والجهل والمرض، لذا ركز الأزهر فى بيانه الختامى على عدة عوامل رآها تؤثر بشكل واضح على أمن المجتمع ومنها:
 
جرائم الثأر التى ما زالت للأسف الشديد تمارس فى بعض محافظات مصرنا وبشكل أكبر فى محافظات الصعيد، وهذه الجرائم لا تقتصر على جريمة القتل الأولى التى هى من أقبح الكبائر حتى عد الشرع قتل النفس الواحدة بمثابة إهلاك للبشرية بكاملها، ولا تقتصر على جريمة قتل أولياء الدم لقاتل قريبهم، فالفعل وإن كان مرتبطا بحق مطالبتهم بالدم إلا أن تنفيذه بأيديهم ومن دون حكم قضائى جريمة افتيات على الدولة وقوانينها، يمكن أن تعرض فاعلها لعقوبة الإعدام، ولذا طالب البيان بترك عقاب القاتل لجهات الاختصاص، كما حذر البيان من جرائم مصاحبة للثأئر هى أشد قبحا من جريمة القاتل الأول وجريمة قتل أولياء الدم للقاتل، وهو ما يفعله بعض أولياء الدم من عقاب جماعى لأهل القاتل الأبرياء دون تفريق بين رجال ونساء وأطفال وحتى الحيوانات قد ينالها الضرر بعد اضطرار أهلها للفرار من بيوتهم وتركها خشية بطش أولياء الدم بهم فجاء فى البيان:
 
«جرائم الثأر موروثٌ جاهلى قبيح، لا يناسب المجتمعات المتحضِّرة التى تُؤمِن بالديانات السماويّة، وإذا وقعت جريمة القتل وجب ترك عقاب القاتل لجهات القضاء، وليس لأولياء الدم فى عقوبة القاتل شىء إلا العفوّ أو الدِّيَة، وما يقوم به بعض أولياء الدم من قتل القاتل أو غيره، أو تهجيرٍ لأقارب القاتل من بيوتهم، أو الاعتداء على ممتلكاتهم بأية صورةٍ من صور الاعتداء هو جريمة لا تقل قبحًا عن جريمة القاتل نفسه، ويجب على جهات الاختصاص اتخاذ كافة التدابير لمنعه».
 
ولخطورة جريمة الثأر وما تحدثه من خلل فى أمن المجتمع، ولأن الأزهر يفعل قبل أن يقول: شكل شيخ الأزهر فى ديسمبر لجنة عليا للمصالحات الثأرية بمشيخة الأزهر فى ديسمبر 2014م بعد حادثة أسوان الشهيرة بسن قبيلتى الدابودية والهلايل، التى راح ضحيتها ما يقارب الثلاثين فى ساعات، قبل أن يرجع الجميع إلى رشده ويحكم صوت العقل، بعد تدخل فضيلة الإمام وزيارتهم هناك، ليتم الصلح ويعود الوئام بين الإخوة والأحباب، فشكلت اللجنة ولها فروع بكل محافظات الجمهورية تعمل بالتنسيق التام مع الجهات الأمنية والتنفيذية، لمنع تسلسل القتل بين أهل القائل والمقتول، مع ترك المتورطين فى الجريمة للقضاء والقانون، ونجحت الجهود المشتركة بين الأزهر والجهات الأمنية فى الوصول إلى مصالحات نهائية فى خصومات عديدة، وما زالت الجهود متواصلة، آملين إلى الوصول لإعلان محافظاتنا بلا ثأر بإذن الله، هذا بالإضافة إلى الجهود الوعظية والتثقيفية التى يتولاها مجمع البحوث، وجامعة الأزهر من خلال قوافلها، وفعاليات أخرى كثيرة تنفذها الجهات المختلفة فى الأزهر الشريف. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة