ما بين تكتم الحوثيين على الأعداد الحقيقية وضعف الإمكانات الطبية فى بلد يحتاج 24 مليون من سكانه لإغاثات، تضاعفت أعداد مصابى فيروس كورونا خلال أسبوع واحد، وفق ما قالته الأمم المتحة محذرة من كارثة إنسانية فى البلد الذى يعانى عدة أزمات طاحنة ويواجه نقصا فى تمويل المساعدات سيضر بجهود مكافحة الفيروس في واحدة من أكثر الدول ضعفا، على حد وصفها.
و أعرب المبعوث الأممى باليمن مارتن جريفيث، الخميس، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن عن قلقه من تفشي فيروس كورونا فى اليمن، وفى عدن بسبب عد الاستقرار فيها داعيا المجلس الانتقالى للالتزام باتفاق الرياض الذى يضمن تحقق السلام فى الجنوب اليمنى.
دعم اليمن فى مواجهة كورونا
وفى سياق الدعم المقدم لليمنيين لمساعدتهم على مواجهة الوباء، أعلنت الأمم المتحدة أنها بالتعاون مع شركاءها فى المجال الإنسانى فى اليمن يستجيبون للجائحة من خلال التركيز على إدارة الحالات وحماية نظام الصحة العامة الأوسع، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 125 طنا من الإمدادات فى اليمن، بينما هناك 4.836 طنا متريا فى الطريق إلى البلاد، وتشمل هذا الإمدادات 1000 سرير لوحدة العناية المركزة، و417 جهاز تهوية و52.400 اختبار و755000 قطعة من معدات الحماية الشخصية.
مارتن جريفيث
الوضع الوبائى فى اليمن
كشفت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا في اليمن مستجدات الحالة الوبائية للفيروس خلال الساعات الأخيرة، وأعلنت أمس تسجيل 5 حالات جديدة مؤكدة، بينها حالتا وفاة، فيما جرى تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة في مأرب، وحالتي إصابة مؤكدتين في عدن بينها حالة وفاة، كما جرى تسجيل حالتي إصابة في لحج بينها حالة وفاة، ليصبح إجمالي الحالات 70 حالة، بينها 12 حالة وفاة.
اليمن يواجه كورونا
وزير الصحة يحذر
ومن جانبه أكد وزير الصحة العامة والسكان بالحكومة الشرعية، الدكتور ناصر باعوم، على أهمية الوعي المجتمعي كعامل أساسي، في الوقاية من الأوبئة والفيروسات، والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة ومنها عدم الاختلاط والالتزام بالحجر المنزلي، مشددا على ضرورة قيام السلطات المحلية في المحافظات بمكافحة البعوض ومسببات الفيروسات والأوبئة، وتنفيذ مشاريع وبرامج الإصحاح البيئي.
وثمن الجهود الاستثنائية التي تقوم بها الكوادر الصحية في المحافظات ومراكز العزل الصحي والمستشفيات، ودورهم الهام في ظل الظروف التي فرضتها المرحلة جراء تفشي وباء كورونا، مشددا على ضرورة التزام كافة الأطباء الممرضين والفنيين وأطباء كليات الطب وطلبة الدراسات الطبية العليا بمساندة الجهود الحكومية والقطاع الصحي في العمل على مجابهة فيروس كورونا وفي ظل تفشي عدد من الأوبئة.
ولفت وزير الصحة الى أن الوضع خطير و المرحلة تقتضي تكاتف الجهود في القيام بمهام استثنائية وإضافية، وسيتم محاسبة كل المقصرين عن أداء واجبهم الذي تتطلبه المرحلة والحاجة الملحة في هذه الظروف، مشيراً إلى انه قد تم اتخاذ إجراءات لتصحيح بعض الاختلالات تجاه بعض المخالفين.
وزير الصحة ناصر باعوم
وأكد ان الوزارة ومكاتبها في المحافظات تتابع عن كثب المقصرين وسيتم اتخاذ إجراءات صارمة بحق المتقاعسين عن أداء مهامهم.
وأهاب الدكتور باعوم بضرورة التزام السلطات المحلية في المحافظات بالإجراءات الاحترازية الضرورية التي تحد من تفشي الوباء، لافتاً إلى ظهور بعض الإصابات المؤكدة بالفيروس في بعض المحافظات وان الإجراءات الاحترازية لاتزال غير مطبقة بالشكل المطلوب، وهو ما يستدعي من السلطات المحلية تنفيذ رقابة شديدة على مستوى تنفيذ الإجراءات الاحترازية، مع السماح بحركة مرور شاحنات نقل البضائع وفرق الأعمال الإنسانية.
وشدد وزير الصحة، على ضرورة تسخير كافة الموارد في المحافظات لدعم القطاع الصحي، ومشاريع وبرامج الإصحاح البيئي للحد من انتشار الأوبئة والحميات.
وأوضح أن الوزارة تقوم بتوزيع ما لديها من الأدوية والمستلزمات الطبية ووسائل الحماية والوقاية للعاملين في القطاع الصحي، وتتابع الحكومة بالتنسيق مع المانحين أي دعم لتتمكن من إيصاله إلى المحافظات ومراكز الحجر الصحي والمستشفيات في كافة المحافظات.
تعتيم حوثى على الحقائق
وكشفت مصادر متعددة من ضمنها أطباء وفنيون لهم علاقة بآلية الفحص ومصدر آخر في منظمة صحية دولية عاملة في اليمن، أن هناك ما لا يقل عن 100 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين. وفق العربية .
وأكدت بيانات رسمية من عدة مستشفيات وفاة 17 شخصاً مصاباً بالفيروس، وإصابة نحو 100 شخص بينهم 61 رجلاً ونحو 40 من النساء والأطفال.
مستشفيات صنعاء
وبحسب المصادر يقوم الحوثيون بمصادرة هواتف الأطباء، ويهددونهم في حال أفصحوا عن عدد الحالات، كما اعتقل الحوثيون طبيبين بينهم كبير أطباء لمدة يوم، وألزموه بكتابة تعهد بعدم الإفصاح عن أي معلومة.
ورجحت المصادر وفاة عدد كبير من المرضى بسبب الفيروس دون أن يتمكنوا من فحص حالاتهم، بسبب الإجراءات القمعية للحوثيين.
وترفض المنظمات الصحية في صنعاء التعليق أو الإدلاء بأرقام وتقول إنها ملتزمة بسياسات السلطات المحلية ولا تنشر من جانبها أي معلومات.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد علقت عمل موظفيها في مناطق سيطرة الحوثيين قبل أيام بشكل مؤقت، قبل أن تستأنف بعدما قالت إنها "إزالة القيود".
"الصحة العالمية"
وحتى الآن لم تعلن السلطات الحوثية سوى عن حالتين، إحداهما قالت إنها حالة وفاة لمهاجر صومالي، والأخرى حالة إصابة لشخص قادم من عدن.
ومن جانبه اتهم وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر، ميليشيا الحوثي الانقلابية، بتصفية المصابين بفيروس كورونا في الحديدة، غرب البلاد، وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
اليمن يناشد المجتماع الدولى
وأكد عسكر وفق سبأ، أن عدم شفافية الميليشيا وتقديمها للتقارير بأعداد المصابين جريمة ضد الإنسانية ترتكبها في مناطق سيطرتها.
ودعا المجتمع الدولي للضغط على الميليشيات وإجبارها على العمل بشفافية في الجوانب الإنسانية والصحية والإفصاح عن المعلومات، فيما يخص ضحايا كورونا خصوصاً أنه وباء دولي، ومن المهم تبادل المعلومات على المستوى الوطني والمستوى الدولي من أجل مواجهته.
ومن جهة أخرى حذرت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان، اليوم الخميس، من تفشى جائحة فيروس كورونا إثر تراجع الحوثيين عن الالتزام بدعوة الأمم المتحدة وقف إطلاق النار وعودة القتال لعدد من جبهات الصراع، مما يؤثر على عملية مكافحة الفيروس وتقديم الخدمات الطبية للمصابين فى ظل ضعف الخدمات الصحية المتردية في اليمن بسبب الحرب.
ودعت المؤسسة بعثة الأمم المتحدة فى اليمن إلى التحرك لمواجهة تفشى المرض وكشف الجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها مليشيات الحوثى بحق الشعب اليمنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة