قال المهندس ماريو عماد، الحاصل على ماجستير فى الغاز الصخرى من جامعة القاهرة، أن الطبقات المحتوية على النفط الصخرى هى صخر أصل وليس خزان قابل للانتاج, والولايات المتحدة الأمريكية هى من قامت بتغيير هذا المفهوم بإنتاج النفط الصخرى من زيت صخرى وغاز صخرى عن طريق التكسير الهيدروليكي, وهذا هو السبب الرئيسى لانخفاض أسعار النفط.
وأضاف المهندس ماريو عماد، لـ " اليوم السابع " أنه بعد زيادة معدلات الوقود خلال الفترات الماضية والذى جعل له قيمة أكبر جاءت توقعات الخبراء بزيادة أسعار النفط, ولكن إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية للنفط الصخرى وخصوصا الغاز الصخرى الذى وصل إلى 40 % من إجمالى الإنتاج جعل الإحتياج أقل وبالتالى ساهم فى تقليل أسعار النفط , استمرار هذا السيناريو لافتا أنه مع انتشار فيروس كورونا المستجد وتوقف نسبة كبيرة من الأنشطة الاقتصادية حول العالم فى إطار التدابير الاحترازية للدول لمواجه هذا الفيروس أدى إلى انخفاض الطلب على النفط بشكل كبير مما أدى إلى انخفاض أسعار النفط الخام لتتراوح ما بين 20-30 دولارا للبرميل و من هنا خرجت الأمور عن السيطرة .
وأشار المهندس ماريو عماد، إلى أن ماحدث بأسواق النفط، أدى إلى انقلاب الموازين وبالتالى أصبح من الصعب إنتاج النفط الصخرى بالولايات المتحدة الأمريكية بسبب انخفاض السعر وذلك لأن نظام الإنتاج لديهم فرديا لصالح مستثمرين وليس حكوميا, فعلى سبيل المثال قررت شركات كونوكو فيلبس العملاقة خفض إنتاجها بمعدل 225000 برميل يوميا وخفض الميزانية الخاصة بها لـ 4.3 تريليون دولار وبدأت باقى شركات النفط الصخرى بالولايات المتحدة تسير على نفس النهج .
وأوضح المهندس ماريو عماد، أن التوقعات كانت تشير إلى زيادة الإنتاج فى الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل 650000 برميل يوميا , ولكن انخفض الإنتاج لافتا أنه إذا استمر الأمر على هذا المنوال فسيتم خفض الإنتاج بمعدل 1.5 مليون برميل يوميا، والسبب فى ذلك هو أن النفط ينتج بنظام استثمارى وليس حكومي.
أما فيما يتعلق بإنتاج النفط الصخرى فى مصر وخاصة الغاز الصخري, فقال، إن مصر تحتوى على 536 تريليون قدم مكعب من الغاز الصخرى وذلك وفقا لتقرير صادرعن وكالة الطاقة الأمريكية، والذى يتركز فى الصحراء الغربية والدلتا والسبب فى عدم استخراجها حتى الآن هو التحدى الأكبر للتكنولوجيا المستخدمة فى استخراجه وتكاليف الإنتاج.
وتابع المهندس ماريو عماد، أن رسالة ماجستير هندسة البترول التى أنجزها خلال عام 2019 بجامعة القاهرة تم من خلالها وضع تصميم حاسوبى ابتكارى لإستخراج الغاز الصخرى والذى استهدف حل ثلاثة تحديات، الأول هو وصول سائل التكسير بأفضل حالته وضغطه للطبقات العميقة وبأقل هدر فى الطاقة والتقليل الأمثل للتكاليف موضحا أن هذا التصميم يقوم بالعمل مع استخدام نفس معدات التكسير الهيدروليكى الحالية ولكن بنظام مختلف تماما عن المستخدم ويضم التصميم الابتكارى مواجهة ثانى تحدى وهو محاكاة شبكات تكسير الغاز الصخرى, حيث أن طبقات الغاز الصخرى يتم تكسيرها عن طريق تقنية شبكات تكسير وليس بالطرق العادية التى قد تفشل فى تكسير طبقات الغاز الصخرى مما يعطى فرصة أقوى للتصميم المبتكر فى التطبيق، وثالثا فان التصميم يضع حدود الطبقات ويمنع تلوث الطبقات المحيطة وبالتالى فإن استخراج الغاز الصخرى يحترم حدود البيئة قائلا " أن الفرصة سانحة الآن لاتخاذ أولى الخطوات بالتنفيذ والتحرك وكسر الحاجز للإنتاج التجريبى للغاز الصخرى والوقوف على حافة الجاهزية."
وأوضح المهندس ماريو عماد، أن اتخاذ أول خطوة للانتاج التجريبى للغاز الصخرى يساعد بصورة أكبر على تحديد نسبة الكمية الاقتصادية القابلة للإنتاج الاقتصادى والتى ستساعد على المجاهرة بنسبة الاحتياطى القابل للإنتاج فى مصر والذى يقارن باحتياطى الذهب والدولار لافتا أن ذلك يفتح آفاق جديدة للاستثمار البترولى فى ما يشهد القطاع من إنجازات تحت قيادة وزير البترول المهندس طارق الملا .
وكانت تقارير دولية قد أشارت إلى تباطؤ نمو الإنتاج الأمريكى من النفط الصخرى خلال عام 2019 وذلك على خلفية مشاكل متعلقة بالبنية التحتية تزامنا مع قيام شركات النفط الصخرى بخفض الإنفاق تحت ضغط المستثمرين الذين طالبو بالتركيز على تنمية الأرباح بدلاً من زيادة الإنتاج.
وأوضح التقرير، إلى أن خفض إنتاج النفط الصخرى فى الولايات المتحدة خلال الربع الأول من عام 2020 يعزى بشكل رئيسى إلى التراجع الحاد فى أسعار النفط الخام بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد متوقعا تراجع الإنتاج الأمريكى من النفط الصخرى خلال شهر أبريل 2020 بمقدار 194 ألف برميل يوميا مقارنة بالشهر السابق وهو الانخفاض الشهرى الخامس على التوالى والذى يعد أكبر هبوط شهرى منذ بدء الإحتفاظ بالسجلات،ليصل لـ 8.709 مليون برميل يوميا، كما يتوقع تراجع الإنتاج إلى 8.526 مليون برميل يوميا خلال شهر مايو 2020.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة