نشرت الصفحة الرسمية للنادى المصرى البورسعيدى على تويتر رحلة نجمها الراحل محمد الفقى فى الملاعب المصرية، الذى يملك رحلة مميزة مع النادى البورسعيدى. وكتبت صفحة المصرى: "وُلد نجمنا محمد محمد على الفقى فى الأول من يناير عام 1949، نشأ وترعرع بحى العرب ببورسعيد حيث مارس كرة القدم وخاصة بشارعى عباس وعبادى واللذين كانا يضمان العديد من نجوم النادى المصرى، وكان والده الراحل العظيم الحاج محمد على الفقى رئيس رابطة مشجعى المصرى وعضو مجلس إدارة النادى فيما بعد يقوم دائمًا بتنظيم العديد من الدورات الودية ذات الجوائز القيمة لأبناء بورسعيد كوسيلة دائمة لاكتشاف المواهب وتقديمهم إلى صفوف النادى المصري".
فى مطلع الستينيات انضم إلى فريق أشبال النادى المصرى الذى كان يقوده الكابتن عادل الجزار الذى أولاه رعاية خاصة، وكانت السمة المميزة لنجمنا محمد الفقى هى قدرته على اللعب فى العديد من المراكز ببراعة كبيرة فاستحق اهتمام مدربه الذى ضمه بصفة دائمة هو وزميله محسن صالح إلى المرحلة العمرية الأكبر نظرًا لتميزهما عن باقى أقرانهما، وخلال عام 1964 التحق بمدرسة بورسعيد الثانوية التى كانت تضم آنذاك العديد من نجوم المصرى كسمير الغزناوى ومحسن عرجان ومحمود عبادى وأحمد مرزوق ومدحت فقوسة وعبود الخضرى وغيرهم من النجوم مثل عبد العزيز بدران الذى كان يلعب لصفوف بورفؤاد آنذاك، حيث نجحت تلك النخبة المتميزة من النجوم فى الفوز بلقب بطولة الجمهورية للمدارس الثانوية.
وخلال تلك الفترة تم تصعيد محمد الفقى إلى صفوف الفريق الأول فبدأ فى المشاركة بعدد من المباريات الودية التى ظهر خلالها بمستوى طيب للغاية خاصة مع إجادته اللعب فى أكثر من مركز.
أما عن أولى المباريات الرسمية لمحمد الفقى صاحب السبعة عشر عامًا مع المصري فقد كانت مباراة المصرى مع ضيفه الزمالك والتى جرت على ستاد المصرى ببورسعيد فى الخامس والعشرين من نوفمبر عام 1966 وانتهت بالتعادل السلبى بدون أهداف وهى المباراة التى خاضها المصرى بفريق غالبية قوامه من الناشئين الذى لفتوا الأنظار بشدة، ليخرج بعدها الناقد الرياضى الراحل عبد المجيد نعمان رئيس القسم الرياضى بالأخبار ليطالب يوسف الشريعى مدير المنتخب بضم رباعى المصرى سمير الغزناوى وعفيفى حسن ومحمد الفقى ومحسن صالح لصفوف المنتخب، كما أشاد أيضًا بمستوى محمد الفقى خلال المباراة مؤكدًا أنه أفضل من كل مهاجمى الوسط المختارين للمنتخب الأول.
والمحزن فى الأمر هو وفاة عفيفى حسن نجم المصرى وصاحب العشرين عامًا، عقب المباراة مباشرة فى حادث سيارة على طريق بورسعيد القاهرة، لتصدر الصحف فى اليوم التالى تؤكد على ضرورة ضمه للمنتخب فى الوقت الذى كان يتم الاستعداد خلاله لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير فى جنازة شعبية مهيبة كادت تكون الأكبر فى تاريخ بورسعيد حتى ذاك التاريخ.
واستمر محمد الفقى يشارك مع فريقه بكل قوة خلال ذاك الموسم (1967/1966) فكان أحد نجوم الفريق على مدار الموسم فاكتسب ثقة مدربه الراحل محمد عبد العزيز الولف وحب الجماهير التى كانت ترى فيه فدائيًا بدرجة لاعب كرة، وكانت ترى فيه ومعه زملائه مع ناشئى المصرى الذين اكتسبوا خلال تلك الفترة خبرة كبيرة أنهم فريقًا للمستقبل يمكنه حصد البطولات إلا أن توقف النشاط الكروى عقب عدوان يونيو 1967 أطاح بأحلام الجميع وأطاح بجيل متميز هو نتاج فريق الأشبال الذى كونه الراحل العظيم عادل الجزار، وكذلك مركز تدريب الناشئين الذين أنشأته الدولة ببورسعيد خلال منتصف الستينيات، ليخسر النادى المصرى جيلًا متميزًا كان قادرًا على حصد البطولات.
ويقرر نجمنا محمد الفقى الالتحاق بالكلية الحربية خلال صيف عام 1967، فيجتاز كافة الاختبارات الشخصية والرياضية والطبية، حتى يصل إلى اختبار كشف الهيئة والذى كان يرأسه مدير الكلية الحربية آنذاك اللواء محمود زكى عبد اللطيف، وما أن أعلن محمد الفقى عن اسمه حتى رد عليه اللواء محمود زكى عبد اللطيف قائلًا، الرئيس جمال عبد الناصر ينقل تحياته إلى الحاج محمد الفقى لدوره البطولى فى خدمة مصر على مدار تاريخه، ولما لا وقد نجح الحاج محمد على الفقى “شيخ صيادى مصر” خلال تلك الفترة فى إعادة ما يقرب من 17 ألف جندى من سيناء إلى بورسعيد عقب عدوان يونيو 1967 بأساطيل الصيد الخاصة به وبكافة الصيادين عبر السواحل الشمالية لسيناء.
ويستمر محمد الفقى فى دراسته بالكلية الحربية حتى تخرجه برتبة الملازم فيخدم بالعديد من المناطق العسكرية خلال حرب الاستنزاف سواء على الجبهة أو خارجها، حتى يفاجئ فى صباح أحد الأيام وهو يخدم بإحدى قواعد الصواريخ بمنطقة شرق الدلتا بالصحف تعلن عن مباراة ودية للمصرى مع فريق غزل المحلة بملعبها وذلك خلال الفترة التى شهدت الاستعداد لعودة النشاط الكروى قبيل موسم 1972/1971، فما كان منه إلا وأن استأذن قائده لاصطحاب مجموعة من الجنود كنوع من أنواع الترفيه عنهم لمشاهدة المباراة، وهو الأمر الذى وافق عليه القائد على الفور، ليصطحب الجنود، فما أن رآه الراحل العظيم محمد لهيطة مدير الكرة بالنادى المصرى آنذاك حتى قال له هل أنت جاهز لخوض المباراة ؟ فرد الفقى قائلًا أنه ضابط مقاتل دائمًا ما يكون جاهز لأى أمر ولكنه لا يحمل ملابس الكرة، ليرد “أحمد عاشور حميدو” مسئول المهمات آنذاك قائلًا الملابس جاهزة، ليلعب الفقى أولى مبارياته بعد نحو أكثر من أربع سنوات من الغياب ويتألق كما لم يتألق من قبل.
وكانت تلك المباراة هى البداية لعودة الفقى للمشاركة الرسمية مع الفريق ببطولة الدورى موسم 1972/1971 وهو الموسم الذى لم يُكتمل بسبب أحداث الشغب التى وقعت خلال مباراة الأهلى والزمالك، ويستمر محمد الفقى فى تألقه خلال الموسم التالى الذى شهد وضع قدمه فى الجبس بسبب حادث تعرض له أثناء تواجده فى وحدته العسكرية، ومع ذلك فقد كان حريصًا على التواجد مع زملائه والشد من أزرهم، ليخبره مدير الكرة الراحل العظيم مصطفى الشناوى أنه كان يأمل فى جاهزيته – أى الفقى – لخوض المباراة خاصًة وأن الفريق به نقص كبير بصفوفه، فيغيب الفقى لدقائق ويعود إليه وقد قام بإزالة الجبس عن قدمه مرتديًا ملابسه ومعلنًا جاهزيته لخوض المباراة.
هذه هى الروح التى كانت تسود أبطال المصرى خلال فترة التهجير والذين حافظوا على تواجد ناديهم وسط الكبار بفضل عزيمتهم الجبارة واصرارهم الكبير.
ومن المفارقات التى لا تنسى لنجمنا محمد الفقى، تعرضه لحادث سيارة أجرة خلال توجهه لبورسعيد لخوض أحد المباريات عقب عودة المصرى لخوض مبارياته ببورسعيد موسم 1975/1974، حيث سقطت السيارة التى كان يستقلها فى إحدى الترع، ليخرج منها مباشرة، ويحمل حقيبته ويستقل إحدى سيارات النقل المتجهة إلى بورسعيد للحاق بالمباراة، ويفاجئ الفقى فى اليوم التالى أن البعض يروج أن هناك شخصًا مفقودًا فى هذا الحادث، فقد كانت السيارة تضم سبعة ركاب والسائق ولم يظهر منهم إلا سبعة فقط، ولم يعلم هؤلاء أن الحماس الشديد والشغف بتمثيل المصرى كان هو الدافع الوحيد للفقى لتجاوز أمر الحادث بسرعة والعودة لبورسعيد للحاق بمباراة المصري.
وبعدما اطمئن نجمنا محمد الفقى على تواجد المصرى وسط الكبار واستقراره ببورسعيد عقب نهاية مرحلة التهجير، يعلن محمد الفقى اعتزاله كرة القدم وهو فى سن السادسة والعشرين نظرًا لظروف خدمته بالقوات المسلحة التى استمر عمله بها حتى تقاعد عن العمل خلال بداية التسعينيات.
ويبدأ نجمنا محمد الفقى مشوارًا آخر من العمل السياسى، حيث تم ترشيحه لخوض انتخابات المجلس الشعبى المحلى ببورسعيد عن المقعد الفردى بدائرة حى العرب، لينجح فى الفوز استنادًا إلى شعبيته وشعبية والده داخل هذا الحى العريق، ثم يتم ترشيحه للانتخابات التكميلية لمجلس الشعب التى تم اجراءها عقب وفاة الراحل السيد سرحان محافظ بورسعيد الأسبق وعضو مجلس الشعب، ليفوز الفقى بالانتخابات ويصبح عضوا بمجلس الشعب خلال عام 1995.
ويستمر نجمنا محمد الفقى فى مشواره الخدمى ليشغل الآن منصب رئيس الاتحاد التعاونى للثروة المائية، بالإضافة إلى شغله منصب نائب رئيس الاتحاد التعاونى العام.
مشوار كبير من العطاء للنادى المصرى قدمه نجمنا محمد محمد على الفقى وهو بكل تأكيد امتداد لمشوار العطاء لوالده الراحل العظيم الذى كان بحق أحد رموز العمل الوطنى والرياضى ببورسعيد على مدار تاريخها الطويل.