أعد العلماء اليابانيون في المختبر الأرضي مادة يمكن أن تحاكي تكوين مادة أخرى يفترض أن تتألف منها نواة المريخ وقاموا يقياس سرعة تمر بها الموجات الصوتية، وقال العلماء إن ابتكارهم سيساعد في تفسير المعلومات عن الزلازل التي يشهدها الكوكب ويقدمها روفر InSight الأمريكي العامل على سطح المريخ.
وقال مساعد أستاذ جامعة طوكيو، كيسوكي ناسيدا:"ستساعد نتائج تجاربنا العلماء الذين يحللون المعلومات عن الزلازل المريخية في إدراك ما إذا كانت نواة الكوكب تتكون حقا من الحديد والكبريت. وإذا كان الأمر ليس كذلك وتتكون النواة من الأكسجين والسليكون مثلا فإن ذلك يعني أن المريخ كان قد اصطدم في قديم زمان بـ"جنين" كوكب آخر".
ويعتقد غالبية علماء الكواكب في الوقت الراهن أن المريخ كان يشبه سابقا الأرض. وكان لديه غلاف جوي كثيف ومحيطات مائية ومناخ دافئ. ولم يستبعد بعض العلماء نشوء حياة هناك. لكن تلك الظروف استمرت خلال فترة قصيرة نسبيا حيث تحوّل الكوكب الأحمر منذ 3.6 مليار عام إلى صحراء قاحلة.
فيما يتعلق بالماء فإنه تبخر إلى الفضاء أو تحوّل إلى الجليد. وحدث كل ذلك لغياب مجال مغناطيسي في المريخ، ومن المعلوم أن المجال المغناطيسي نشأ داخل كوكب الأرض بفضل الحديد السائل الذي يتحرك داخل نواة الأرض. لذلك فإن مكونات نواة المريخ تثير اهتمام علماء الكواكب منذ زمن بعيد.
واتخذ، نيسيدا، وزملاؤه خطوات أولى نحو حل هذا اللغز حين أعدوا في المختبر نماذج مختلفة للموجات الصوتية التي تمر بنواة المريخ. ويمكن أن يعتمد الروفر الأمريكي تلك النماذج عند دراسته لنواة المريخ. أما العلماء فيمكنهم الاستنتاج حول مكونات الكوكب الأحمر بناء على المعلومات عن الموجات الصوتية والزلازل التي يرسلها إلى الأرض.