سيدات ترفع لافتات أسمائهن على طاولات قمم عالمية، يقررن مصير الأمم، ويضعن ميزانية أخرى، لتختفى كواليس كل واحدة منهن وراء صمودهن وإصرارهن أن يصبحن كما قررن الأقوى والأفضل.
فى 30 حلقة متوالية، سنسرد كواليس حياة نساء أوروبيات، ما بين ربات منازل أصبحن من قادات العالم، وأخريات حلمن أن يكن رؤساء دول، وملكات وضعت صورهن على العملات المعدنية، ونلقى الضوء على قصص وصولهن إلى السلطة وحكايتهن الشخصية فى سلسلة "هن من أوروبا".
وإليكم الحلقة الثانية والعشرين: مارجوت والستروم وزيرة خارجية السويد السابقة
والستروم
بطلة حلقة اليوم، قدمت استقالتها سبتمبر 2019، من منصبها كوزيرة لخارجية السويد، معلنة أن السبب وراء قرارها هو رغبتها فى قضاء المزيد من الوقت مع عائلتها، بعد سنوات من التعامل مع العنف الجنسى فى النزاعات، حيث كانت ممثلًا خاصًا للأمم المتحدة ومدافعة عن حقوق الإنسان والأطفال فى تركيا، كما أغضبت إسرائيل خلال فترة ولايتها، وفى عهدها أصبحت أول دولة تعترف بفلسطين.
مع الرئيس الفلسطينى
وُلدت مارجوت والستروم في سكيلفتيا فى شمال السويد عام 1954، وبعد التخرج من المدرسة الثانوية، عملت ككاتبة بنك ثم محاسبة، وبعد ذلك رئيس تنفيذي لشبكة تلفزيونية إقليمية فى السويد.
وزيرة خارجية السويد
في عام 2004، أصبحت مارجوت والستروم أول عضو فى المفوضية الأوروبية تدير مدونة، وأصبح قسم التعليقات فى موقعها بسرعة نقطة ساخنة للحجج المتعلقة بسياسات الاتحاد الأوروبى.
وبعد رفض معاهدة إنشاء دستور لأوروبا من قبل الناخبين الفرنسيين والهولنديين، دفعت والستروم "خطتها د" من أجل الديمقراطية والحوار والنقاش لإعادة ربط المواطنين بالاتحاد، وقد أعطاها عملها على هذه المنصات، بما في ذلك سمعة جيدة فى بعض الأوساط، حتى أنه أطلق عليها لقب "مفوض المواطنين".
مارجو
وفي ديسمبر 2006، تم التصويت على والستروم كأكثر امرأة شعبية فى السويد، بفوزها على أفراد العائلة المالكة والرياضيين فى استطلاع رأى.
فى 16 نوفمبر 2007، أصبحت مارجوت والستروم رئيسة مجلس المبادرة الوزارية لمجلس القيادات النسائية العالمية، وسبق أن شغلت هذا المنصب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت.
والستروم
في 31 يناير 2010، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فى قمة الاتحاد الأفريقى فى إثيوبيا نيته ترشيح والستروم كأول ممثل خاص له على الإطلاق حول العنف الجنسى فى النزاعات.
مارجوت والستروم وزيرة خارجية السويد
فى أغسطس 2010، أرسل بان والستروم إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية للمساعدة فى التحقيق في الادعاءات القائلة بأن المقاتلين المتمردين اغتصبوا أكثر من 150 امرأة وطفلًا على مدى أربعة أيام على بعد أميال من قاعدة الأمم المتحدة فى البلاد.
مارجو من السويد
وفى 3 أكتوبر 2014، عندما أصبح الزعيم الاشتراكى الديمقراطى ستيفان لوفين رئيسًا للوزراء، تم تعيين والستروم في الحكومة السويدية وزيراً للخارجية.
فى 30 أكتوبر 2014، أصبحت والستروم أول وزير خارجية للاتحاد الأوروبى يعترف بدولة فلسطين، بهدف تسهيل اتفاقية سلام عن طريق جعل الأطراف غير متساوية، مما أدى إلى استدعاء إسرائيل فى نفس اليوم سفيرها للتشاور، وعلى الرغم من أنه تم التخطيط لزيارة من قبل والستروم إلى إسرائيل فى يناير 2015، رفض وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استقبالها، كما ألغيت حالة الحصانة الدبلوماسية التى تتمتع بها مارجوت والستروم في إسرائيل، وهو ما يعني أنها إذا زارت إسرائيل فستفعلها كفرد بدلاً من كونها مسؤولة في دولة أجنبية، وهو ما يعني عادةً التمتع بالحماية من قبل الأجهزة الأمنية.
الوزيرة السويدية
وفي 24 أغسطس 2016 ، نشرت مارجوت والستروم على تويتر استنكرت القرار التركي بالسماح بممارسة الجنس مع الأطفال دون سن 15 عامًا، قائلة: يحتاج الأطفال إلى مزيد من الحماية، من العنف والاعتداء الجنسي"، وذلك بعد أن ألغت المحكمة الدستورية في تركيا حكماً دستورياً جعل جميع الأنشطة الجنسية مع الأطفال تحت سن 15 سنة جنائية بمثابة اعتداء جنسي.
واستدعى وزير الخارجية التركي ميفلوت كافوس أوجلو السفير السويدي لتوبيخه.
وعندما تولت مارجوت والستروم منصبها كوزيرة خارجية للشؤون السويدية، وأصبحت بلدها أول دولة في العالم تطلق ما أسمته سياسة خارجية نسوية، حيث تطبق منظورًا منهجيًا للمساواة بين الجنسين في جميع أجندة السياسة الخارجية بأكملها، مع التركيز على حقوق المرأة وتمثيلها وتوفير الموارد لتعزيز المساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص.
كما ضغطت من أجل دور بارز للسويد فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث كانت البلاد عضوًا غير دائم فى 2017 و2018.
الوزيرة السويدية
أثناء تولى والستروم منصب وزير الخارجية، لعبت السويد دوراً نشطاً بشكل متزايد فى مبادرات السلام الدولية، حيث استضافت محادثات وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في اليمن في ديسمبر من العام الماضى.
في يناير، التقى ممثلون عن كوريا الشمالية والولايات المتحدة في السويد في محاولة لتخفيف عقود من التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
خلال السنوات العشر التى قضتها مارجوت والستروم كمفوض سويدي للاتحاد الأوروبى، انتقلت العائلة معها، وعاشت فى فيلا فى بروكسل، والتحق الصبيان - الذين كانوا فى الرابعة عشرة والسادسة من العمر عندما غادروا كارلستاد - بالمدرسة الأوروبية وقاموا بتدريس اللغة الإنجليزية والفرنسية.
وتولى هوكان رعاية الأطفال، والطهى، والتنظيف، ولكن بعد سنوات فى بروكسل، قبلت مارجوت وظيفة الأمم المتحدة في نيويورك - بصفتها الممثل الخاص للأمين العام لمنع العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، وسافرت هذه المرة لوحدها بعد أن رفضت أسرتها ترك حياتهم مجددًا.
وتعيش الآن مع زوجها وابنائها، ممارسة هوايتها فى المشى مع أصدقائها والصيد، والعزف على الأكورديون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة