تحاول ألمانيا إعادة الحياة لطبيعتها فى ظل استمرار أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، حيث تسعى لتخفيف القيود والسماح للمواطنين بالخروج والتجول فى الشوارع وممارسة كافة أنشطتهم المعتادة، لكن مع الحفاظ على الإجراءات الوقائية لتجنب موجة ثانية صادمة من الفيروس التاجى، خاصة وأن بعض الدول التى أنهت حالة الإغلاق تعرضت لانتكاسات وتزايد فى عدد الإصابات والوفيات مجددًا.
وفى إطار تخفيف القيود تعمل ألمانيا على إتاحة الفرصة لمواطنيها لممارسة كافة أنشطتهم بحرية دون إغفال إجراءات الوقاية من المرض القاتل، وبعد أسابيع طويلة من العزل المنزلى وما ترتب عليها من حالة الملل التى أصابت ملايين البشر حول العالم، سمحت ألمانيا بعودة النوادى الليلية ليستمتع الناس بالموسيقى والرقص مجددًا، لكن يبدو أن حياة السهر والتنزه لم تعد كما كانت قبل زمن كورونا.
ورغم أن ألمانيا وغيرها من الدول بدأت فى تخفيف قيود الإغلاق، لكن أثار كورونا لم تزول كاملة، حيث أصبحت النوادى الليلية فى ألمانيا تقام فى ساحات انتظار السيارات للحفاظ على التباعد الاجتماعى، ويقف منسق الموسيقى "الدى جى" على المسرح بمفرده، وبينما تعلو أصوات الموسيقى فى أرجاء المكان، يحتفل الناس ويرقصون داخل سياراتهم، لتشبه هذه التجربة مثيلتها فى "سينما الشارع" التى طبقت فى برلين أيضًا قبل شهر تقريبًا.
ويقول تقرير لشبكة "CNN" الإخبارية، عن هذه التجربة، "تجد ألمانيا طريقة فريدة للعودة إلى الحياة الليلية.. عادت المؤسسات الثقافية فى ألمانيا إلى الظهور، لكن طريقة زيارة الناس للمتاحف والاستمتاع بالحياة الليلية قد تغيرت بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ولقد تبنى أصحاب الأعمال مبادئ توجيهية صارمة للنظافة والتباعد الاجتماعى فى محاولة لصد الفيروس".
ويشار إلى أنه خلال مطلع شهر أبريل الماضى، وفى محاولة للترفيه عن أنفسهم عاد مئات الأشخاص إلى عروض أفلام السيارات القديمة "للترفيه عن بُعد اجتماعيًا" فى ألمانيا خلال جائحة فيروس كورونا، وبينما تعيش ألمانيا مثل أغلبية دول أوروبا، فى حالة إغلاق وطوارئ، حيث سبق وقالت ميركل، إنه من غير المحتمل أن يتم تخفيف الإجراءات لبعض الوقت، فإن مئات من محبى الأفلام حضروا عروض أفلام فى سينما مدفوعة، فى إيسن، غرب ألمانيا، للاستمتاع بتجربة مشاهدة فيلم من سيارتهم، وذلك فى حين أن جميع دور السينما الأخرى فى البلاد مغلقة.
لكن عند قيادة سيارتك، يُسمح لشخصين فقط داخل كل سيارة بمشاهدة الفيلم فى هذه السينما الصيفية التى تقدم الأفلام عبر شاشات ضخمة فى الحدائق، وتتوفر التذاكر فقط عبر الإنترنت ولا يتم بيع وجبات خفيفة للحد من الاتصالات الاجتماعية، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
ويذكر أنه فى تجربة طريفة ومبتكرة أخرى لكسر ملل العزل الذى أصاب الناس داخل المنازل، بدأ عرض الأفلام على جدران الساحات الخليفة للمبانى السكنية فى ألمانيا، أواخر أبريل الماضى، وتقول كارولا لوتر، التى تقدمت بطلبات إلى منظمة "Windowflicks" لتنفيذ جلسات الفناء الخلفى: "لدينا هذا الجدار الفارغ هنا، وكنا نعتقد دائمًا أنه يجب أن نعرض فيلمًا هناك".
وافق المشروع المدعوم من قبل مجموعة Yorck السينمائية المحلية على طلبها بعرض فيلم "Loving Vincent"، وهو فيلم روائى كامل الرسم عن حياة الفنان فنسنت فان جوخ، ومع اقتراب الغسق يستقر الناس للاستمتاع بألوان الفيلم المشرقة التى تسقط على مبنى مجاور، وذلك وفقًا لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ويقول لوتر: "هناك خمول معين، وخوف، وعدم يقين يمكنك أن تشعر به هنا"، وأضاف "بعد كل هذه الأسابيع يشعر الناس بالضعف، وأعتقد أنه سيكون من الجيد بالنسبة لهم أن يكون لديهم شىء إيجابى، وحيوى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة