نجحت دولة فيتنام حتى الآن فى ضرب مثال يحتذى به فى كيفية احتواء فيروس كورونا الذى أنهك كبرى دول العالم، فرغم مشاركة الدولة الآسيوية لحدود مع الصين، إلا أن إجراءاتها السريعة والحاسمة للتصدى للفيروس كان لها أبلغ الأثر فى نجاح استراتيجية وصفت بأنها "رد فعل مبالغ"، لكن كانت نتيجتها صفر وفيات وإصابة 300 فرد فقط فى دولة تعداد سكانها 97 مليون نسمة.
وقال موقع "بى بى سى عربى" إنه مضى نحو شهر تقريبا على تسجيل أخر عدوى في البلاد، وبدأت فيتنام الآن فى رفع قيود الإغلاق العام.
ويقول الخبراء إن فيتنام سنحت لها فرصة ضئيلة لتتصرف في مراحل مبكرة من ظهور الفيروس، واستفادت من تلك الفرصة على نحو كامل، عكس دول أخرى تشهد الآن حالات عدوى وموت على نطاق واسع.
ونقل موقع "بى بى سى عربى" عن الطبيب تود بولاك، من قسم شراكة جامعة هارفارد للنهوض بالصحة في فيتنام في مدينة هانوي، إنه عند التعامل مع مثل هذه الأنواع من مسببات الأمراض الجديدة والخطرة، فمن الأفضل "المبالغة بردة الفعل".
اختارت فيتنام المنع المبكر للمرض واتخذت إجراءات على نطاق واسع، بعد أن أدركت أن نظامها الطبي قد يشل بعد وقت قصير، حتى بسبب انتشار طفيف للفيروس، ومع بداية شهر يناير، وحتى قبل تأكيد أول إصابة في البلاد، بدأت الحكومة الفيتنامية "إجراءات مشددة" لتتحضر لهذا المرض الرئوي الغامض، والذي كان قد قتل شخصين في مدينة ووهان الصينية، عندما تم تأكيد أول إصابة في 23 يناير ، وكانت لرجل سافر من ووهان لزيارة أخيه في مدينة هو تشي منه الفيتنامية، وضعت خطة طوارئ في فيتنام.
وقال البروفسور غاي ثويتز: "تصرفت فيتنام بسرعة كبيرة جدا بشكل بدا وكأنه مبالغ به في ذاك الوقت، لكن تبين فيما بعد أنه كان تصرفا معقولا". البروفسور هو مدير وحدة البحوث السريرية بجامعة أكسفورد (OUCRU) في مدينة هوشي منه، والتي تعمل مع الحكومة في برامج الأمراض المعدية.
وقال "بى بى سى" إن فيتنام اتخذت إجراءات، احتاجت دول أخرى أشهرا لاعتمادها، ففرضت قيودا على السفر، وأغلقت الحدود مع الصين المجاورة بعد إجراءات مراقبة تلك الحدود، وكثفت من إجراء اختبارات صحية للكشف عن الفيروس على الحدود، وفي أماكن أخرى معرضة لنقل المرض. كما أغلقت المدارس في نهاية شهر يناير وحتى منتصف مايو، وبدأت حملة واسعة لتعقب الوافدين وتتبع المصابين، وفرضت فى منتصف مارس حجرا صحيا على كل من يدخل البلاد لمدة 14 يوما.
ويقول البروفسور ثويتز: "هذه دولة تعاملت مع كثير من الجوائح في الماضي، من سارس عام 2003، مرورا بإنفلونزا الطيور عام 2010 إلى جانب جائحات كبيرة من الحصبة وحمى الضنك".
وأضاف: "الحكومة والسكان معتادون جدا على التعامل مع الأمراض المعدية ويعرفون كيف يستجيبون لمثل هذه الأوضاع وربما على نحو أفضل بكثير من الدول الغنية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة