عادل إمام زعيم الفن والكوميديا نافسه الكثيرون لكنهم لم ينالوا شهرته وظل هو وحده زعيما، فنجوميته الكبيرة لم تعتمد على موهبته فقط، بل استطاع إدارة موهبته الفنية بنجاح، حتى أصبح النجم الأول، والأعلى أجراً على مدار نصف قرن كامل.
عادل إمام الذى يحتفل بعيد ميلاده اليوم السبت، حيث ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 16 مايو من عام 1940، ليكون ميلاده عيدا للفن العربى الذى لم يشهد زعيما مثله، صنع لنفسه هالة خاصة، فإذا كان عبد الوهاب باق بموسيقاه إلى الآن فعادل إمام باق بمدرسته فى الكوميديا، فهو حالة خاصة لم يصل إليها أحد قبله، فمن ذا الذى وصل للقمة وظل أعلاها لمدة 50 عاما نصف قرن من الزمان.
بدأ الزعيم مسيرته الفنية عام 1960، وعن هذه البداية تحدث الفنان الكبير رشوان توفيق فى حوار أجريناه معه، موضحاً تفاصيل أول ظهور للزعيم عادل إمام على المسرح.
وكان الفنان رشوان توفيق تم تعيينه مع بداية إنشاء التليفزيون مع زميليه أحمد توفيق والفنان عزت العلايلى كمديرى استديو، بعد تخرجهم فى نفس العام 1960 من المعهد العالى للفنون المسرحية.
وتقدم رشوان بمذكرة مع زملائه بالتليفزيون يقترحون فيها تأسيس فرقة مسرحية من خريجى معهد الفنون المسرحية الذين يعملون بالتليفزيون، على أن يتم تصوير هذه المسرحيات وعرضها بالتليفزيون وتقدموا بهذا الاقتراح لرئيس التليفزيون، فأعجبت الفكرة الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام وقتها، وكانت هذه الفكرة بداية نواة لتكوين مسرح التليفزيون.
واستعان التليفزيون بالمخرج والفنان العبقرى السيد بدير، فأنشأ 3 فرق مسرحية مكونة من 45 ممثلا، ذلك المشروع الشاهد على أول مشهد فى حياة الزعيم عادل إمام، ففى الموسم الثانى زاد عدد هذه الفرق إلى 7، وانضم إليها عادل إمام وصلاح السعدنى واختبرهما المخرج حسين كمال.
وكان عادل إمام عبقريا منذ صغره، يقول توفيق: وكنا نقدم مسرحية "ثورة قرية" التى كتبها عزت العلايلى بطولة عبدالبديع العربى وزوزو نبيل، وشارك فيها عادل إمام بأول مشهد فى حياته، حيث كان يقوم بدور بياع نداغة، يحمل صينية ويرتدى جلابية كالسون فلاحى، وكان بمجرد دخوله للمسرح تهتز القاعة بالضحك، وكان يقول فيها جملة واحدة وهى " حلاوة سمسمية بمليم الوقية" وبطريقة أداء مميزة لفتت إليه الأنظار".
من هذا المشهد جذب عادل إمام إليه المخرجين والمنتجين فوقع عليه الاختيار لأداء شخصية دسوقى أفندى فى مسرحية "أنا وهو وهى"، ويؤكد الفنان الكبير رشوان توفيق: "لم يأت فنان قبل أو بعد عادل إمام يمتلك نفس قدراته فهو فنان عبقرى ومتنوع وأدائه عالمى."
عادل إمام زعيم الفنانين بشهادة أهل الفن أنفسهم، ففى السطور التالية نرصد إشادات نجوم كبار بالزعيم على اختلاف الأجيال التى ينتمون إليها..
الفنان الراحل فريد شوقى قال إن عادل إمام يتمتع بذكاء وثقافة كبيرة، وأخذ يطوّر من نفسه ومن أدواته التمثيلية، ما جعله بطلا جماهيريا عظيما.
أما الفنان الراحل فؤاد المهندس وصف عادل إمام بـ "تلميذه البِكر"، وروى قصة اختياره له من بين 20 شابا كانوا متقدمين لتأدية دور "دسوقى أفندى" سكرتير المحامى فى مسرحية "أنا وهو وهى".
جوكر المسرح المصرى محمد صبحى قال عن عادل إمام: "مهما اختلفنا عليه، فهو قيمة فنية، وهو النجم الأوحد فى مصر، والهرم الرابع، وقدّم أفلامًا كثيرة مقابل عمله القليل فى المسرح، ومن يذهبون لمسرح عادل إمام فهم يذهبون كى يشاهدوا ممثلهم المفضل الذى يطلّ عليهم عبر شاشة السينما".
الساحر محمود عبد العزيز قال إن الله وهب الفنان عادل إمام موهبة الإضحاك ليضيف البسمة من خلال أعماله وكذلك جلساته الخاصة، ويرى أن أفلام الزعيم الكوميدية تعطى جرعة من الضحك والابتسامة.
الفنان صلاح السعدنى قال إن هناك أشخاصا خلقوا لأداء مهنة وحيدة وغير صالحين لغيرها، من هؤلاء الفنان عادل إمام ومنذ الوهلة الأولى التى التقيت فيها عادل إمام بكلية الزراعة، لم أشعر به إلا فنانا وممثلا، فأرى أنه لو استكمل طريقه مهندسًا زراعيًا لأفسد خطة مصر الزراعية لسنوات طويلة قادمة.
ويرى السعدني أن الفنان عادل إمام أكثر ذكاءً وتأنيًا فى اختياراته الفنية وكذلك عباراته، وهو ما جعله فارقًا عن أبناء جيله، خاصة الفنان الراحل سعيد صالح، رغم امتلاكه موهبة فنية كبيرة لا تقل عما يمتلكها عادل إمام، إلا أن سعيد صالح ممثل تلقائى جدًا ولا يفكر كثيرًا ومداركه الفنية محدودة، وكذلك عادل إمام أحرص من سعيد صالح على الاحتفاظ بمكانته الفنية واستمراره فيها.
الفنانة يسرا قالت إنه لا يوجد خليفة لعادل إمام، ولن يستطيع أحد أن يحلّ محله، وأنه نجح فى إنشاء رابط بين الفنانين المصريين وبين العالم العربى، بسبب جماهيريته الضخمة.