لا يزال الأطباء في حيرة حول سبب تشكل الجلطات في جسم مرضى فيروس كورونا ذوى الحالات الحرجة، ولكن ما تم التأكد منه هو أن هذه الجلطات تسبب الوفاة، حيث يمكن أن تؤدي لانسداد وصول الدم وهو ما يؤدي إلى نوبات قلبية وسكتات دماغية وفشل في الأعضاء وانسداد رئوي مميت، وقد فسر العلماء سبب تشكل الجلطات بـ 3 نظريات نحاول أن نفهم سبب تكون الجلطات لدى مرضى كورونا ذوي المضاعفات الشديدة، وفقاً لرأى الباحثين والعلماء في السطور التالية..
أسباب إصابة مرضى كورونا بالجلطات الدموية
ووفقاً لجريدة "دايلي ميل" البريطانية لا يزال العلماء غير متأكدين من سبب تكون الجلطات لكنهم يعتقدون أنها يمكن أن تكون لـ 3 أسباب أو نظريات:
1- النظرية الأولى لتكون الجلطات لدى مرضى كورونا:
عاصفة السيتوكين تتلف الأوعية الدموية وتسبب انخفاض ضغط الدم مما يؤدي للجلطات
وعاصفة السيتوكين هي رد فعل مفرط من جهاز المناعة يحدث عند مواجهة فيروس يهاجم الجسم ، ولكن عند مرضى كورونا تتسبب هذه العاصفة في إحداث الجسم الضرر لنفسه.
وقال الدكتور جيمي جارفيلد من مستشفى تيمبل الجامعي في فيلادلفيا بأمريكا إن السيتوكينات هي جزيئات إشارات كيميائية توجه استجابة مناعية صحية يخبرون الخلايا المناعية لمهاجمة الجزيئات الفيروسية في الجسم.
ولكن في بعض الأشخاص تنتشر هذه السيتوكينات في حالة فرط السوائل وتبدأ الخلايا المناعية في مهاجمة الأنسجة السليمة أيضًا، والمعروفة باسم عاصفة السيتوكين. وعندما تتلف الأوعية الدموية يمكن أن تتسرب، مما يتسبب في انخفاض ضغط الدم وزيادة فرصة تشكل الجلطات.
2- النظرية الثانية لتكون الجلطات لدى مرضى كورونا أن الجلطات ناتجة من العدوى
قال علماء آخرون إن الزيادة في الجلطات قد تكون نتاجًا ثانويًا لطريقة غزو فيروس كورونا لجسم الإنسان. وقال البروفيسور إيان جونز، عالم الفيروسات في جامعة ريدينج البريطانية، يرتبط فيروس كورونا بإنزيم يسمى ACE2 يوجد على سطح الخلية ويستخدمها كورونا كوسيلة لدخول بالخلية ولكن من خلال ذلك يتم تقليل وظيفة الإنزيم ACE2، ونتيجة ذلك يحدث خلل في الهرمونات يسمى Angiotensin I و Angiotensin II التي تنظم معا ضغط الدم، وهذا يزيد من تكون الجلطات الدموية والسكتات الدماغية.
3- النظرية الثالثة لسبب تكون الجلطات هو شكل فيروس كورونا
قال الدكتور روبرت بونو، أستاذ أمراض القلب في جامعة نورث وسترن الأمريكية، إنه قد يكون الشكل الفريد لفيروس كورونا هو الذي يسبب مشاكل تخثر الدم. وأوضح أن طفرات الفيروس، التى تلتصق بالمستقبلات في الخلايا يمكن أن ترتبط أيضًا بالأوعية الدموية.
وأشار الدكتور بونو إلى أنه بمجرد أن يرسو كورونا على خلايا الأوعية الدموية، يمكن للجزيئات الفيروسية أن تتسبب في تلف هذه العضلات وكذلك عضلة القلب مما يسبب جلطات دموية تؤدي إلى نوبات قلبية.
وأوضح أنه "مع فيروس كورونا على وجه التحديد، ما تراه أنك لا تصاب بالأنفلونزا، حيث يحتوي الفيروس التاجي على كل هذه المسامير الخارجة منه، وهذه المسامير هي بروتينات صغيرة تبحث عن مستقبلات على الخلايا التي يلتصقون عليها. إنها تبحث على وجه التحديد عن مستقبلات في الرئتين، لكن تلك المستقبلات نفسها على الأوعية الدموية، لذلك يمكن أن تلتصق على الرئتين وعلى الأوعية الدموية".
وإذا كان فيروس كورونا يستهدف الأوعية الدموية فقد يفسر ذلك سبب إصابة الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الأوعية التالفة - مثل مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم - بأمراض خطيرة.
لغز مهاجمة كورونا للأوعية الدموية
ويبقى كيفية مهاجمة فيروس كورونا للأوعية الدموية لغزا، لكن العديد من الأوراق العلمية والدراسات أظهرت أن الآثار الجانبية المميتة شائعة، حيث تم اكتشاف تلف القلب في 20% من المرضى الذين دخلوا المستشفى في ووهان وفقًا لورقة بحثية نشرت في 25 مارس في JAMA Cardiology.
ووجدت دراسة أخرى في مركز بؤرة التفشي أن 44% من الأشخاص في وحدة العناية المركزة يعانون من اضطراب نظم القلب. وكان 38% من مرضى وحدة العناية المركزة في مستشفى بهولندا يعانون من تخثر الدم في دراسة أجريت في 10 أبريل ونشرت في Thrombosis Research.
وأصيب ما بين 20 و 40 % من مرضى كورونا في جامعة إيموري في أتلانتا بأمريكا، بجلطات دموية. يأتي ذلك بعد أن وجدت دراسة أجرتها جامعة كلية لندن أن فيروس كورونا تسببت في زيادة خطر تجلط الدم وانسداد الدماغ. وركزت الدراسة الصغيرة على 6 مرضى مصابين بكورونا أصيبوا بسكتة دماغية بسبب الفقدان المفاجئ للدورة الدموية في الدماغ. وشهد الفريق، الذي ضم أطباء الأعصاب من المستشفى الوطني لأمراض الأعصاب وجراحة الأعصاب، زيادة في D-dimer- بروتين الدم المرتبط بالتجلط.
1 من كل 3 مرضى كورونا ذوي الحالات الشديدة يصابون بجلطات دموية قاتلة
وحذر عالم بريطاني بارز من أن واحداً من بين كل 3 من مرضى المضاعفات الشديدة بفيروس كورونا يصاب بجلطات دموية خطيرة قد تساهم في وفاته، حيث يمكن أن تصبح الجلطات، المعروفة أيضًا باسم تجلط الدم، مميتة إذا هاجرت إلى أعضاء رئيسية في الجسم وقطعت إمدادها بالدم، وفقاً لموقع جريدة "دايلي ميل" البريطانية.
وقال روبن آريا، أستاذ الجلطات الدموية في كلية لندن الجامعية، أن الجلطات يمكن أن تؤدي لانسداد وصول الدم وهو ما يؤدي إلى نوبات قلبية وسكتات دماغية وفشل في الأعضاء وانسداد رئوي مميت.
وأضاف أن الالتهاب الشديد - وهو رد فعل مفرط من قبل الجهاز المناعي لعدوى COVID-19 - هو سبب جلطات الدم. وقال روبن آريا، إنه في حين أن الالتهاب الرئوي لا يزال السبب الرئيسي للوفاة في مرضى كورونا، أصبح الأطباء الآن أكثر وعيًا بالمشكلة وأصبحت الجلطات مشكلة كبيرة وواضحة وفقاً للبيانات خلال الأسابيع الماضية.
وقال لبرنامج راديو 4 اليوم: ''الجلطة أصبحت مشكلة كبيرة خاصة في مرضى كورونا المتأثرين بشدة في الرعاية الحرجة، حيث تظهر بعض الدراسات الحديثة أن ما يقرب من نصف المرضى لديهم انسداد رئوي أو جلطة دموية على الرئتين".
ويمكن للجلطات التي تبدأ في الجزء السفلي من الجسم أن تهاجر إلى الرئتين، مما يسبب انسدادًا مميتًا يسمى الانسداد الرئوي- وهو قاتل شائع لمرضى كورونا. ويمكن أن يؤدي الانسداد بالقرب من القلب إلى نوبة قلبية، وهو سبب شائع آخر للوفاة بين الأشخاص المصابين ويمكن للجلطات الموجودة فوق الصدر أن تسبب السكتات الدماغية.