كشفت دراسة جديدة لوكالة الفضاء الأوروبية عن دليل جديد على توفر المياه على قمر المشترى أوروبا، ما يعنى أن سطحه الجليدى قد يخفى تحته محيطات، وربما بعض أصناف الحياة، وتوقع علماء الفلك وجود الماء على سطح أوروبا منذ فترة بعيدة، ووصل تحليل المعطيات المُسجلة من مسبار جاليليو فى العام 2000 إلى دليل جديد.
وكشف مسبار جاليليو انخفاضًا غريبًا فى عدد البروتونات، وهى الجزيئات المشحونة إيجابيًا، بالقرب من قمر أوروبا، ودلت الدراسات السابقة أن هذا الانخفاض سببه حجب القمر ذاته لكاشف البروتونات فى السفينة الفضائية.
ولكن الدراسة الجديدة المنشورة فى دورية جيوفيزيكال ريسرتش ليترز تقدم حلًا جديدًا لهذه الظاهرة. وذلك أن تكون أعمدة المياه المنبثقة من سطح القمر إلى الفضاء سببًا فى تشويش الحقل المغناطيسى فى المنطقة وفق النماذج الحاسوبية الجديدة.
وأثار القمر الجليدى منذ مدة طويلة إعجاب العلماء وحفزهم، وقد يقودهم تأكيد وجود أعمدة المياه إلى طريقة لدراسة محيطات القمر تحت السطحية، بل وربما سبرها للبحث عن دليل للحياة خارج كوكبنا.
وتخطط وكالة الفضاء الأوروبيّة للتحليق حول أقمار المشترى الجليدية فى العام 2029 بإرسال بعثة جوس، وهى اختصار لمستكشف أقمار المشترى الجليدية باللغة الإنجليزيّة. وسيقضى المستكشف ثلاثة أعوام لدراسة المشترى وأكبر ثلاثة أقمار له، وأهمها القمر أوروبا.
وقد كشفت عالمة فضاء بريطانية فى وقت سابق إنه من شبه المؤكد أن قمر كوكب المشتري "أوروبا" هو موطن لحياة فضائية، لكنها تعتقد أنها مخلوقات تشبه "الأخطبوط"، حيث تشير مونيكا جرادي، أستاذة علوم الكواكب والفضاء بجامعة ليفربول، إلى أن البحار الجليدية تحت سطح القمر أوروبا هي موقع رئيسي للعثور على كائنات تتمتع بذكاء مماثلة للحيوان البحري.