أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

كورونا قد يختفى أو يبقى إلى الأبد.. حيرة الفيروسات فى عصر المعلومات

الأحد، 17 مايو 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يواجه الإنسان على مدى مئات السنين هذه الحيرة، وسط هذا الكم من الأخبار والأرقام والمعلومات عن الفيروس وتشخيصه وعلاجه، وبالرغم مما يوفره العصر من اتصال وتواصل وأخبار هذه الوسائل تضاعفت حيرة المواطنين فى العالم، الذين يقرأون تقارير عن انتهاء فيروس كورونا، وفى نفس الوقت يقرأون تقارير عن استمراره لشهور وأخبار أكثر تشاؤما عن أن فيروس كورونا ربما يبقى معنا لسنوات قبل أن يستقر كأحد الفيروسات المستأنسة.
 
العالم فى سباقات متعددة، سباق من أجل التوصل لعلاج كورونا، وسباق لفتح الأسواق والأعمال والهرب من الأزمة الاقتصادية، وسباق ثالث للتعامل مع كل هذا الكم من الأخبار والتقارير التى تتفاوت بين التشاؤم التام والتفاؤل بنهاية سعيدة لفيروس كورونا.
 
هذه النهاية السعيدة أعلن عنها عالم الفيروسات الإيطالى ومعه أعداد من علماء لديهم تصورات نظرية أن الفيروس سوف يختفى من العالم مثلما اختفى غيره، وفى أسوا الحالات سوف يتوطن ويكون البشر اكتسبوا مناعة تمكنهم من مقاومته والتعايش معه مثل الأنفلونزا.
 
فيما يتعلق بالعلاج واللقاح، هناك أخبار وتصريحات، لكن ليس لها نتائج حتى الآن. أعلنت شركة الأدوية الأمريكية «سورينتو ثيرابيوتكس» عن اكتشافها علاجا خارقا يمكن أن يقضى على فيروس كورونا المستجد خلال أربعة أيام فقط، وقالت الشركة إن هذا العلاج عبارة عن أجسام مضادة للفيروس تحمل اسم (STI-1499)، ومن شأنها «تثبيط الفيروس بنسبة 100%».
 
هذا الخبر يفترض أن يحيى الأمل لدى اليائسين فى العالم، لكن التلقى الطبيعى له كان مشوبا بالترقب، وسط عشرات الأخبار فى نفس الطريق، لكنه يدخل ضمن العلاج بالأمصال. والولايات المتحدة نفسها أعلنت عن قرب التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا المستجد، لكنه لم يظهر وما يزال فى حالة التجريب، ويحتاج لشهور حتى يتم طرحه. ثم إن كل من ألمانيا وفرنسا والصين أعلنوا عن التوصل إلى أمصال قادرة على تحقيق نتائج لكن كل هذه التصريحات بقيت فى سياق الدعاية، والتكهنات والوعود التى لم يتحقق منها شيء ولو بنسبة بسيطة، وإن كانت تفتح باب التجريب. وتظل الأصوات المتشائمة قائمة تبشر بالمزيد من الضحايا والإصابات، وخاصة أن دول العالم تتجه إلى الفتح والنزول للعمل والحركة، وهو ما كان مجال تحذير من أنتونى فوشى عضو فريق العمل التابع للبيت الأبيض المكلف بمواجهة (كورونا المستجد). فوشى حذر من «عواقب وخيمة» للتعجل بفتح مرافق الولايات المتحدة. وقال فى جلسة استماع للجنة الصحة والتعليم والعمل بمجلس الشيوخ الأمريكى عبر الفيديوكونفرانس إن فكرة إيجاد اللقاح أو علاج فى تلك المرحلة يتجاوز المعطيات المتوفرة. ولا يتوقع التوصل إليها فى الخريف القادم عند العودة للمدارس والجامعات، وهذه التصريحات تتناقض مع ما أعلنته الشركة الأمريكية عن إنتاج سلاح عجيب يقضى على الفيروس فى 4 أيام فقط.
 
فوشى قال إن تسرع بعض المناطق أو المدن أو الولايات فى فتح مرافقها قبل الأوان قد يدفع لتصاعد فى العدوى أو تفشى المرض.  لكن أخطر ما قاله فوشى إن الخبراء لا يزالون فى طور التعلم بشأن الفيروس مؤكدا «نحن لا نعرف كل شىء عن هذا الفيروس ومن الأفضل أن نكون حذرين للغاية». كلام فوشى يتداخل ويتناقض مع تصريحات خبراء آخرين، لكنه يصب فى حيرة معلوماتية لا تمنح البشر راحتهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة